د. فتحي أبو الورد

تواطؤوا مع حزب علي عبد الله صالح وأرادوا أن يشاهدوا مصارع الإصلاحيين على يد الحوثيين، ثم فوجئوا بأن الحوثيين -الذين ساعدوهم وحركوهم- أصبحوا خنجرا فى خاصرتهم من الجنوب يهدد أمنهم واستقرارهم، وانقلب السحر على الساحر؛ فاضطروا -وهم يعضون الأنامل من الغيظ وأصابعهم من الندم- أن يواجهوهم ويحجموا خطرهم، وأخذوا يرددون فى الحوثيين كلام العرب قديما، صدق من قال: سمن كلبك يأكلك، وها نحن الآن نرى عاقبة مكرهم، فالمعركة دائرة على أشدها بين حزب صالح ومليشيا الحوثيين فى صراع المتمردين.

ومن آيات الله ومن ترتيب القدر أن يكون مبخوت المشرقى أحد رجال علي صالح أسيرا الآن فى قبضة الحوثيين بعد أن فجروا منزله، وهو الذى كان قد تآمر معهم من قبل على إدخالهم محافظة عمران وقتل الشهيد العميد حميد القشيبى قائد اللواء 310 مدرع عام 2014.. سبحانه يمهل ولا يهمل.

احتضنوا شفيق وزعموا أنه الفائز، وأن الانتخابات زورت، وجعلوه ورقة فى أيديهم يحركونها وقتما شاءوا، ثم تشاء الأقدار أن ينقلبوا عليه ويصموه باللئيم، ويرحلوه، ويسلموه لخصمه حتى وإن كانت مسرحية إلا أنها إهانة ظاهرة، وفعلة شائنة، وإذلال بالغ.

انقلبوا على الرئيس المنتخب، ودفعوا المليارات، وأعانوا السفاح، وقتلوا المسالمين، واختلقوا الافتراءات، واعتقلوا الأبرياء، وأهانوهم فى السجون وعذبوهم بل قتلوهم بالإهمال الطبى، ثم شاءت الأقدار أن نراهم فى أكبر مشهد من مشاهد الإهانة يشربون من الكأس نفسه، يسجنون ويعتقلون ويحاسبون بتهم الفساد ويساومون على أموالهم وتصبح سيرتهم عبرة الدهر وآية العصر، وسبحان المعز المذل، الرافع الخافض.

راهنوا على كبيرهم واستقووا به واستعرضوا قوتهم، أما المستضعفون فاعتصموا بالكبير المتعال وفوضوا أمرهم إليه وقالوا: يا رب إنهم أرونا قوتهم فأرنا فيهم قوتك؛ فإذا بكبيرهم وعصابته يضيق عليهم الخناق ويحالون للتحقيق، وتوجه إليهم تهم الكذب وتضليل العدالة، والآن تسير بهم الأمور من سيىء إلى أسوا والقادم أشد وأصعب بإذن الله.

أما من اعتصموا بالكبير المتعال فقالوا.. آمنا بالله، وأيقنا وصدقنا أن يد الله تعمل فى الخفاء، وأن الله على كل شىء قدير.

ولعل القادم بإذن الله يكون فيه كثير من الآيات والعبر {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر