أكد وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» أن بلاده لا تستبعد تحرك دول الحصار عسكريا ضدها، مشيرا إلى أنه لدى الدوحة ما يكفي من الأصدقاء لمواجهة تلك الخطوة.

وقال الوزير القطري: «إنه على الرغم من أن قطر تأمل في ألا يحدث ذلك، فإن بلاده مستعدة جيدا ويمكنها الاعتماد على شركائها في الدفاع عنها ومنهم فرنسا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة»، وفقا لما نقلته وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية.

وأضاف «آل ثاني» قائلا: «لدينا ما يكفي من الأصدقاء من أجل منعهم من اتخاذ هذه الخطوات»، مشيرا إلى أن «أي عدوان على قطر، ستتأثر القوات الأمريكية به».

وأوضح الوزير القطري أن «الحصار يؤثر بالفعل على التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا»، مشيرا إلى أن «طائرات النقل من طراز سي – 17 القطرية تعتبر الطائرات الرئيسية التي تقدم الدعم اللوجستي لشركاء التحالف، مثل الأردن وتركيا».

وأكد في السياق أن «حظر الطيران القطري فوق السعودية والبحرين والإمارات، لم يبق لقطر سوى خيار واحد لمواصلة الدعم اللوجستي لشركاء التحالف وهو التحليق فوق الأجواء الإيرانية».

وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرضت عليها إجراءات عقابية بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة، وقالت إنها تواجه حملة «افتراءات وأكاذيب».

ويشار إلى أن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تعهد بمواصلة الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده إلى قطر خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، علما بأن تركيا لديها قاعدة عسكرية في قطر تستوعب قرابة 3000 جندي.

وكان وزير الخارجية القطري قال، أمس السبت، في المقابلة التي أجراها مع شبكة «MSNBC» الأمريكية إن «قطر طالما كانت شريكا وحليفا قويا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب»، لافتا إلى أن بلاده تستضيف ما بين 11 إلى 12 ألف جندي أمريكي في قاعدة «العديد» الجوية الأمريكية، والتي تشن من خلالها الولايات المتحدة ضربات عسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضاف أن «الولايات المتحدة دائما ما تعبر عن تقديرها لهذه الشراكة، وفي المقابل تقدر قطر أيضا هذه الشراكة والعلاقة»، مؤكدا أن «لا مؤشرات على إمكانية إغلاق القاعدة الأمريكية، حيث تعمل قطر على زيادة وتطوير تعاونها مع واشنطن».

وعن موقف الإدارة الأمريكية من حصار قطر، قال «آل ثاني» إن «قطر تتلقى دعما كبيرا على جميع الأصعدة من الولايات المتحدة لوضع نهاية لهذه المشكلة، سواء كان ذلك من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أو أعضاء إدارته مثل وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، أو وزير الدفاع، جيمس ماتيس وغيرهم».

وخلال لقائه مع الصحفيين بواشنطن، أمس السبت، أكد وزير الخارجية القطري أن دول الحصار تتبع نمطا من السلوك لا يمكن التنبؤ به، وإنه لا يمكن استبعاد الخيار العسكري بالنظر إلى عدم وجود أي خطوة إيجابية في اتجاه حل الأزمة»، مشيرا إلى أن هناك أزمات بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، بسبب وجود نمط من القيادة المتهورة وغير المسؤولة في المنطقة.