حينما يولد الطفل الرضيع، يكون مثل الإسفنجة، لا يعلم شيئًا عن العالم الخارجي، وسرعان ما يبدأ بالملاحظة والتعلم، فيتطور إدراكه مع كل معلومة جديدة يحصل عليها من المحيط الخارجي، وتعد السنوات الأولى من عمر الطفل أهم مرحلة في نمو إدراكه.

في الشهر الأول والثاني من عمر الطفل، تجدينه يتابع من حوله بعينيه ويتطور تجاوبه البصري مع الأم، ويبدأ في الالتفات لمصدر الأصوات حوله والتركيز بنظره على الأشياء.

أما خلال الشهور الأربعة التالية، فيبدأ الطفل في استكشاف ما حوله بشكل أكبر، إذ يبدأ في التقاط الأشياء غير المألوفة بالنسبة له، ويُحدق فيها أو يُسقطها أو يضعها داخل فمه، وفي هذه المرحلة أيضًا يطور الطفل القدرة على البحث عن الأشياء المخبأة، وكل هذه الحركات تدل على التطور المعرفي لدى الطفل.

بدايةً من الشهر السابع حتى الثاني عشر، يتطور لدى الطفل حب الاستقلالية، فتجدينه يصر على حمل الملعقة بنفسه عند إطعامه، ويبدأ في نوبات الغضب إذا ما اعترض أحد تلك الرغبة، وتتطور لديه أيضًا مهارة البحث عن الأشياء، التي اختفت من أمام عينيه.

من عمر عام إلى عام ونصف، يزيد مستوى التواصل البصري مع الآخرين، وتكون مهارة الاستكشاف لدى الطفل قد تطورت بشكل كبير بسبب نضوج جسمه، فهو قادر الآن على الوصول إلى الأشياء والتقاطها بيديه لأن المشي يسهل له الوصول إلى كل ما يلفت انتباهه. ويبدأ في وضع كل ما يلتقطه بيديه في أي تجاويف أو فراغات. ويصبح الطفل قادرًا على الإشارة باتجاه الأشياء، التي يريدها ويصبح انتقائيًا فيما يتناوله من طعام.

من عمر العام ونصف إلى العامين، يتطور لدى الطفل تعبيرات وجه معينه عن الفرح أو الحزن أو الشعور بالخجل، وتزيد نوبات الغضب والبكاء والاعتراض على أي أمر، ويفهم الغرض من الأشياء، فتجدينه يقرب الكوب من فمه أو يستخدم المشط في تمشيط شعر الدمية أو شعره، أو استخدام الملعقة في إطعام ألعابه ويبدأ في ربط الأسباب بالنتائج، مثل أن اقترابه من أي كوب أو سطح ساخن سوف يؤذيه.