نشرت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية دراسة أجرتها منظمة أمريكية غير ربحية، أثبتت وجود كميات ملحوظة من مادة الرصاص في عينات من طعام الأطفال.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن حوالي 20 في المائة من عينات أغذية الأطفال، التي تم اختبارها على مدى عقد من الزمن، كانت تحتوي على مستويات مرتفعة من الرصاص، وذلك وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منظمة "صندوق الدفاع البيئي" غير ربحية.

وذكرت الصحيفة أن هذه الأبحاث كشفت أن أغذية الأطفال تحتوي على مستويات أعلى من التلوث مقارنة بالأغذية العادية. وقد عمل الباحثون على تقييم البيانات التي جمعتها إدارة الغذاء والدواء بين سنوات 2003 و2013، التي شملت قرابة 2664 عينة من الأغذية.

والجدير بالذكر أن الباحثين وجدوا أن 89 في المائة من عينات عصير العنب، و86 في المائة من عينات البطاطس الحلوة، و47 في المائة من عينات البسكويت التسنين، تحتوي على مستويات ملحوظة من الرصاص.

ونقلت الصحيفة عن مؤلف الدراسة توم نيلتنر، من صندوق الدفاع البيئي، قوله إن "مستويات الرصاص التي وجدناها في الأطعمة المخصصة للأطفال كانت منخفضة نسبيا، ولكن عند خضوعها لإضافات، مع جميع الأطعمة التي يتناولها الأطفال، فإنها تصبح عالية".

وبينت الصحيفة أن عينات أغذية الأطفال التي أجريت عليها الاختبارات لم تتجاوز مستويات الرصاص المسموح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء. ونتيجة لذلك، تقوم إدارة الغذاء والدواء بعملية مراجعة شاملة لجميع معاييرها السابقة نظرا لأنها تشعر أن المعايير الحالية لا تأخذ بعين الاعتبار المخاطر الصحية المحتملة التي يمكن أن تضر خاصة بصحة الأطفال الصغار.

وأضافت الصحيفة أن أطباء الأطفال يعتقدون أنه لا يوجد مستوى آمن من الرصاص عندما يتعلق الأمر بطعام الرضع. فوفقا لما ذكره طبيب الأطفال جنيفر لوري، الذي يترأس مجلس الصحة البيئية في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن كامل المسؤولية تقع على عاتق إدارة الأغذية والدواء التي يجب عليها أن تحدث تغييرا جذريا في معاييرها الصحية السابقة بعكس ما نعرفه، نظرا لأنه لا يوجد مستوى الرصاص آمن.

وأشارت الصحيفة إلى أن "مراكز مكافحة الأمراض واتقائها" تعتقد أن وجود 5 ميكروجرام من الرصاص لكل ديسيلتر من الدم يعتبر نسبة مرتفعة عند الأطفال، نظرا لآثاره الجانبية العديدة المحتملة على نموهم. فضلا عن ذلك، كشف المركز أنه قد ثبت أن المستويات المنخفضة من الرصاص في الدم يمكن أن تؤثر على ذكاء الطفل، وقدرته على الانتباه، وإنجازه الأكاديمي.

وقالت الصحيفة إنه لا يمكن معالجة الآثار الجانبية لمادة الرصاص، التي تعتبر مثل قنبلة موقوتة. لذلك ينصح أطباء الأطفال الآباء والأمهات بإعداد طعام أبنائهم بأنفسهم. وفي هذا السياق، أفاد مساعد رئيس قسم طب الأطفال في مركز كامبل الطبي "كايزر بيرماننت"، الدكتور كيث فابيسياك، أنه "عندما يسأله الآباء عن أفضل ماركة من أغذية الأطفال يجب أن يستخدمونها لإطعام أطفالهم، كان يجيبهم تلك التي تصنعونها بأيديكم في المنزل".

وأضاف كيث فابيسياك: "حتى الأطعمة الطفل التي يصنفها البعض بأنها "عضوية "أو "طبيعية" لا تزال تحتوي على كميات كبيرة من المواد الملوثة على غرار الرصاص والزرنيخ. وبالتالي فإن أفضل غذاء لصحة الطفل هو الذي تقوم بإعداده بنفسك... على الرغم من أن هذا سوف يتطلب منك بذل جهد إضافي، إلا أن هذه الطريقة الوحيدة لتعرف مكونات طعام طفلك".

كما ينصح فابيسياك الأمهات "بإعداد كميات كبيرة نسبيا من طعام أطفالهن ثم تجميدها داخل مكعبات في الثلاجة، لذلك فإن كل ما سوف يحتاجه الأب أو الأم هو إخراج بعض المكعبات من الثلاجة لتذوب قبل كل وجبة".

وفي الختام، بينت الصحيفة أن أطباء الأطفال يوصون بأن يأكل الأطفال أنواعا مختلفة من الفواكه والخضروات. وهذا من شأنه أن يساعد على تقليل الخطر الناجم عن تناول نوع واحد من الغذاء، علاوة على أن تناول أطعمة تحتوي على نسب عالية من الحديد، والكالسيوم، والفيتامين سي يمكن أن تقلل من امتصاص الجسم للرصاص.