لفتت فتاة في قطاع غزة أنظار المئات من الفلسطينيين، بعد أن جابت طرقات القطاع داخل حاوية جرافة عملاقة، في محاولة للاحتفال بطريقة غير تقليدية بتخرجها من الجامعة وتقديم الشكر لوالدها لتمكنه من سداد تكاليف دراستها.

وأنهت الشابة انتصار البطش (22 عاما)، مؤخرا، دراسة درجة "البكالوريوس" في تخصص الإعلام من إحدى الجامعات الفلسطينية في مدينة غزة.

وزينت الفلسطينية البطش حاوية الجرافة، التي كان يقودها والدها، بالبالونات والأعلام الفلسطينية، ووضعت بداخلها أريكة صغيرة جلست عليها بينما كانت ترتدي ثوب التخرج التقليدي الأسود.

وجابت الجرافة التي تحمل الفتاة الفلسطينية، معظم شوارع مدينة غزة لتلفت أنظار المئات من الفلسطينيين الذين تجمعوا حولها وسار بعضهم بمحازاتها وهم يباركون تخرجها، حتى أنهت رحلتها.

وتقول البطش، لمراسل الأناضول، إنها أرادت الاحتفال داخل حاوية الجرافة ليكون احتفالها غير تقليدي، وأيضا كون الجرافة مصدر رزق أسرتها حيث يعمل والدها سائقا لها منذ سنوات.

وتضيف الخريجة الجامعية: "أعتز بمهنة أبي وأردت التعبير عن افتخاري به وبعمله من خلال هذا الاحتفال".

وتابعت: "الفضل يعود لوالدي في تخرجي من الجامعية فقد كان أكبر داعم لي سواء عبر دفاع الرسوم الجامعية أو تشجيعي على الدراسة".

وتخرج جامعات وكليات قطاع غزة ما يقارب من 30 ألف طالب وطالبة سنويا بتخصصات مختلفة، حسب تصريحات سابقة لمدير عام التخطيط في وزارة العمل الفلسطينية، ماجد إسماعيل.

ورصد تقرير أصدره مركز الميزان لحقوق الإنسان (غير حكومي)، نشره مطلع العام الجاري، وجود انخفاض في نسبة خريجي طلبة التعليم العالي من الإناث، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، ما يشير إلى وجود تحديات تحول دون تخرجهن واستكمال تعليمهن.

وذكر التقرير أن عدم القدرة على توفير رسوم الدراسة هو التحدي الأبرز أمام إتمام الطلبة للتعليم الجامعي.

ويوجد في القطاع، أكثر من 26 مؤسسة تعليم عالي، تقدّم ما يزيد عن 700 برنامجا مُجازا من الوزارة، لشهادات الدبلوم، والبكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه.

وبفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ نحو 14 عاما، يعاني القطاع الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة أوضاعا اقتصادية متردية للغاية.

ومع بداية العام 2020، ارتفع مؤشرا الفقر والبطالة إلى 52 بالمئة، و50 بالمئة، على التوالي، وفق بيانات رسمية.