قال محللون أتراك، إن أنقرة وموسكو دخلتا مرحلة الاشتباك العلني بينهما في إدلب، وذلك عقب التطورات الأخيرة في بلدة النيرب، ومقتل جنديين تركيين في قصف جوي لنقطة مراقبة تركية.

بدوره، قال الكاتب التركي، سيدات أرغين، إن بيئة الصراع في إدلب تتصاعد، خاصة بعد حادثة مقتل الجنديين التركيين.

وأشار في مقال له على صحيفة "حرييت"، إلى بيان وزارة الدفاع التركية، الذي لم يحدد ويوضح طبيعة الهجوم الجوي على القوات ومن يقف خلفه.

وأضاف أنه لا يمكن إنكار أن روسيا وتركيا بدأتا بشكل علني مواجهة بعضهما، ووصلتا لمرحلة "الخصومة" ميدانيا.

وتطرق الكاتب التركي إلى تصريحات وزير الدفاع، خلوصي أكار، التي قال فيها إن بلاده ليس لديها نية التصادم مع روسيا في إدلب.

وأضاف الكاتب أن الهجوم في النيرب وقع بعد هذه التصريحات، وهذا يدلل على أن تصريحات النوايا لا يمكن ترجمتها على الميدان.

وأوضح أنه على الرغم من أن المستهدف هو النظام السوري، فإن الرد يكون عبر الطائرات الروسية.

ورأى أنه ليس من الصعب تنبؤ السيناريو الميداني المقبل في إدلب مع قرب انتهاء المهلة التركية، كما أنه إذا تكرر نمط التعاون بين القوات الروسية والنظام السوري، كما حدث أمس في النيرب، فسيكون حتميا مواجهة بين روسيا وتركيا هناك.

وأكد على أن موسكو لن تقبل لأنقرة اختراق المجال الجوي السوري الذي تسيطر عليه في إدلب، وستمنعها من ذلك.

ولم يستبعد الكاتب التركي تأثير التوتر مع روسيا بإدلب في إعادة ترتيب التصورات التركية في مفهوم "الصديق" والعدو"، وإعادة النقاش حول منظومة "أس400".

بدوره، ألمح الكاتب التركي، عاكف بيكي، إلى أن القصف الذي استهدف القوات التركية مؤخرا كان ناجما عن طائرات روسية وليس النظام السوري.

وقال في مقال له على صحيفة "قرار"، إنه وبالنظر إلى البيانات الرسمية التركية، يعتقد أن روسيا ليست لها علاقة بالهجوم.

وأشار إلى أن روسيا أعلنت ضمنيا مسؤوليتها عن الغارة الجوية التي استهدفت القوات التركية، وراح ضحيتها جنديان.
 
وتطرق الكاتب التركي إلى تصريحات أكار، التي قال فيها إن بلاده لا تريد مواجهة روسيا، مشيرا إلى أنه "بالفعل دخلنا مواجهة، ولا أدري لماذا التظاهر بغير ذلك الآن".

وتساءل الكاتب التركي حول أن رسالة أكار إلى روسيا كانت خاطئة، واصفا إياه بأنه موقف قد يفهم بأنه ضعف وهروب من الواقع يشجع الطرف الآخر.

ولفت إلى أن الرئيس التركي أكد، في تصريحات له، أن بلاده تعلم جيدا أن روسيا تقع خلف الهجمات التي يشنها النظام السوري على نقاط المراقبة التركية.

وأوضح أن روسيا أساءت فهم تصريحات الرئيس أردوغان، وإصرار تركيا على استمرار المحادثات الدبلوماسية.

وأضاف أن موسكو لم تتنكر عن مسؤوليتها المباشرة على الهجوم الثالث والأخير؛ لأنها تعلم جيدا أن أنقرة لن تغادر الطاولة.