قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يحدث الكثير من الأشياء القاسية أو ربما غير القاسية في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف "سنرى ما سيحدث"، في حين اتفق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ضرورة محاسبة إيران.
 

وقال ترامب إنه من السهل جدا إجراء اتصال هاتفي واحد للرد على هجمات السعودية، لكن ليس ضروريا اليوم أو غدا أو في غضون أسبوعين.

وفي وقت سابق قال ترامب إن الإحجام عن ضرب إيران حتى الآن هو "علامة على قوتنا"، وإن من السهل شن هجوم، وأشار إلى أن إدارته تدرس خيارات عديدة للتعامل مع إيران.

وأعلن أنه أمر وزير الخزانة ستيفن منوتشن "بتكثيف شديد للعقوبات" المفروضة على إيران، وقال لاحقا إن إدارته ستعلن تفاصيل هذه العقوبات الإضافية على إيران خلال الساعات الـ48 المقبلة.

من جانب آخر، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن جونسون بحث الهجوم على أرامكو في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، وإنهما "أدانا الهجمات، وبحثا ضرورة الرد الدبلوماسي الموحد من الشركاء الدوليين، وتحدثا أيضا عن إيران، واتفقا على وجوب عدم السماح لها بالحصول على سلاح نووي".

اتفاق على المحاسبة
وفي السياق ذاته، اتفق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة محاسبة "النظام الإيراني"، على خلفية الهجوم الذي استهدف منشأتين تابعتين لشركة أرامكو النفطية السعودية مطلع الأسبوع الجاري.


بومبيو ومحمد بن سلمان في جدة (رويترز)
بومبيو ومحمد بن سلمان في جدة (رويترز)

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن بومبيو وبن سلمان اتفقا على أن "هذا الهجوم غير المقبول وغير المسبوق لا يهدد فقط الأمن القومي للسعودية، ولكن أيضا يعرض أرواح المواطنين الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في السعودية للخطر، وكذلك إمدادات الطاقة العالمية بشكل عام".

وبحث الوزير الأميركي وولي العهد السعودي أيضا "الحاجة إلى أن يتحد المجتمع الدولي للتصدي لتهديد النظام الإيراني"، واتفقا على "ضرورة محاسبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني والمتهور والتهديدي".

ويقوم وزير الخارجية الأميركي حاليا بجولة خليجية تشمل السعودية والإمارات على خلفية التوتر مع إيران.

أدلة سعودية
من جهة أخرى، عرضت وزارة الدفاع السعودية ما قالت إنها أدلة على دور إيراني في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية السبت الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد تركي المالكي -في مؤتمر صحفي أمس- إن البيانات المتوفرة تظهر استحالة انطلاق الهجوم من اليمن، وذلك ردا على إعلان جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم.

وأوضح المتحدث أن التحقيقات أشارت إلى أن الهجوم على أرامكو جاء من جهة الشمال، وأنه كان "بلا شك" برعاية إيران، واستخدمت فيه أسلحة وتكنولوجيا إيرانية، حسب قوله.

وأضاف أن نطاق حركة الطائرات المسيرة المهاجمة كان من الشمال إلى الجنوب، لكنه أشار إلى استمرار التحقيقات لتحديد مكان انطلاق الهجوم بدقة.

طائرات مسيرة وصواريخ
وقال المتحدث إن الهجوم -الذي استهدف معملي أرامكو في بقيق وخريص- نفذ باستخدام 18 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ كروز، منها ثلاثة صواريخ لم تصب أهدافها.

وذكر أن الهجوم نفذ بقدرات نوعية، وأن الطائرات المهاجمة استخدمت نظام تموضع متقدما، فضلا عن الصواريخ الموجهة بدقة.

وأضاف أن من بين الأسلحة المستخدمة في الهجوم طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "دلتا وينغ"، وصواريخ إيرانية من طراز "يا علي".

ورأى المتحدث السعودي أن الهجوم على أرامكو كان "ممنهجا" لتدمير البنية التحتية السعودية، كما وصفه بأنه هجوم على الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية، ودعا المجتمع الدولي إلى وضع حد "لدعم إيران للمجموعات الإرهابية".

رد ساحق و200 فرقاطة
في المقابل، هددت طهران "برد ساحق" على أي ضربة عسكرية ضدها، وقالت في رسالة أرسلت الاثنين إلى الولايات المتحدة عبر السفارة السويسرية -التي تمثل المصالح الأميركية في إيران- ونقلتها الصحافة الإيرانية اليوم إنها "تنفي وتدين مزاعم" مسؤولين أميركيين بأنها تقف وراء الهجمات.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء إن طهران أكدت أيضا في الرسالة أنه "في حالة وقوع أي عدوان على إيران فإن هذا التحرك سيلقى ردا فوريا من إيران، ولن يقتصر الرد على المصدر".

ونقلت صحيفة اعتماد الإيرانية عن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله "إننا مستعدون تماما لمفاجأة المعتدين برد ساحق وشامل على أي أعمال آثمة".

وفي خضم تلك التوترات، نقل موقع "إيران فرانت بيج" اليوم عن مصادر عسكرية قولها إن إيران ستنظم عرضها العسكري السنوي في 22 سبتمبر/أيلول الجاري في مياه الخليج بمشاركة مئتي فرقاطة لقوات الحرس الثوري. ويقام العرض إحياء لذكرى بداية الحرب الإيرانية العراقية عام 1980.