نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن التقنيات التي يستعملها مكتب التحقيقات الفيدرالي من أجل الكشف عما إذا كان الشخص المخَاطب يكذب أم يقول الحقيقة. وبشكل عام، تعول هذه الجهات على علامات الوجه والتصرفات للتحقق من هذا الأمر.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه التقنيات قادرة على كشف مدى كذب الشخص الذي نخاطبه، وتجعلنا في غنى عن أجهزة كشف الكذب أو غيرها من التكنولوجيات الأخرى المستعملة في هذا الصدد. وقد أكد هذه الحقيقة العامل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، مارك بوتين.
 
وأوردت الصحيفة أن مارك بوتين كشف عن هذه التقنيات، التي تعلمها على مدار 30 سنة من الخبرة، في كتابه الذي تحت عنوان "كيف تتعرف على الكذب مثلما يفعل مكتب التحقيقات الفيدرالي". ولا تعد القدرة على الكشف عن الكذب مفيدة فقط في التحقيقات الجنائية، بل هي مفيدة أيضا في حياتنا اليومية.
 
وبينت الصحيفة أن النظر إلى الجانبين يعدّ من العلامات الدالة على أن المتحدث يكذب. وفي أغلب الأحيان، يقوم الكثيرون بهذه الحركة عندما يشعرون بعدم ارتياح، أو في حال كانوا مرغمين على الإجابة عن أسئلة لا يريدون أن تطرح عليهم. علاوة على ذلك، يعد النظر يمينا وشمالا ردة فعل طبيعية للبشر عندما يحاولون البحث عن مهرب أو يشعرون بأنهم في وضع خطير.
 
وأضافت الصحيفة أن رمش العين بشكل سريع دليل على أن ما يتفوه به المتكلم لا يمت للحقيقة بصلة. وفي الحالات العادية، يقدر معدل رمش العين في الدقيقة الواحدة بين خمس وست مرات. لكن في حال كان المتكلم يكذب، أو تسلط عليه الضغوط، فمن الممكن أن ترمش عيناه بشكل متتال وسريع.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما يبقي الفرد عينيه مغمضتين لمدة ثانية أو أكثر، ويكرر فعل ذلك، فمن المؤكد أن هذا الشخص لا يقول الحقيقة. وفي الحالات العادية، لا يمكن أن يستمر رمش العين أكثر من أربع ثوان. في المقابل، يعدّ إطالة هذه الحركة بمثابة الآلية الدفاعية.
 
وأوضحت الصحيفة أن اتجاه نظرة المتحدث يعدّ من العلامات التي تكشف صحة كلامه. فإذا، كان هذا الشخص ينظر إلى الأعلى وإلى جهة اليسار، فهو يفكر في شيء رآه وموجود في ذاكرته؛ أي أن ما سيقوله صحيح. في المقابل، في حال نظر المتحدث إلى الأعلى وإلى الجهة اليمين، فهو يبحث في مخيلته، ومن المرجح أن يخترع إجابة خيالية عن السؤال. أما في حال كان المخَاطب أشولا، فيمكن تطبيق العكس تماما للتحقق من كلامه.
 
وكشفت الصحيفة أن العامل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، أكد أنه يمكن تطبيق التقنية السابقة ذاتها عند سؤال المتحدث عما سمعه حول حدث معين. ففي حال اتجه نظر المخاطب إلى اليسار، فإنه يتذكر ما سمعه حتما، أما إذا اتجه نظره إلى اليمين، فمن المؤكد أنه سيقول أخبارا كاذبة. وعموما، ينطبق الأمر ذاته عند سؤال أحد الأفراد عن أمر متعلق بالحواس، مثل الشم واللمس.
 
وبينت الصحيفة أن الابتسامة الكاذبة دليل آخر على تفوه المتكلم بعبارات غير صحيحة. وفي الإجمال، إذا كان الشخص يضحك بصدق، فستتشكل تجاعيد حول عينيه. فضلا عن ذلك، إذا لمس المتكلم وجهه عدة مرات، فمن المؤكد أنه ينطق بأحاديث زائفة، ويفسر ذلك بأن الكذب يسبب في بعض الأحيان تفاعلات كيميائية ينتج عنها احتكاك في الوجه.
 
وأفادت الصحيفة بأن التعرق أكثر من اللزوم من العلامات القاطعة على أن المتحدث يكذب، خاصة عند تعرق الجبين أو الرقبة. علاوة على ذلك، يعد ضم الشفتين من العلامات الأخرى الدالة على الكذب، نظرا لأن هذه الحركة تساعد على تجنب جفاف الفم.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن احمرار الوجه يعد من العلامات الأخرى الدالة على كذب المتحدث، إذ إنه يعد بمثابة حركة لا إرادية من الجهاز العصبي. ويضاف إلى هذه المؤشرات، هز الرأس لنفي ما يقال.