نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها الدبلوماسي باتريك وينتور، يقول فيه إن قرار حظر الأسلحة المفروض على ليبيا يتم انتهاكه بشكل ممنهج من دول أعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

ويشير التقرير، إلى أن تقريرا صادرا عن الأمم المتحدة سيحدد كلا من الأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا، بصفتها دولا أعضاء في المنظمة الدولية، قامت بخرق الحظر المفروض على تصدير السلاح إلى ليبيا.

ويلفت وينتور إلى أن التقرير أشار إلى أن هذه الدول قامت "بشكل روتيني، وصارخ أحيانا، بتزويد السلاح دون بذل جهود لإخفاء المصدر"، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يربط التقرير الإمارات بمراكز الاعتقال والقصف التي وصفت بأنها جرائم حرب.

وتفيد الصحيفة بأن المنظمة الدولية تتهم بأنها تشرف على عصر جديد من الحصانة، مستدركة بأن التقرير ونتائجه ستكون اختبارا جديدا على قدرة المنظمة على فرض قراراتها.

وينقل التقرير عن المبعوث الدولي لليبيا، غسان سلامة، قوله في نهاية الأسبوع الماضي، إن التدخل الأجنبي في ليبيا -عسكريا ودبلوماسيا- يعد العقبة الكبرى لتحقيق السلام في البلد، فيما أدى الانقسام داخل مجلس الأمن إلى عدم قدرته على الدعوة لوقف إطلاق النار، رغم مناقشة الموضوع الليبي 15 مرة، وأضاف أن حظر تصدير السلاح تم انتهاكه 45 مرة منذ 4 نيسان/ أبريل.

وينوه الكاتب إلى أن التقرير، الذي تم إعداده من فريق من الخبراء، لم يحدد اسم البلد المسؤول عن ضرب مركز تجميع المهاجرين في تاجوراء في 2 تموز/ يوليو، الذي قتل فيه 54 مهاجرا، مشيرا إلى أن التقرير سيقول إن الهجوم نفذته دولة أجنبية.

وتذكر الصحيفة أن مصر والإمارات والأردن زودت قوات تابعة للجنرال خليفة حفتر، الذي شن هجوما على طرابلس في 4 نيسان/ أبريل، بالأسلحة، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة عن خطة سلام، مشيرة إلى أن تركيا زودت السلاح للحكومة المعترف بها دوليا.

ويورد التقرير نقلا عن سلامة، قوله إن جماعة حفتر مسؤولة عن 800 هجوم بالطائرات المسيرة منذ نيسان/ أبريل، فيما شنت حكومة طرابلس 270 هجوما بالطائرات المسيرة.

ويقول وينتور إن التقرير يكشف عن حجم الانتهاكات، وتجاهل الدول الأعضاء لقرارات المنظمة الدولية، لافتا إلى أن أعضاء مجلس الأمن يأملون أن تدفع التغطية الإعلامية السيئة لهذه الدول للتوقف عن تزويد أطراف النزاع بالسلاح.

وتنقل الصحيفة عن سلامة، قوله إنه سيتناول موضوع التدخل الخارجي في اجتماع يوم الأربعاء، تحضيرا لمفاوضات سلام تعقد في برلين في بداية العام المقبل، وستحضره الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بالإضافة إلى تركيا وإيطاليا والإمارات ومصر وغيرها، مشيرة إلى أن الاجتماع يهدف للحصول على التزامات بعدم التدخل الخارجي، والسماح للمؤسسات الدولية بمراقبة الأوضاع، بما في ذلك حظر السلاح.

ويفيد التقرير بأنه يتم صدور تقرير خبراء السلاح في الأمم المتحدة سنويا، وعادة ما يتم تأخيره بسبب المماحكات بين الدول التي تحاول تأخيره.

ويشير الكاتب إلى أن المعركة حول طرابلس دخلت مرحلة الجمود، لكن سلامة قال إن نشر مئات من المرتزقة الروس حرفوا الميزان لصالح حفتر، وعبر عن خشيته من انتشار الحرب إلى مركز العاصمة، ما يؤدي إلى حمام دم بسبب التدخل الروسي.
 
وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الليبي محمد طاهر سيالة أكد أن هناك مخاطر من سقوط طرابلس في يد القوات التي يقودها الروس، قائلا إن "المشكلة هي أن روسيا تعلن عن شيء وتفعل شيئا آخر، وبالتأكيد تعد ليبيا مهمة استراتيجيا لروسيا، وتحاول الحصول على موطئ قدم في البلد".

وينوه التقرير إلى أنه تم إنجاز التقرير الأممي قبل التدخل الروسي، لكنه يشير إلى دور المرتزقة من السودان ودول أخرى، مشيرا إلى قول سلامة إن الروس لم يكشفوا عن استراتيجيتهم، و"لو انتقل القتال الى الأحياء فسيرتفع عدد القتلى لمستويات جديدة".

ويورد وينتور نقلا عن سلامة، قوله إن عملية برلين لها ستة أهداف: وقف إطلاق النار، ووسيلة لفرض حظر الأسلحة، والعودة إلى العملية السياسية، وحزمة إصلاحات مالية واقتصادية، وترتيبات امنية جديدة لطرابلس، واحترام القانون الدولي والإنساني.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن سلامة حذر من غياب التسوية التي ستقود إلى حمام دم في ليبيا، ومهاجرين، وعدم استقرار في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل كلها.