علق الفنان والمقاول المصري محمد علي على تبرير قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لاتهامات المؤسسة العسكرية بالفساد وإهدار أموال مصر تحت مسمى "حماية مصر بنشر مجموعة من الفيديوهات".
وقال علي: إن السيسي يصدر للمصريين "وهم محاربة الإرهاب" لتبرير الفساد، مؤكدا أن الأمان في مصر وهمي، ودخول الجماعات المسلحة لسيناء التي يتذرع بها السيسي يكشف سوء إدارته وفشله في حماية البلاد.
وأضاف علي، موجهًا حديثه للسيسي: "عارف إنك مخضوض ومرتجف (..) وأسلوبك رخيص".
وقال إن "المؤتمر انعقد خصيصًا للرد على الفيديوهات التي بثها، وتكشف حجم الفساد الكبير داخل مؤسستي الرئاسة والجيش"، مشيرًا إلى أن الحضور اقتصر على الشخصيات التي تجيد التصفيق لرئيس البلاد، بلا تواجد حقيقي لأي من الشباب المصري.
وأوضح علي أن "أبواق النظام الحالي تركت الوقائع التي ذكرها، وركزت على حياته الشخصية"، مؤكدًا أن "السيسي لم يقل كلامًا مفيدًا في المؤتمر رغم حديثه المطول على مدار ثلاث جلسات، كما لم يرد على ما أثاره بشأن مصروفاته الباهظة، ليتحدث عن خطر الإرهاب، ويحذر المصريين من مصير سورية وليبيا والعراق في حالة تركه للحكم، وهو من يضحي بجنود الجيش البسطاء في مناطق رفح والعريش بسيناء".
وتابع: "مؤتمر الشباب لم يشهد تواجدًا لأي شاب من مناطق بحري أو الصعيد، الذين يستطيعون حماية أنفسهم جيدًا من الإرهاب.. وكل الحاضرين كانوا يرتدون البدل والكرافتات، ولو حاول أحد من شباب المناطق الشعبية حضور المؤتمر، لضربه الضباط بالنار.. والسيسي عقد جلسة خاصة لمهاجمة مواقع التواصل، والادعاء بأنها تُشكل خطورة على العالم بخلاف الحقيقة، على الرغم من أنه سوق للمؤتمر على هذه المواقع".
ونوه: "من يخاف من مواقع التواصل هو الحكام الديكتاتوريون، الذين يخشون من تأثيرها على أنظمتهم، وهم لن يستطيعوا التحكم فيها؛ لأن حلقة التواصل بها عالية جدا"، مضيفا: "السوشيال ميديا بتخوفكم، ولولاها لم أكن لأهاجمك يا سيسي؛ لأنني لا أستطيع مقاضاتك من أجل الحصول على حقوقي.. كما أنني لا أستطيع الظهور على المحطات الفضائية التي يسيطر عليها رجالك من الإعلاميين وضباط الاستخبارات".
وواصل مهاجمته للسيسي: "أنت تسخر عساكر التجنيد لعمل الشاي والقهوة، وإحضار الخضروات لزوجات الضباط، وتلميع أحذيتهم، بدعوى أنهم يدافعون عن الوطن، ويؤدون الخدمة العسكرية.. أنت تسخرهم عندك دون مقابل من أجل التكسب من ورائهم، وهذه تصرفات حقيرة، حيث لم أجد أسوأ من إدارتك.. ولو كنت تحدثت عنك من مصر كنت (اتنفخت)، وكل ما فعلته إني سألتك فقط عن مصروفاتك الشهرية، ولم أحدثك عن إدارة البلاد بشيء من التفصيل".
وأضاف علي: "مواقع التواصل تقلق السلطات والحكومات الظالمة فقط، والتي لا تريد للناس استخدامها إلا لمصالحها، باعتبار أنهم الأسياد، ونحن العبيد... أنت يا سيسي تلقي بالعساكر الغلابة إلى الموت في سيناء حتى تتاجر بهم، وتقول (يارتني كنت مكانهم)، وهم أجدع منك مليون مرة... وبطل مقارنة أوضاع مصر مع سورية والعراق وليبيا، وشوف عندك كام دولة في أوروبا آمنة من تنظيم (داعش)، والذي لم يستطع الوصول إليها".
وتساءل علي: "لماذا لم يُسيطر (داعش) على إحدى المدن في أوروبا، مثلما فعل في مدينة العريش بمصر؟ أنت بعت جزيرة تيران من أجل إهدار الأموال على المشاريع (التافهة)، وجزيرة صنافير من أجل الصرف على زوجتك انتصار، وأولادك، وأصدقائك، ولكنك حصلت كذلك على نصيب الأسد... أين حديثك عن حماية مصر؟ ومعهد الأورام يُفجر في وسط القاهرة، والجنود تُقتل في العريش ورفح، ثم تقول (هاتوا غيرهم)، وهذا لأن (العدد في الليمون)، ومش فارق معاه موتهم يا فاشل".
وأشار علي إلى أن عددًا من دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية والكويت، ودولاً أوروبية، تتواجد بها كل عوامل وأسباب جذب الإرهاب، ولم يُنفذ بها تنظيم "داعش" أي هجمات إرهابية على غرار مصر، مستطردًا: "لماذا تعمل على تخويف المصريين يا سيسي؟ وتصدر لهم أن جماعة الإخوان هم مصدر الإرهاب؟ وأن نهاية حكمك يعني تسليمهم حكم مصر؟ هل أصبحت المنافسة بينك وبين الإخوان فقط؟!".
ورأى علي أن ثورة 25 يناير 2011 "لم تكن سوى (خناقة) بين وزير الدفاع السابق، حسين طنطاوي، والرئيس المخلوع، حسني مبارك، لرفض الجيش أن يرث جمال مبارك الحكم عن والده، ومن ثم استغل الجيش حراك الشارع للسيطرة على الحكم، مستغلاً جماعة الإخوان في وسط الأحداث"، مختتمًا: "مصر تُعاني من الإهمال الأمني، بينما يُهدر السيسي مليارات الجنيهات.. والجيش المصري يتمتع بالكفاءة، ولكنه لا يصنع الأسلحة، بل يستوردها من الخارج".