تواجه مدينة ديبو باي في ولاية أوريغون الأمريكية، تحدياً من نوع خاص؛ يتمثل في قدرتها على استيعاب أعداد الزوار القادمين إليها من جميع الولايات لمشاهدة أول كسوف شمسي كامل تشهده الولايات المتحدة بأكملها في قرن، وكأن كارثة طبيعية على وشك أن تحل على المدينة الساحلية الصغيرة المطلة على المحيط الهادي.

وتقع المدينة، التي يقطنها 1500 شخص فقط، وليس بها إلا إشارة مرور واحدة، قرب المنطقة التي سيبدأ فيها ظهور الكسوف الكلي في 21 أغسطس، قبل أن يبدأ رحلة عبر 14 ولاية أميركية تمتد حتى المحيط الأطلسي.

وأثار هذا الموقع مخاوف من أن موجة هائلة من الزائرين ستتدفق على ديبو باي لمشاهدة اللحظة الأولى للكسوف الكلي.

وبسبب قرب ديبو باي من صدع جيولوجي تقول رئيسة بلدية المدينة باربرا ليف إن استعدادات الزلازل وموجات المد العاتية (تسونامي) أمر معتاد لسكان المدينة.

وقالت "هذا المجتمع يتمرن على مواجهة كارثة كبرى منذ أعوام عديدة، والكثير من استعدادات استقبال الكسوف تماثل في بعض الأوجه استعدادات الكوارث.. نفعل ما اعتدنا على فعله ونأمل أن نكون جميعا مستعدين".

وأضافت أن أحد التحديات الكبرى هو توقع عدد من سيأتون إلى المدينة.

وحجز الزوار كل الغرف المتاحة في فنادق المدينة القليلة ومواقع التخييم منذ أشهر، وتتراوح تقديرات الحشود التي ستتدفق على المدينة بين آلاف ومئات الآلاف.

وبدأ التخطيط الجدي لاستعدادات الحدث منذ ثمانية أشهر، وشمل استئجار المدينة لدورات مياه متنقلة وشراء سلال مهملات إضافية، وآلاف النظارات الواقية لتوزيعها مجانا في مركز الإطفاء المحلي.

ووزعت المدينة أيضا منشورات تنصح فيها السكان بتخزين الطعام والدواء والغاز والنقود السائلة، وتوقع اختناقات مرورية.

ومشهد الكسوف الشمسي الكلي الذي ستشهده البلاد هو الأول في 99 عاما، الذي يغطي الولايات المتحدة بأكملها، وهي ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.