قال الناشطة والمدونة السعودية المقيمة في كندا سارة العتيبي إن "شرطة الإنترنت" السعودية تمارس الابتزاز والقمع بصورة غير متخيلة يبنغي أن تكون ملهمة للنشطاء من أجل مقاومتها.

وأشارت العتيبي في مقالة على موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى مستوى نشطاء "عملاء الحكومة" في مواجهة نشطاء الإنترنت خاصة بعد حادثة المغرد عمر عبد العزيز المقيم في كندا والذي اعتقل اثنان من أشقائه للضغط عليه من أجل الصمت والتوقف عن التغريد بشأن أزمة بلاده مع كندا.

وأضافت: "إن السرعة والفعالية التي تمكنت من خلالها المملكة بالتعرف على عمر عبد العزيز ثم استهدافه تستدعى التوقف عندها، فبقدر ما يتوجه النشطاء نحو تويتر وغيره من منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن معارضتهم للنظام، كذلك ينشط عملاء الحكومة في اتخاذ خطوات صارمة للجمهم وإسكات أصواتهم".

وقالت العتيبي إن المملكة في عصر السوشال ميديا تسعى إلى "قمع حرية التعبير مستخدمة في ذلك عدداً من الوسائل، ومنها منع الأصوات الناقدة من الوصول إلى جماهير المتلقين".

ودللت على ذلك بمحطة إذاعة "نسوية إف إم" والتي تبث عبر حساب تويتر باسم @nsawya، وتتكون المجموعة القائمة عليها من عدد من النساء اللواتي يبثثن برامجهن من موقع مجهول.

وسعت المحطة وفق ما أعلنت في أول تغريدة لها لأن تكون "صوتاً للأغلبية الصامتة" بما في ذلك الملايين من المواطنات السعوديات، وفقا للعتيبي.

وشددت على أن وضع النساء في السعودية ساء بشكل كبير منذ أن وصل إلى السلطة ولي العهد محمد بن سلمان وهو الذي عمد إلى سجن العشرات من الناشطات النسويات خلال الشهور الأخيرة في تناقض صارخ مع الاحتفالية برفع الحظر عن قيادة المرأة.

وأشارت إلى أن الناشطة إسراء الغمغام تواجه عقوبة الإعدام بسبب نشاطها الحقوقي وإذا ما نفذت العقوبة فستكون أول ناشطة نسوية في تاريخ بلدها تتعرض للإعدام.

وبشأن الإذاعة النسوية قالت العتيبي إن البث الصوتي لم يعد متاحا داخل المملكة بسبب تبليغات السلطات فضلا عن معاقبة موقع تويتر لحساب الإذاعة بسبب "انتهاكه لقواعد الموقع".
 
ولفت القائمون على الإذاعة إلى أن السلطات مارست الرقابة على البث ورغم ذلك فقد قام العشرات من المغردين بمساندتها عبر هاشتاغ "توقفوا عن استعباد النساء السعوديات".
 
وتحدثت العتيبي عن الأسلوب الذي تلجأ إليه السلطات السعودية لكشف مستخدمي تويتر وذلك عبر الموالين للنظام الملكي الذين يسعون للتعرف على النشطاء والمنظمات والإبلاغ عنهم بواسطة حساب خاص للاتصالات الأمنية.
 
ورأت أن الموالين للنظام السعودي عبر موقع تويتر يشكلون ما يشبه ظاهرة "الأخ الأكبر" لردع كل من "تسول له نفسه المخالفة أو المعارضة".

ودعت العتيبي إلى أن تكون الأساليب الحكومية السعودية في إسكات النقاد ملهمة لإيجاد السبل الكفيلة بمقاومتها في حال استهدفت أصدقاء أو عائلات المعارضين سعيا إلى تقييد قدرتهم على إيصال رسائلهم أو هددت بالقبض عليهم.

ولفتت إلى أنه "بينما توسع المملكة العربية السعودية دائرة قمعها لتشمل عالم السوشال ميديا فإن علينا أن نتعلم كيف نذود عن أنفسنا في مواجهة ذلك القمع".