قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده "لن تتفاوض" مع الدول التي قطعت العلاقات معها واتخذت إجراءات ضدها "ما لم تقم برفع الحصار عنها".

ورداً على سؤال بشأن التفاوص لحل الأزمة الخليجية، قال آل ثاني، في تصريحات للصحفيين بالدوحة، اليوم الإثنين، إن "قطر تحت الحصار وليس هناك تفاوض.. عليهم رفع الحصار حتى تبدأ المفاوضات".

وأضاف أن "رفع الحصار، هو الشرط المسبق، حتى يمضي أي شيء قدماً"، مشيراً إلى أنه "حتى الآن لم نشهد أي تقدم بشأن رفع الحصار".

وأكد أن "المفاوضات (حال بدئها) يجب أن تقوم على أسس قوية"، مشدداً على أن "الشؤون الداخلية لقطر غير قابلة للتفاوض بما في ذلك مستقبل قناة الجزيرة".

وأوضح وزير خارجية قطر أن بلاده "لم تتلق بعد أي مطالب من دول الحصار".

وكان وزير خارجية قطر قد أعرب، السبت الماضي، عن استغرابه من قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض "إجراءات جائرة" على بلاده، دون أن يكون لهم مطالب واضحة.

وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن بلاده تعمل مع شركائها على إصدار قائمة شكاوى وتسليمها للدوحة، قال آل ثاني إن مطالب تلك الدول "ليست واضحة حتى الآن فقد بدأت بمطالب وحديث عن خلاف خليجي يجب عدم تدويله، ووصلت لمطالب ستسلم للولايات المتحدة والآن تحولت إلى قائمة شكاوى سيتم إعدادها".

وأردف: "ما هي المطالب؟ المطالب ليست واضحة، إذن لماذا هذا الخلاف وهذه الإجراءات إذا (كانت) الشكاوى ليست معدة حتى الآن؟".

وتابع: "هل عادة تحل الشكاوى والخلافات باتخاذ الإجراءات أم تتخذ الإجراءات بعد استنفاد آليات الحوار الدبلوماسية والمتعارف عليها دولياً؟".

واعتبر أن "هذا أكبر دليل أن الخلاف المبني على أخبار مفبركة وعلى جريمة قرصنة في وكالة الأنباء القطرية 24 مايو / آيار الماضي ومطالب ليست جاهزة لديهم يستطيعون تسليمها حتى الآن"، في إشارة إلى "اختراق" موقع الوكالة القطرية وبث كلمة منسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هاجم فيها السعودية والإمارات، قبل نفيها في وقت لاحق.

كما أشار إلى "هشاشة الأساس الذي يقيمون عليه هذه الإجراءات الجائرة والمخالفة للقانون الدولي ضد دولة قطر وشعبها".

وقال الجبير، الجمعة الماضي، إن بلاده "تعمل على قائمة من الشكاوى بشأن قطر وستقدمها للدوحة قريبا"، من دون تحديد موعد بعينه.

وسبق أن أعلن السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، أنه سيتم "تسليم لائحة مطالب محددة من قطر إلى واشنطن قريباً".

وفي الخامس من يونيو الجاري، قادت الإمارات والسعودية حملة مسعورة ضد قطر على خلفية مواقف الأخيرة الداعمة للثورات العربية وحركة حماس والإخوان المسلمين، وصلت ذروتها بقطع العلاقات السياسة والدبلوماسية مع قطر، وحصارها عبر إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية أمام الإمارة الخليجية، ومضت في ركابهما عدة دول تابعة لهما من بينها نظام الانقلاب في مصر.

فيما لم تقم قطر بالتصعيد ضد تلك الدول، واستطاعت احتواء وامتصاص الحصار المفروض عليها وأعلنت مؤخرا نجاح خطتها في كسره.

يذكر أن تركيا أعلنت وقوفها مع قطر ضد الحصار الظالم وإمدادها بكل ما يلزمها من احتياجات غذائية وحياتية، كما فعلت ذلك عدة دول أخرى من بينها المغرب، فيما رفضت دول غربية وعلى رأسها ألمانيا الحصار، وطالبت بالحوار من أجل حل الأزمة.