بقلم : د.أحمد نصار

كانت هناك ضغوط أجنبية على اليونان (وخاصة من ألمانيا) كي تجري الحكومة في أثينا خطة تقشف قاسية.. الرئيس اليوناني "المنتخب"عرض الأمر على الشعب في استفتاء جرى يوم الأحد، ففاز مؤيدو الرئيس (الرافضون لخطة التقشف) بـ 61 %، وهي نفس النسبة تقريبا التي فاز بها مؤيدو الرئيس المصري محمد مرسي في الاستفتاء على الدستور (64%).
تخيل بقى لو ده اللي حصل هناك:
_________________________
1- الجيش اليوناني يصدر بيانا يدعو فيه القوى السياسية في اليونان إلى التوافق، ويعطيهم مهلة 48 ساعة فقط، وإلا فإنه سيضطر إلى فرض خارطة طريق تنقذ البلاد من المأزق الخانق المحدق بها!
2- قوى سياسية معارضة للرئيس اليوناني تسمى جبهة الإنقاذ اليونانية تقول أن النسبة التي حصل عليها مؤيدو الرئيس غير كافية، وقرار خطير كهذا من الممكن أن يؤدي إلى انفصال اليونان عن الاتحاد الأوربي، لابد أن يتم بنسبة لا تقل عن 90%!
3- الرئيس اليوناني يلقي خطابا على الشعب يطالبهم فيها بالحفاظ على الوطن، وعدم الانجرار للعنف، والتمسك بالشرعية التي أفرزتها الصناديق.
4- معارضو الرئيس في جبهة الإنقاذ اليونانية يطالبونه بالقبول بالضغوط الأجنبية وإلا فليتنح من منصبه.
5- المستشارة الألمانية تجري اتصالا هاتفيا بالرئيس اليوناني وتهدده بأنها ستأمر الجيش اليوناني بالتحرك ضده والانقلاب عليه لو لم يوافق على شروطها، ويسلم الحكومة للمعارضة! الرئيس يقول لها الشعب اليوناني هو صاحب القرار ويغلق الهاتف في وجهها!
6- وزير الدفاع اليوناني يجتمع بالقوى السياسية المعارضة للرئيس والموافقين على خطة التقشف الأوربية، (برادعيوس زعيم جبهة الإنقاذ - حركة تمردوس- تواضروس (هو اسمه كده حعمله ايه)، لكنه لا يعلن الموافقة على خطة التقشف، بل يعلن عزل الرئيس وتعطيل الدستور وحل البرلمان!
7- مناصرو الرئيس اليوناني يعتصمون في ميدان جبل الأوليمب ويقولون أن ما جرى كان انقلابا!
8- وزير الدفاع اليوناني يطالب مؤيديه بالتظاهر لتفويضه لمواجهة الإرهاب المحتمل! ويؤكد أنه لن يترشح للانتخابات، لأنه لا يطمع في السلطة، بل تحرك حفاظا على اليونان!
9- صحيفة أخباريوس اليوم اليونانية الحكومية تتهم أنصار الرئيس المعتصمين في ميدان جبل الأوليمب بأنهم يخبئون أسلحة كيماوية!
10 - وزير الدفاع اليوناني يفض اعتصام مؤيدي الرئيس اليوناني محدثا أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ اليونان! وراقصات يونانيات وراقصين يبدون إعجابهم بما قام به وزير الدفاع، ويشبهونه بالإسكندر الأكبر، ويؤلفون له أغنية: تسلم الأياديوس!
11 - إعلاميون مؤيدون للانقلاب يتهمون أنصار الرئيس بقتل أنفسهم ودفنهم أحياء في كرة أرضية أخرى تحت منصة جبل الأوليمب! وأن الرئيس السابق وأنصاره كادوا يتسببون في هزيمة اليونان أمام الفرس في حرب اسبرطة عام 481 ق. م. !!!
12-رئيس الوزراء الذي عين بعد الانقلاب يعترف في لقاء مع قناة أميركية بأن أكثر من 1000 يوناني قتل أثناء فض الاعتصام، ويشبه ذلك بقتل الأمريكان لأعدائها الفيتناميين في حرب فيتنام!
13- وزير الدفاع اليوناني يرقي نفسه من فريق إلى فيلد مارشال (مشير) وهو لقب يمنح لمن خاض حربا وتميز فيها فقط، رغم أنه لم يخض فعليا أي حرب، ويقول أنه استجاب لطلبات معارضيه بالترشح للرئاسة، ويعدهم بالاستقرار والأمن والأمان والأمل! ويقول أنه يخطط لحل مشكلة الطاقة اليونانية باستخدام اللند الموفرة، وتوفير ألف عربية خضار للشباب اليوناني العاطل! لكنه يمتنع عن تقديم أي برنامج انتخابي له!
14- زعيم الكنيسة اليونانية يكتب مقالا في صحيفة "أهراميوس" القومية بنعوان: قول ياسو يجلب النعم!
15- المواطنون يعزفون عن الذهاب للانتخابات واللجان خاوية على عروشها، ومتصلة تبكي للمذيع أحمد موسيوس في برنامجه وتقول له اللجان فاضية يا أوستاااذ أحمد!
16- اللجنة العليا لانتخابات تمد التصويت ليوم ثالث رغم ضعف التصويت، وجميع برامج التوك شو تؤكد امتلاء اللجان فجأة في اليوم الثالث!
17- وزير الدفاع اليوناني يفوز في الانتخابات صورية بنسبة 97%! ويطالب العالم باحترام إرادة اليونانيين! ويهتف بحرقة: تحيا جريس.. تحيا جريس!
18- وزير الدفاع يطرد حلفائه من معارضي الرئيس السابق من الحكومة ويلقي بعضهم في السجون!
19- حوادث عنف غير مسبوقة في اليونان، ووزير الدفاع ينسبها للمعارضين، ويقول أن البلاد غير جاهزة للديمقراطية الآن!
20-تسريبات صوتية لوزير الدفاع ومدير مكتبه عباسيوس كاميلياسوس يتآمرون فيها على الرئيس السابق ويرتبون للإطاحة به! ويعرفون بها بتلقي رشى بقية 50 مليار دولار من دول أجنبية على شكل مساعدات!
21- المستشار القانون للمجلس العسكري اليوناني ممدوحيوس شاهينوس يقول أن النائب العام يطلب تزوير ورقة بتاريخ قديم وإلا القضايا الملفقة للرئيس السابق حتبوظ!
22- وزير الدفاع اليوناني الذي أصبح رئيسا يطالب المواطنين في "خطاب شهري" بعدم السؤال عن صحة هذه التسريبات من عدمها وإنما الهدف منها!
23 - شاهيونس يؤكد في تسريب جديد أن النائب العام الذي عينه وزيرر الدفاع مبسوط من التزوير جدا جدا جدا، وأنه كان في ورطة، ويقول لهم أن التزوير على ودنه!
24- اغتيال النائب العام في ظروف غامضة ووزير الدفاع يتهم المعارضين له بقتله!
25- اليونانيون يفوقون من كابوسهم البشع ويعدمون وزير الدفاع وأعوانه على الخازوق في جبل الأوليمب أيضا!
***
ملحوظة: أي تشابه بين هذه القصة والحقيقة هو من قبيل الخيال! لأنه في الحقيقة لم يتوقع أحد مهما بلغ خياله أن يكون الواقع بهذا القبح!
طبعا الجيش اليوناني معملش أي حاجة من اللي فوق.. لأن ما حدث في مصر لا يحدث إلا في جمهوريات الموز، لو كنت تدرك ما أعنيه..
ربما تستبعد النهاية الواردة في القصة.. لكني متأكد أنها ستحدث إن شاء الله!

المقال لا يعبر إلا عن رأي كاتبه