أرسل "عامر مسعد" رسالة من محبسه بعد تصديق حُكم الإعدام عليه في 18 من مايو الجاري بالإضافة إلي الحُكم عليه بمؤبدين في قضيتين آخرتين، وينتظر نُطقاً بالحُكم في 22 من يونيو القادم في قضية رابعة كانت قد أُحيلت أوراقه فيها إلي المُفتي، قائلاً:


"صُوب تجاه قلبي سهام أعدائي، تُريد إفنائي ..


فمن خلف ثمانية أبواب مُظلمة، ومن داخل ظُلمة ليلي، وظُلمة وحدتي، وظُلمة زنزانتي، وظُلمة ظُلم الظالمين لي ولكل من نادى بالحق، ظُلمات بعضها فوق بعض تجعلني في قبري لكن مع حياتي ..


أكتب إليكم رسالتي هذه

أولاً إلي زوجتي التي هي نعمة من ربي، زوجة صالحة خير متاع دنياي، أحسبها والله حسيبها، ولا أُزكيها علي ربي وربها، أود أن أقول لها : هنيئاً لنا الجنة بغير حساب إن شاء الرحمن.

لكل الغافلين الذين لم يفتح الله لهم بأن يعرفوا الحق من الباطل، رغم وضوحه، هداني الله وهداهم، أود أن أقول لهم اقتربت الساعة فتوبوا إلي الله.

للقاضي : بحُكمك هذا قد ظننت أنك قد حكمت عليّ، ولكن في الحقيقة، إنك حكمت علي نفسك، فسوف نقف أمام الله سوياً، وسأقتص منك، لأنني علي يقين بأن الله علي كل شيء قدير، وأن الله ليس بظلّام للعبيد.
لإخوتي : عَامِلو أمي بخُلق الإسلام، وقبلوا لي يديها كل صباح.

وأخيراً أود أن أقول لكل الناس عامة، عيشوا مع الله ولن تخسروا، ورسخوا في قلوبكم أن الله علي كل شيء قدير، فـ واللهِ لن تخسروا ..

ولم يُصبرني علي هذا كله إلا إنني أيقنت، وتوغل في داخلي هذا المعني، فـ واللهِ أشعر بسعادة ما بعدها سعادة، أشعر بجنةٍ علي الأرض بذكر الرحمن، واسأله الفردوس الأعلى بإذن الله في الآخرة.

ويظن الغافلون أنني قد خسرت كل شيء، لا والله بل كسبت تعلقي بالله، وتعلمت في هذه المحنة التي هي بالنسبة لي منحة دروس وعبر وعظات، لو كنت جلست بقية عُمري أدرس في جميع دول العالم ما تعلمت أبداً ربع ما علمني إياه الله.

أود أن أوجه الرسالة لكل من عرفتهم وعرفوني، وتحدثت معهم في أي يوم من الأيام أن يسامحوني إن كنت قد أخطأت في حقهم بقصد أو بدون قصد، وإنني ليس في قلبي أي شيء حتى ألقي الله بقلبٍ سليم،
وفي نهاية كلامي أتمني من الله أن أكون قد كنت لم أطلت كلامي عليكم."