لم يمر على استشهاد الطالب "أنس المهدي " شهيد بلطجة الأمن الإداري بجامعة القاهرة سوى ساعات قبل ان يحدث اعتداء جديد على الطالب "إسلام عطيتو" طالب جامعة عين شمس و شهيد غدر فجَرة الداخلية. في الحالتين تواطأ عبيد المناصب من رؤساء الجامعتين و موظفيهم في السماح لجبناء الداخلية باستباحة الحرم .. مرة ببلطجية لقتل الطلاب و مرة باختطاف طالب من وسط زملاءه ثم تعذيبه و تصفيته دون محاكمة أو حتى كذب مُحكم. و بلا حياء ظهر كلاب العسكر الأوفياء في الجامعات ليقدموا قرابين الولاء كالمعتاد .. مرة ليعرضوا مالاً كتعويض عن دماء طالب أثمن من أن يتحدث أمثالهم عنها , و مرة لتخويف اعضاء هيئة التدريس و الطلاب من عواقب تكذيب دجالي الداخلية و قول شهادة حق أن زميلهم تم اختطافه من وسط زملاءه . و طبعا لم يمر على هؤلاء إصدار قرارات ترضي البيادات التي فوق رؤوسهم بفصل أعضاء هيئة تدريس بحجج لها نفس غباء أسيادهم كفصل الرئيس مرسي " لانقطاعه عن العمل " أو فصل د.البلتاجي "للحكم بإعدامه" أو فصل د. عبد الباسط المتحدث بإسم الحركة " للوقوف على منصة رابعة" و غيرهم الكثير.

إن ما قدمه أعضاء هيئة التدريس حتى الان لا يقارن بما بذله الطلاب من تضحية بدم و حرية و مستقبل . و لن يثنينا أبدا إعتقال أو فصل هنا أو هناك عن قول كلمة الحق و دعم طلابنا فيما يسعون إليه من حرية و كرامة.

إن حكم العسكر لن يدوم طالما وُجد من يضحي بدمائه لإقامة دولة أساسها العدل , و كل من شارك في تلك الجرائم من رؤساء جامعات و عمداء و من هم أصغر حتى أقل موظف يراقب الطلاب لمصلحة الأمن , ستتم محاكمتهم في الدنيا ثم يردون إلى عالم الغيب و الشهادة ليذوقوا جزاء خيانتهم عذاباً أليماً.

أما كلمتنا إلى طلابنا و شموع طريقنا إلى الحق , إنما قصد هؤلاء بما فعلوا هو توهين عزائمكم و ظنهم أنكم إذا صُدمتم بالمستوى الذي وصلوا إليه من خسة و وضاعة سيتمكن الخوف من قلوبكم , لكننا نثق في فشل مساعيهم و هوان مكرهم. و في هذه الظروف نهيب بكم عدم التهاون أبداً في أمنكم الشخصي و لو على حساب امتحاناتكم و اعلموا أن هذا الانقلاب له منافقين مستترين إذا سُئلوا الفتنة لأتَوها فاحذروهم. أبناءنا , اصبروا و صابروا و رابطوا و اعلموا أن الله مع المتقين.

حركة " جامعة مستقلة"