بطموحات متباينة وأهداف متغايرة وجماهير غائبة تنطلق اليوم القمة 109 بين قطبي الكرة المصرية الزمالك صاحب الأرض –دون الأنصار- وقبلها متصدر ترتيب المسابقة وضيفه الأهلى حامل اللقب فى كلاسيكو القارة الإفريقية ضمن لقاءات الجولة الـ18 لبطولة الدورى المحلي والتى تقام تحت إدارة تحكيمية فرنسية بقيادة توني شابرو فى تمام السادسة على ملعب الدفاع الجوي العسكري.


ويتصدر الزمالك قمة المسابقة بعد 17 جولة برصيد 40 نقطة من 12 فوزا و4 تعادلات وهزيمة وحيدة، فيما يحتل الأهلى المركز الرابع بـ 32 نقطة من 16 مباراة، بـ11 فوزا و5 تعادلات وهزيمتين. 

وتقام المباراة وسط ظروف أمنية استثنائية، بعدما حول العسكر ملعب الدفاع الجوي لثكنة عسكرية تحمل لافتة ممنوع الاقتراب والتصوير وفى حماية المدرعات الانقلابية، من أجل ضمان عبور المباراة إلى بر الأمان، فى ظل أجواء متوترة تشهدها البلاد مع الانتفاضة الثورية المشتعلة فى الميادين المصرية فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

ويدخل الفريق الأبيض مدعوما بعروض قوية وفارق مريح من النقاط أمام غريمه اللدود بلغ 8 نقاط دفعة واحدة لأول مرة منذ 11 عاما، ويسعى إلى تحقيق الفوز من أجل مواصلة السيطرة على القمة وتوسيع الفارق أمام منافسه الأبرز فى المسابقة، والأهم من ذلك كسر الحاجز النفسى أمام أصحاب القميص الأحمر.

ويبحث الزمالك عن الفوز الأول على الأهلى منذ مايو 2007 عندما تمكن البيت الأبيض من تحقيق الفوز بثنائية نظيفة أمام تشكيلة من البدلاء خاض بها الأهلى موقعة القمة بعد ضمان الحصول على لقب الدوري، فيما دانت الأفضلية المطلقة للأحمر على غريمة الأزلى وتحديدا منذ عام 2004.

ويحط النادي الملكى رحاله فى "الدفاع الجوي" بصفوف مكتملة ومعنويات مرتفعة تحت قيادة فنية وطنية للمدرب المخضرم محمد صلاح الذى يقود أول كلاسيكو من مقاعد المدير الفني، والى وضعته الأقدار فى هذا المأزق الصعب بعد هروب البرتغالى باتشيكو إلى بلاده ومنها إلى الشباب السعودي، إلا أن صلاح نجح فى تثبيت أقدامه بثلاث انتصارات متتالية على بتروجت والمقاولون فى الدورى ونجوم المستقبل فى دور الـ32 لكأس مصر.

ويمتلك صلاح كافة المقومات لضرب حصون القلعة الحمراء معتمدا على طريقة 4-3-2-1، فى وجود تشكيلة تضم أحمد الشناوى فى حراسة المرمي وأمامه الرباعي علي جبر وأحمد دويدار وحازم إمام وعمر جابر، وفى الوسط ثلاثي الارتكاز إبراهيم صلاح وأحمد توفيق ومحمد كوفى  وثنائى العمليات أيمن حفنى وعيد عبد الملك ومهاجم وحيد باسم مرسي.

ولن يعانى الزمالك من الغيابات ربما غير المؤثرة باستثناء الجبهة اليسري الخالية من أحد روادها، حيث يغيب خالد قمر ومعروف يوسف للإيقاف، وأحمد سمير، وهو الأمر الذى لن ينتقص من حظوظ الأبيض فى وجود دكة بدلاء قوية تضم  جنش، وحمادة طلبة، وإسلام جمال، وصالح موسى، وطارق حامد، ومحمد شعبان، ومصطفى فتحى، وأحمد على، وعبد الله سيسيه.

وفى المعسكر الأحمر، يبدو الأهلى حاجة ماسة لتحقيق الفوز على صاحب الضيافة من أجل الخروج بأكبر المكاسب من المباراة، وعلى رأسها تقليص فارق الـ8 نقاط خلف الزمالك –خاصة وأن الفريق لازال فى جعبته مباراة مؤجلة أمام الداخلية-، والترقى فى سلم الترتيب من المركز الرابع، وشحن معنويات لاعبيه فى ظل العروض المهتزة، وتجديد الثقة فى المدرب الإسباني خوان كارلوس جاريدو، والأهم استمرار التفوق الكاسح على الأبيض فى السنوات الأخير والمضى قدما نحو لقب الدورى الثامن على التوالى.

ويدخل الأهلى موقعة اليوم بمعنويات عالية بعد الفوز العريض على الجيش بثلاثية مقابل هدف فى موقعة إطمئن خلالها على ماكينة أهدافه عماد متعب، فضلا عن نجاح المارد الأحمر فى تحقيق الفوز على الزمالك فى آخر مواجهتين بعناصر شابة بالفوز بهدف نظيف فى موقعة المربع الذهبي للموسم المنصرم وحصد لقب السوبر عبر ركلات الترجيح فى افتتاحية الموسم.

ويغيب عن نادي القرن الإفريقي الثنائي الأساسي لحراسة المرمي شريف إكرامي لمرض ابنته وأحمد عادل عبد المنعم للإصابة لتجبر الظروف الحارس الثالث مسعد عوض على خوض أول قمة فى مسيرته، كما يغيب مؤمن زكريا –عن الفريقين- للإيقاف بعد انتقاله من الزمالك للأهلى فى ميركاتو الشتاء عبر قائمة إنبي، فيما يفقد قائمه "الكابيتانو" حسام غالى للإصابة، والجناح الأيسر الطائر حسين السيد للإيقاف والأيمن الواعد محمد هانى للإصابة.

إلا أن جاريدو حشد كافة أوراقه الهجومية لضرب خصمه اللدود وتأكيد جدارته بقيادة بطل إفريقيا، معتمدا على طريقة 4-2-3-1، بالدفع بمسعد عوض فى حراسة المرمي وأمامه الرباعي سعد سمير ومحمد نجيب وصبري رحيل وباسم علي، وثنائى الإرتكاز حسام عاشور ومحمد رزق، وثالوث العمليات عبدالله السعيد ووليد سليمان وتريزيجيه، وفى الهجوم المخضرم عماد متعب.
 
ويملك الأهلى الأفضلية فى مواجهات الدورى أمام الزمالك فى 108 مباراة جمعت بينهما، حيث فاز في 38 مباراة، وخسر في 25، وتعادلا في 45 مناسبة، وضمنت آخر مواجهة في كأس السوبر تفوق الأحمر بركلات الترجيح، ويعود أخر فوز أحمر للدورة المجمعة فى ختام الموسم الماضى 2013-2014، والأخير للزمالك فى مايو 2007، ويعد محمد أبو تريكة الهداف التاريخي لموقعة القمة بـ13 هدفا بفارق 3 أهداف أمام متعب.