عادت مصر مرة أخرى إلى عصور الفساد والتخلف والسرقة والنهب لكافة مقدرات الوطن، ولم تتحمل إمبراطورية الفساد التي بناها العسكر على مدار الـ60 عاما الماضية، أن يكون على رأس الحكم رئيس مدني منتخب، فانقلبت على إرادة الشعب، وانقضت على ثمار ثورة 25 يناير المجيدة، وتحالفت مع قوى الشر، تحت شعارات بالية جوفاء، سرعان ما تساقطت عنها الأقنعة الزائفة. وها قد مر 100 يوم على تنصيب الإرهابي الأكبر السفاح عبد الفتاح السيسي لرئاسة الدم، ومر ما يقرب من 500 يوم على الانقلاب العسكري، على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، ولم يتحقق شيء من أكاذيبهم وادعاءاتهم الزائفة التي روجوها، ولم تجن مصر تحت الحكم العسكري، واغتصاب السلطة بقوة السلاح، سوى الفشل الذريع في إدارة مؤسسات الدولة، والقتل، والقمع، والتنكيل، والنهب، والسرقة لكافة مقدرات الوطن وبيعها تحت مسميات مشاريع وهمية لسداد فواتير القوى الإقليمية التي دعمت انقلابهم على إرادة الشعب واغتصابهم للسلطة.
 
لقد شهدت مصر على مدار الـ 100 يوم الماضية -ومن قبلها منذ انقلاب 3 يوليو- على يد عصابة العسكر وممثلهم عبد الفتاح السيسي جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الثائر الرافض للانقلاب العسكري وتأميم سياسي وانبطاح خارجي وتدهور اقتصادي وجرائم إنسانية واجتماعية فاقت كل التصورات في حق الشعب المصري بمختلف شرائحه من عمال وفلاحين وموظفين وكادحين ومعدومي الدخل والعاطلين، كما شهدت انتهاكات صارخة لكل الأعراف والمواثيق التي عرفتها البشرية سواء كانت قضائية أو قانونية أو حقوقية أو حتى المتمثلة في أبسط قواعد العيش والحرية والكرامة الإنسانية والتي كانت شعارا لثورة 25 يناير المجيدة.
 
إن حزب الحرية والعدالة وهو يوجه التحية للصمود الأسطوري لأحرار الشعب المصري الثائر ضد هذا الانقلاب العسكري الغاشم على مدار ما يقرب من 500 يوما متواصلة، يؤكد أن جرائم هؤلاء الانقلابيين لن تسقط بالتقادم، وأن ساعة الحساب وساعة القصاص من هؤلاء الخونة والمجرمين قد اقتربت، وأن كل ما ترتب على الانقلاب العسكري من إجراءات، هي والعدم سواء، وأن كل يوم يمر يقربنا من يوم سقوط هذا الانقلاب الغاشم، والاحتفال بالانتصار الكبير لإرادة الشعب المصري الثائر الصامد الحر الأبي.
 
ويحيي الحزب، أسر الشهداء، والمصابين، والمفقودين، والمعتقلين، وعوائلهم، على ثباتهم وصبرهم وصمودهم، أمام بطش العسكر وزبانيته، ويتعهد الحزب، بمواصلة الكفاح والنضال، من أجل إسقاط الانقلاب العسكري، والقضاء على إمبراطورية الفساد، والقصاص لذويهم، واستعادة كافة حقوقهم، وكل مكتسبات ثورة يناير المجيدة. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"

حزب الحرية والعدالة
القاهرة في: 20 أغسطس 2014