بقلم / سعيد النجار المحامي:
 
تابع الجميع ما يحدث الآن فى مصر من انسحاب حزب الوسط من التحالف المؤيد للشرعية وكذلك مبادرة محمد العمدة الغامضة المعالم والاركان والتى عرضها بعد خروجه من محبسه الذى دام اكثر من عام فبارك الله فى جهاده
وبعيدا عن اللمز والغمز ففى لقائه على قناة الجزيرة مصر كان رد المبدع المذيع أحمد طه على د/ محمد محسوب القيادى فى حزب الوسط قاطعا لقول كل خطيب عندما برر د/ محمد محسوب إنسحاب حزب الوسط من التحالف ورضوخ محسوب له رغم معارضته لقرار الحزب قال محسوب أن أتوبيس التحالف ازدحم ويجب ان نبحث عن أتوبيس آخر فرد عليه الالمعى أحمد طه بجملة أجملت فهما رائعا للحدث وتوصيفا له فقال للدكتور محسوب لماذا لايكون قطارا للتحالف يسع الجميع بدلا من الاتوبيس المزدحم ؟
وبما ان حزب الوسط انسحب بمطلق الحرية فى إتخاذ القرار فكذلك للمتابع للأحداث له ان يدلى برأيه بحرية ويجعلنا نتساءل
هل انسحاب حزب الوسط من قطار التحالف ايجابيا ام سلبياوهل يضيف قوة للحراك الشعبى أم يضيف قوة للنظام ؟
نحاول ان نقرا الحدث لعلنا نصل الى فهم له فإن الخطوب تتوالى والأمر جلل
أولا:- لابد ان نعترف أن التحالف ينتابه كأى كيان بشرى أخطاء وقصور فى الرؤية او عدم ملاحقة الحداث واعتقد انهم مجتهدون
فما حدث فى مصر من هزة عنيفة للمجتمع و تصدع فى بنيانه بعد الانقلاب يجعل اى مناهض للانقلاب فى حيص بيص فى بعض قرارته ويجعله يقف عاجزا عن تحريك ادواته وخاصة ان يديه قد غلت من اعلام وحراك حر فى الشارع
لان الانقلاب عندما حدث كان فى اوج قوته ولكن مالبث التحالف بمرور الوقت ان يكتسب خبرات عملية جعلته يزداد قوة وبدا الانقلاب يخسر الكثير من ادواته مثل الشارع وبالتالى يكسب التحالف من رصيده
فهل كان لحزب الوسط دور فى هذه الاخطاء ؟ الكل شريك فى كل نجاح وكل فشل على مدار اربعة عشر شهرا
وهل كان حزب الوسط يقوم بدوره الطبيعى فى التوجيه والنصح ؟ وان كان يقوم بدوره فلماذا لم يعلن ذلك ويقوم بالتوجيه وبيان القصور وهو داخل لحمة وجبهة التحالف
ثانيا :- هل سيؤثر انسحاب حزب الوسط على الحراك الشعبى ؟ وهل سيضيف للاتوبيس التحالف كما قال محسوب اتوبيسا اخر ؟
وهل سيتناغم هذا الاتوبيس مع اتوبيس التحالف فيشكلوا قطارا واحدا اما سيصطدما ويقف معهما الطريق ؟
وهل استفاد الانقلاب بانسحاب حزب الوسط من التحالف ؟
1- للسؤال الاول حزب الوسط مع كامل احترامنا الشديد له ولاسهاماته وتضحياته لن يؤثر شيئا فى الحراك الشعبى الذى بدا يتضخم بعد المشكلات الاقتصادية والاجتماعبة فالشارع الان لايملكه احد ولا يمكلك احد ان يتفاوض او ان يتصالح الا من بيده ملك مصر وهو الرئيس الشرعى ولايستطيع فصيل مهما كانت قوته حتى جماعة الاخوان المسلمين ان يحتكر الشارع وبعلن سيطرته عليه
2- اتوبيس حزب الوسط الغامض فى ركابه ومن سيقوده لم يبين لنا فى بيانه لنا من سينضم اليه فى تحالفه كما ان بيانه من الصعب فهم اهدافه فان كانت اهدافه نفس اهداف التحالف فلماذا انسحب ؟
وان كانت اهدافه متغيرة وفيها تنازلات فلما لم يوضح هذه التنازلات واعتقد ان حزب الوسط بمناداته بثورة يناير هو يريد نقطة من اول السطر والعودة الى المربع واحد يعنى لاشرعية لمرسى فهذا ما ينادى به من يريد تحالفا معهم
3- انسحاب الوسط يعنى تضاد الاهداف مع التحالف لذا اعتقد ان صداما سيحدث ولكنه صدام غير مؤثر لانحسار بعض التحالفات فى النخب فقط وعلى الفضائيات
4- استفاد الانقلاب من انسحاب الوسط فهو قبلة من قبل الحياة كتلك التى اعطاها حزب النور لجبهة الانقاذ اثناء حكم الرئيس مرسى ويكفى الانقلاب المساجلات والمشاجرات الكلامية والاتهامات بين الفريقين كتلك الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعى والفضائيات
ثالثا وماذا بعد ؟ ماذا بعد انسحاب الوسط ومبادرة محمد العمدة الت ى ان لم نحسن الظن بها وبالانسحاب لقلنا انه امر بيت بليل بهيم ولكن نحسن الظن ونقول ان الجميع يريد مصلحة مصر اعتقد ان الصراع الحادث فى مصر الان ليس له من حل الا معركة صفرية لانه فى عقيدتى صراع بين حق وباطل وخاصة بعدما ظهر فى موقف النظام من غزة وضربه ليبيا وقتله لالاف المصريين بدم بارد واعتقال عشرات الالاف ومطاردة مئات الالاف صراع لن يجدى معه مفاوضات او مبادرات او صلح ولن يجدى معه الا توحد كل الكتل الوطنية تحت اهداف مشتركة فلا يعيب كتلة هدفها اسقاط الحكم العسكرى ان تتحد مع قوة اكبر تطلب ذلك وتزيد عليه بعودة الشرعية لامجال هنا للاهواء والمصالح الشخصية فلن يرحم التاريخ من يضعف الاخر بانسحاب تحت مسمى تشكليل جبهة اخرى او من ينادى للصلح متجافيا عن وطن اغتصبوه وارادة انتهكوها ودماءا واموال واعراض استحلوها
ولى أن أتساءل هل سيشهد قطار التحالف انسحابات اخرى ؟ اعتقد ان الايام حبلى بالمفأجآت وطبيعة الصراع بين الحق والباطل هكذا دوما على مدار التاريخ ولنا فى قصة جالوت طالوت عبرة ودرسا