نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الشهيرة تحليلا بعنوان: "آخر الأساطير العظيمة حول مصر" تقول فيها إن "القاهرة لم تكن أبدا وسيطاً بين إسرائيل وفلسطين، وإنما يعملون لمصلحتهم، وأن النظام المصري اليوم يستفيد فعلياً من اجتياح غزة، ولهذا لا يريد حدوث وقف لإطلاق النار يمنح أي إنجاز للمقاومة الفلسطينية"

وأوضح "ستيفن كوك" بتحليله المنشور في 21 من الشهر الجاري أن "مع وصول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للأسبوع الثاني وسقوط مئات الأرواح فإن النظام المصري يبحث عن مصلحته فقط"، مشيرا إلى أنه طوال العقود الماضية تعمل المخابرات المصرية والمؤسسة العسكرية على إبقاء الفلسطينيين وخاصة حركة حماس داخل صندوق لمنع زعزعة الاستقرار بشبه جزيرة سيناء، وضمان أن قطاع غزة لا يزال مسئولية الجانب الإسرائيلي واستبعاد أي طرف من اللاعبين الإقليميين للقيام بدور في غزة.
ويفسر كوك فشل مصر حتى الآن في التوسط لوقف إطلاق النار بأنه يعكس اعتقاد النظام المصري المتمثل في "عبد الفتاح السيسي" في أن استمرار القتال في غزة يخدم مصالحه في حربه ضد جماعة الإخوان المسلمين، ومعاداة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مؤكدا أن العنف في غزة يخدم مصالح "السيسي" السياسية واهدافه الشاملة.
وأضاف كوك ساخرا "ما هو أفضل من جلوس السيسي وقيام إسرائيل بضرب حماس بتكلفة قليلة أو معدومة لمصر؟
وتابع كوك "بدلا من ظهور "السيسي" في موقف العاجز من وقف إطلاق النار بين الجانبين سعى عبر مبادرته لتعزيز السرد الأسرائيلي والأمريكي بأن تعنت حماس وراء عدم وقف إطلاق النار، مضيفا أن هذه المواءمة مع إسرائيل تخدم أهداف السيسي في تحويل حماس إلى عدو وتحسين الأمن في سيناء، والتقليل من دور الجهات الإقليمية الفاعلة الأخرى".