نافذة مصر
الكنيسة المصرية تتصرف بانتهازية مقيتة مؤكد ستدفع ثمنها غاليا عندما يسقط الانقلاب ذريعا
مصر يتنازعها الآن المعسكرات : الصهيوني ، والنصراني والإيراني ، كل يريد نصيبه من الكعكة ، أقصد من الذبيحة التي أجهز عليها العسكر خدمة لتلك المعسكرات جميعها ، دون أدنى اعتبار للإسلام السني الذي يمثل الأغلبية المطلقة للشعب المصري ، إذ النصارى بالنسبة للمسلمين لا شئ عدديا وبالتالي لا اعتبار لإيجاد وزن طائفي يمثل ذرة بالنسبة للحجر ، ولا قيمة لاصطناع وضعية لا وجود حقيقيا لها ، وبيننا الإحصاء الرسمي لعدد هؤلاء وهؤلاء ،
ولست أغض الطرف من الحقوق المشروعة للنصارى ، ولا الانتقاص من الكرامة قدر ما يجب أن تدرك الكنيسة أنها تعول فقط على الاستقواء بالخارج وهذا خيانة وعمالة ، وليس بقدها وقديدها وإن كان مسلحا وفق شحنة السلاح التي أميط عنها اللثام زمن المخلوع ، والمرسلة لحساب ابن أحد القساوسة ..
الخطاب الكنسي و حراكه السياسي أثقل من وزنه ، وأكبر من حجمه ، وهذا لا يمكن تفسيره في غير سياق التواطؤ والانتهازية ، و الكنيسة بمواقفها تؤكد على أن مصالحها تتصادم مع الإسلام ، وهذا معناه خلق حالة من العداء غير مبررة بين نسيج الشعب من قبل الطرف الأضعف الذي لن تحميه قوة من الخارج مهما دعمت وجرأت المطالب الكنسية التي تقوم بتوريث ثقافة الكراهية والتمييز ضد الشعب المسلم .
إن حماية الكنائس من قبل أجهزة الدولة هي رسالة خاطئة للمسلمين وعن المسلمين ، وهي صورة من مشهد يراد ترسيخه في الذاكرة النصرانية لتظل متحفزة لتوقع شر المسلمين ، الذين هم زملاء عمل وجيران بيت وأحيانا أنساب وأصهار .

الكنيسة لا تريد أن تنفك عن إرثها العفن عن الإسلام عداء وحسدا واستهدافا وتآمرا متى حانت الفرصة للانقضاض والهيمنة ، في تصور بائس عن مصر النصرانية الثابت الذي لا يتغير ، في مواجهة مصر الإسلامية التي يجب أن ترحل فقد طال مكثها ، وتعدت أو تجاوزت مدة ضيافتها أو استضافتها على أرض نصرانية ، هكذا روج النصارى الأعلام في الكنائس وعلى الفضائيات ، حتى صارت قناعة الكل ..
إن نجاح الثورة ، وتمكينها سوف يأتي بمشيئة الله على كل تلك الأباطيل ليذرها في الهواء ، حين تدرك الكنيسة دورها ومهمتها في ظل دولة الإسلام الذي ما جاء إلا رحمة للعالمين من غير تمييز عنصري أو تمايز طائفي أو ازدواج في النظر للحقوق والكرامات والحريات الإنسانية