قالت منظمة حقوقية إن ما يزيد على 5000 معتقل مريض في مصر يواجه خطر الموت البطىء، بعد تهديد ظروف الاحتجاز لحياتهم وتردي حالتهم الصحية، في ظل تزايد أعداد ضحايا القتل والتعذيب داخل السجون والمعتقلات.

ونددت منظمة هيومن رايتس مونيتور بانتهاكات وزارة داخلية الانقلاب بالمعتقلين في السجون وأقسام الشرطة، متهمة الانقلاب بقتل المعارضين المعتقلين باحتجازهم في ظروف غير إنسانية، وتعمد الإضرار بهم بمنع تلقي المرضى رعاية صحية مناسبة ومنع دخول الأدوية.

وقالت المنظمة إن سلطات الانقلاب لا تريد اتخاذ موقف جاد لمحاولة تحسين أوضاع السجون وأماكن الاحتجاز غير اللائقة بآدمية المحتجزين داخلها، ما يؤدي إلى إصابتهم بالأمراض نتيجة تلوث أماكن الاحتجاز واكتظاظ عدد المعتقلين داخلها.

وطالبت المنظمة بتوفير خدمات الرعاية الطبية والأدوية الكافية للمرضى، وتمكينهم من الحصول على أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية، وضمان توفير أفضل الظروف الممكنة لتحقيق ذلك، مع توفير أماكن احتجاز آدمية لائقة بالمعتقلين.

ووثقت المنظمة، طبقًا لتقريرها المنشور على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، عدة حالات من الإهمال الطبي داخل السجون، من بينها حالة أحمد محمد فؤاد رمضان، 36 عامًا، بعد اعتقاله بسبب تمنعه عن تلبية بأن يكون مرشدًا للأمن على المعارضين للنظام في منطقته بمدينة 6أكتوبر وذلك أثناء تقديمه بلاغًا عن سرقة سيارته الخاصة بتاريخ 28 يناير من العام الماضي.

وظل "رمضان" محتجزًا إلى الآن في ظروف احتجاز غير آدمية، بالإضافة إلى التعدي عليه جسديًا والصعق بالكهرباء رغم إصابته برصاصه في ذراعه، لإجباره على الاعتراف بتهم حيازة أسلحة وغيرها من التهم الملفقة.

وأشارت المنظمة إلى أن داخلية الانقلاب نقلته إلى مقر احتجازه في معسكر الكيلو عشرة ونصف في طريق الإسكندرية الصحراوى، في 29 مارس من العام الماضي، وذلك قبلما يستكمل علاجه المصاحب للعملية الجراحية التي أجراها في مستشفى زايد التخصصي التي نقل إليها بعد عدة شكاوى إلى النائب العام والمحامي العام.

وبعد نقله إلى سجن طرة في منتصف أبريل من العام الماضي لم يتلقى أي علاج مناسب أو أدوية لضمان نجاح العملية الجراحية التي أجريت في ذراعيه، ما تسبب له في تورم الجرح الذي أضطره إلى فك الدعامات من ذراعيه ليزيل الورم بنفسه دون أي أدوات صحية مناسبة ما تسبب في تمزق بأعصاب الذراعين، مع استمرار منع الدواء عنه حتى الآن، ما يهدد بخطورة الأمر على حياة المواطن.

وكذلك وثقت المنظمة الإهمال الطبي الذي يتعرض له المواطن أحمد عربي عبد الحميد، 21 عامًا، والذي يعاني من كهرباء زائدة في المخ والتي تسبب له تشنجات بكامل جسده، وتزيد من تردي وضعه الصحي، خاصة مع منع زيارة أسرته عنه ومنع دخول كافة الأدوية ومتعلقاته الشخصية له منذ 11 من الشهر الجاري بعد نقله قبلها بعدة أيام إلى سجن طرة.

وكانت قوات الأمن اعتقلته دون إذن من النيابة من أمام منزله في الشيخ زايد بمحافظة الإسماعيلية المصرية، في 27 إبريل من العام الماضي، واستمر التجديد له بالحبس في اتهامات تتعلق بحرق مجمع محاكم الإسماعيلية، قبلما يتم إحالته للمحاكمة العسكرية في 13 مارس من العام الجاري، وتم احتجازه في أماكن احتجاز غير آدمية والتي زادت من تدهور حالته الصحية.