جمعت ابنائها قبيل استشهادها وودعتهم وقالت لهم: أنا رايحة استشهد خلي بالكم من بعض!!

جاءت لأبنائها في المنام ومعها القاتل وطالبتهم بالقصاص منه!!
هكذا يحكي أبناء السيدة صباح والتي استشهدت برصاص جنود الجيش في أحداث 6 أكتوبر 2013 الدامية أمام شارع الجمهورية بمدينة بني سويف.

"صباح" والتي لم تكمل 55 ربيعاً كانت تسكن بإحدي المنازل الريفية بقرية بني بخيت التابعة لمركز بني سويف حيث يؤكد أهالي قريتها أنها كانت طيبة الجيرة وتقوم علي شؤون المسجد المجاور لمنزلها وتلبي نداء من يحتاجها من نساء قريتها وجميع سكان القرية يعرفونها جيدا ويحتفظون بذكريات طيبة لــ "أم الشهداء".

أبنائها ال6 يؤكدون أنهم كانوا يعيشون بصحبة سيدة من طراز مختلف وحورية من حوريات الجنة يكادون لا يتذكرون منها لفظا سيئا أو فعلا منفراً وكان كل منهم يشعر بأنه الأقرب من قلبها لما يري من عطف ومعاملة خاصة.

يقول إبنها الأكبر احمد " عاشت أمي معنا طيلة السنوات السابقة وهي تتفاني في خدمتنا وإكرامنا وخاصة فنحن 5 ذكور وأخت واحدة ولدينا حقل نرعاه فكانت تجمع بين مساعدتنا في رعاية الحقل إضافة الي الإهتمام بشؤون المنزل والأسرة بكل جد وتفاني.

ويضيف " من الغريب والذي لا اعتقد أن شخصا قد يصدقه أنها كانت تعرف ما أحتاجه بل وتحضره لي قبل أن أنطق به فكانت تشعر بنا وتعايشنا بطريقة ملائكية غير مسبوقة فكانت تحضر لي ولاشقائى مانريد من الملابس واحتياجاتنا العادية قبل ان نطلب بشكل يثير دهشتنا جميعا".

ويقول زوجها أنه كان يعايش حديث النبي صلي الله عليه وسلم والذي يقول فيه أن "خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة" فبالرغم من أنه من الدعاة الي الله الا أنه كان يستصغر عبادته وصلاته أمام عبادتها .

ويشير انها لم تترك قيام الليل منذ تزوجها منذ عشرات السنين وكانت متعتها في الحياة هي تجميل المسجد المجاور لمنزلهم والقيام علي شؤون مصلي السيدات بالدور الثاني وكانت حياتها عبارة عن كد وجهاد في المنزل والحقل ومع جيرانها وكانت لها علاقة خاصة مع أبنائها وحينما نحكي عن تلك العلاقة يتعجب الجميع ونستشعر أننا نحكي عن إحدي الصحابيات الفضليات !!!

وعن رحلتها مع طلب الشهادة يقول زوجها "أنها كانت دائمة الحديث عن الشهادة وكانت - رحمها الله - صاحبة رؤية محققة فكانت تري الرؤية في منامها وتحكيها لنا فماتلبث أن تتحقق بالضبط كما أخبرت وكانت تقضي الساعات قبيل الفجر تناجي ربها وتظل ساجدة طويلا وحينما اسالها فتقول لي كنت أطلب من ربي الشهادة!!

ويضيف أنها كانت تصر علي قضاء مصالح البيت والحقل قبل أن تخرج بشكل شبه يومي الي مسيرات مؤيدي الشرعية بمدينة بني سويف بالرغم من بعد المسافة بين قريتنا والمدينة الا أنها كانت تصر علي حضور تلك الفعاليات بشكل مستمر حتي ولو لم يذهب معها أحد من أهالي القرية.


رؤية الشهادة والمعجزة الأولي
وعن المعجزة الأولي يقول ابنها الأصغر "علي" الطالب بالمرحلة الإعدادية "رأيت امي سعيدة ومستبشرة صباح يوم الجمعة 4 أكتوبر فسالتها عن السر فقالت أنها رأت رؤيا تبشر باستشهادها قريبا حيث رأت كأن منزلهم يمتليء بأناس حسان المظهر ثم يخرجوا ويدخل غيرهم وفسرت ذلك بانهم شهداء وملائكة واناس صالحون اتوا الي المنزل لتهنئة أهله باستشهاد أحد سكانه !!!

ويضيف "أصرت امي علي ان نجلس عقب صلاة الجمعة معا وقالت انها ستموت شهيدة وتريد منا ان نحسن الي بعضنا وان نحافظ علي صلاتنا حتي نقابلها في الجنة. 

وبعد تلك الرؤيا باقل من 48 ساعة استشهدت "صباح" برصاصة في الرقبة بأيدي جنود الجيش في أحداث الأحد 6 أكتوبرالدامية مع 5 آخرون من بينهم الشهيدة رفيدة سيف حيث ظلت جثتها مجهولة في مشرحة مستشفي بني سويف العام لمدة يومين حتي تعرف عليها أحد أقاربها من صورة قد نشرت علي مواقع التواصل الإجتماعي.

ويقول "علي" مازلت أشم رائحة المسك التي شممتها عند رؤية أمي في ثلاجة المشرحة وكانت مبتسمة ونائمة في مشهد لن انساه طوال عمري".


المعجزة الثانية الشهيدة والقاتل
ويضيف ابنها الطفل "علي" ان أمه جاءته في المنام لما استمر في البكاء عليها لمدة طويلة واصطحبته الي قصرها في الجنة وسألته هل تحب ان تعرف من قتلني؟؟!!

ويستطرد قائلاً "رأيتها تمسك بشخص يرتدي زي الجيش وتجره من رقبته وهو خائف ويرتعد فلما اقتربت مني القته علي الرض وقالت "هو ده اللي قتلني"!!!

ويستطرد الطفل ودموعه تنهمر من عينيه "وفي ذات الأسبوع اصطحبني أخي "محمد" في زيارة لمدينة بني سويف وأثناء تجولنا في أحد الشوارع شاهدت نفس الشخص الذي كان برفقة أمي في المنام فلما اخبرت أخي ذهبنا اليه وسألناه هل أنت جندي في الجيش فاستغرب وأجاب أنه بالفعل يقضي الخدمة العسكرية ولكنه في إجازة ويتجول بملابس مدنية !!

وهناك انهال عليه أخي بالضرب وشاركت معه في ضرب الجندي القاتل الذي سقط علي الأرض مغشيا عليه من كثرة الضرب.

ولم يتركه أخي - بالرغم من تجمع المارة علينا - الا بعد أن سأله عن وجوده مع جنود الجيش عند مزلقان المديرية وقت الضرب علي مسيرة مؤيدي الشرعية فأجاب انه كان مع الجنود يضرب الرصاص الحي علي المتظاهرين تلبية لأوامر رؤسائه.

ويضيف افراد اسرة الشهيدة أنهم كانوا مع الشرعية وعودة الرئيس مرسي قبل استشهاد امهم ولكن كانوا لا يشاركون في التظاهرات المنددة بحكم العسكر ولكن بعد استشهادها أصبحوا لا يتخلفون عن تلك الفعاليات حتي القصاص للقتلة وعودة الشرعية.

شاهد الفيديو