نافذة مصر :
كتب الدكتور محمد محسوب عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي يتساءل جماهير من الأكثر؟ وقال نصا :
تابعت مداخلات البعض ممن مازالوا يتحدثون عن شرعية الإرادة الشعبية ويقصدون بها شرعية الحشود.
وكانت الحجة القاطعة التي يحملونها في وجه الجميع أن حشود يوم كذا هي اكبر من حشود يوم كذا.
ورغم أن القطع بأن عدد المتظاهرين في يوم أكثر من متظاهري يوم آخر هو أمر لا يمكن أن يُقدم عليه إلا من لديه عدادات بالميادين والشوارع يجبر الناس بالبصم عليها لإثبات صحة العدد.. فإن الأسخف هو دعوتنا لأن نبني ديمقراطيتنا على الحشود مع تركيب عدادات تحصي كل حشد لنعرف رأي الجماهير من خلال حجم الأعداد.
والأسخف أيضا ان يعتقد أن كل شعب مصر ينزل للميادين بينما ان من ينزل للتصويت في الصناديق هم فقط زبائن الزيت والسكر..والأشد سخفا أن تسمع أستاذا للقانون يدافع عن ذلك ليقول ان ديمقراطية الحشود وجدت تطبيقا لها في أمريكا حيث اسقط نيكسون وفي فرنسا حيث اسقط شارل ديجول.. ويعتمد أخونا على ان ملايين لن يبحثوا عبر الإنترنت عن كيف تنحى ديجول عن رئاسته دون أن ترغمه جموع وكيف تخلى نيكسون عن مسؤولياته بإدانة الكونجرس دون ان تقصيه حشود.
ففي الديمقراطية لا يوجد سوى معيار واحد لقياس رضا الناس هو التصويت في الانتخابات.. اما لدينا فأصدقاؤنا يعتبرون أنهم فلتة في عالم التنظير للحرية ووضع نظريات الحكم الرشيد فقرروا انه لو نزلت جماهير غفيرة لفلان يمكنه ان يحكم فإذا نزلت جماهير أخرى غفيرة عليه ان يرحل بينما ان تقدير غفيرة متروكة لهم باعتبار خبرتهم في إحصاء البشر وعد المتظاهرين.. انا اوافقهم على هذه الديمقراطية الفذة بشرط ان نستقدم حكما أجنبيا يقرر من الأكثر ولا مانع من ان تستعين بعض الحشود بصديق.

