أعلنت الأمم المتحدة، أن حركة حماس و(إسرائيل) اتفقتا على تهدئة انسانية مدة 72 تبدء من عند الساعة 8 من صباح اليوم الجمعة، فيما أكدت حماس أن التهدئة لا تتصل بأي مباحثات سياسية لوقف دائم لإطلاق النار.


ودعا بيان صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جميع الأطراف إلى الالتزام بضبط النفس خلال فترة التهدئة غير المشروطة.

وقال جون كيري في بيان صحفي، إن وقف النار سيستمر لـ72 ساعة "إلا إذا تم تمديده"، لافتا إلى أنه "خلال هذه المدة ستبقى القوات على الأرض في مكانها"، ما يعني أن جيش الاحتلال لن يسحب آليات العسكرية وجنوده عن حدود قطاع غزة.

وأضاف كيري أن "وقف إطلاق النار هذا مهم بالنسبة إلى المدنيين الأبرياء (...) خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات إنسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية".

الخروقات الإسرائيلية
من جانبه علق مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "حماس" أسامة حمدان في حديث لقناة الجزيرة على إعلان التهدئة الإنسانية، بأن التهدئة جاءت بناء على طلب مبعوث عملية السلام في الشرق الاوسط روبرت سيري بعد نجاحه في وقف إطلاق نار أكثر من مرة، مؤكداً أن فصائل المقاومة وافقت على التهدئة بعد الاستجابة لشروط المقاومة بأن تشمل انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض وإدخال المساعدات الإنسانية. 

وتساءل حمدان عن موقف الأمم المتحدة في حال خرق الاحتلال الإسرائيلي، وقال "هل ستلتزم الأمم المتحدة الصمت كما حدث في مرات سابقة"، مؤكدا أنه في حال أي خرق إسرائيلي للتهدئة الإنسانية "سترد المقاومة بشكل مباشر على اعتداءات الاحتلال".

وأكد القيادي في حماس، أن التهدئة ستخدم الشعب الفلسطينية، مشيراً إلى أن "القضية الفلسطينية ليست التهدئة وإنما انهاء العدوان الذي بدأه الاحتلال ضد شعبنا، وإنهاء الحصار، وصولاً للاستقلال الفلسطيني بإنهاء الاحتلال".

وإذا ما كانت التهدئة الإنسانية تمثل استراحة مقاتل للمقاومة الفلسطينية، قال حمدان "لاشك هي كذلك ليست للمقاومة فحسب وإنما لشعبنا الفلسطيني ليلتقط أنفاسه".

ورأى أن التهدئة تمثل لـ(إسرائيل) فرصة لإعادة ترتيب أوراقها بين المستوى السياسي والعسكري، ملفتا إلى أن الجمهور الإسرائيلي بات يتساءل عن جدوى العدوان إذا ما انسحبت جيش الاحتلال من جانب واحد. 

وشدد حمدان على ضرورة التفرقة بين التهدئة الإنسانية وبين المباحثات السياسية التي اشترطتها المبادرة المصرية، وقال "التهدئة الإنسانية تبقي جهوزية القتال قائمة، وهناك فرق بين طلب المبادرة المصرية إلقاء السلاح أولاً ومن ثم بحث مطالب المقاومة الفلسطينية".

وأضاف "التهدئة الأمية لا يعني أن تتحول إلى حدث سياسي".

وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات الإسرائيلية، وتدمير الأنفاق الهجومية الممتدة من قطاع غزة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على القطاع منذ 8 يوليو/ تموز الجاري، وأدى العدوان إلى مقتل 1440 مدنياً، وجرح أكثر من 8 آلاف آخرين.