الصهاينة داخل الأراضي المحتلة، خشية صواريخ المقاومة، الأمر الذي حول بعض المدن إلى "مدن أشباح"، نتيجة هجرة مغتصبيها ، فيما تم رصد ازدحاما غير طبيعي في مطارات الاحتلال، وحالة من الضغط على الحجوزات للسفر إلى خارج الكيان. 

ورصد تقارير مترجمة عن الإعلام العبري –بحسب موقع الخليج أونلاين- أوجه الرعب التي تنتاب الصهاينة مع كل يوم جديد للحرب على قطاع غزة، خاصة في ظل إبداع المقاومة، وجعله كافة الأهداف الصهيونية في مرمى صواريخها.
الولايات المتحدة ذاتها شعرت بالخطر الشديد على رعاياها بالأراضي المحتلة، فاضطرت ‏وزارة الخارجية في واشنطن أن تحذّرهم من مغبة السفر إلى دولة الاحتلال  والأراضي الفلسطينية، بسبب التصعيد ‏الأمني الراهن.
 
"مدن أشباح"
 
وتشير التقارير إلى أن الحرب الحالية ليست كسابقاتها، فبالنظر إلى الحروب السابقة التي خاضها جيش الاحتلال ضد قطاع غزة، والتي كانت ‏صواريخ المقاومة تصل إلى مستعمرة "سديروت" المحاذية لقطاع غزة كأقصى مدى، كانت تُخلى هذه ‏المستعمرة من جميع ساكنيها طوعاً وخوفًا على حياتهم، لتتحوّل حسب رئيس البلدية فيها في حينه إلى ‏‏"مدينة أشباح".‏
 
لكن الإخلاء الطوعي لم يتوقف عند "سديروت" في الحروب التي تلت الحرب الأولى التي اُستخدمت فيها ‏الصواريخ الفلسطينية، لتمتد شيئاً فشيئاً إلى المناطق الأبعد قليلاً من "سديروت"، حيث يضطر ‏الصهاينة من سكان تلك المناطق إلى الرحيل تجاه مدينة القدس أو "تل أبيب" أو حتى حيفا، التي تُعد ‏بعيدة جداً عن مدى الصواريخ الفلسطينية (نحو 160 كم) في وقت كانت الصواريخ لا تصل إلى ‏أكثر من 7 إلى 12 كم فقط.‏
 
تطور المقاومة وفشل القبة
صواريخ المقاومة وخاصة كتائبالقسام التي شهدت تطورا كبيرا، جعلت خيارات المستوطنين الصهاينة محدودة في الهروب منها، وهو ما جعل القرار الأمثل لهم هو الفرار إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعودة إلى بلادهم الأصلية التي ‏ما زال يحمل معظمهم جنسيتها.
 
وفي مقابل تطور صواريخ المقاومة، فإن فشل منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض الصواريخ التي تستهدف المدن البعيدة مثل حيفا، ‏وتمكنها فقط من اعتراض عدد قليل من إجمالي عدد الصواريخ التي تطلق من غزة، هو عامل إضافي ‏قوي يُشعر "الإسرائيليين" بأن هذه القبة الحديدية عاجزة تماماً عن توفير الحماية لهم، فماذا يعني لو ‏اعترضت المنظومة صاروخين وسقط 4 في أماكن خطيرة وأوقع قتلى وجرحى؟ يتساءل أحد ‏"الإسرائيليين" المنتقدين للقبة الحديدية.‏
 
قتلى الاحتلال
وتكشف التقارير عن عامل إضافي لحالة الرعب لدى الصهاينة، وهو عدد القتلى الذي وقع في صفوف جيش الاحتلال، خاصة في ظل استهداف المقاومة لضباط النخبة داخله، حيث اعترف الاحتلال رسميا بمقتل 27 ضابطاً وجندياً، ‏بينهم أصحاب رتب عسكرية كبيرة، في حين تجاوز عدد الإصابات إلى ‏أكثر من 115 ضابطًا وجندياً.‏
 
هذه الحصيلة الأولية والقابلة للارتفاع، بالاستناد إلى إعلان كتائب القسام -الذي يؤكد قتل ما يزيد عن ‏70 عسكرياً في عمليات نوعية، ويُقر الاحتلال لاحقًا بالقتلى- تزيد من أسباب فرار "الإسرائيليين" ‏للخارج، فالجيش الذي من المفترض أن يشكل درع حماية لهم ويوفر لهم الأمن، خسائره غير مسبوقة في ‏مختلف الحروب التي خاضها من قبل، لا سيما في صفوف القوات الخاصة، كما أن إطلاق الصواريخ ‏تجاه "تل أبيب" وحيفا وغيرها من المدن ما زالت مستمرة، على الرغم من الحرب البرية التي أتت بعد حرب جوية ‏مكثفة استهدفت القطاع.‏ 
 
وكالات