أوضح البروفيسور التركي قادر جان آتان، عميد كلية العلوم الصحية بجامعة صباح الدين زعيم، في إسطنبول، أن أوروبا غير مرتاحة من تزايد نسبة السكان المسلمين، إذ إنها لا تتقبل الإسلام في بنيتها، على الرغم من المعطيات التاريخية والديموغرافية، ولا ترى فيه ظاهرة تنتمي لمنطقتها ولحضارتها.  

وأضاف "جان آتان"، في حوار للأناضول، أن أوروبا اعتقدت في البداية بأن جيل الشباب، سيتكيف مع الثقافة الأوروبية، وسيقطع أواصره مع جذوره الإسلامية، إلا أن أوروبا ذاتها باتت اليوم تشعر بالخوف والقلق من أبنائها المسلمين، إذ لم تتحقق الآمال الأوروبية، وازداد تمسك أبناء الجاليات المسلمة بدينهم، ما خلق توترًا في أوروبا، على حد قوله.
 
ولفت إلى أن "قانون الإسلام الجديد" الذي أقرته النمسا، لا يعتبر الأول من نوعه في أوروبا، إذ عانت الجمعيات والمؤسسات الإسلامية في سويسرا، جراء الكثير من المضايقات والحصار القانوني والقيود، التي فرضت عليها، والخطوات التي تتخذ في النمسا، هي امتداد للخطوات التي اتخذت في سويسرا، والتي سيعقبها خطوات في العديد من الدول الأوروبية. 
 
وكانت الحكومة النمساوية، أعلنت في 2 أكتوبر الماضي (2014)، مشروع قانون "الإسلام الجديد"، وذلك كثمرة للمباحثات الجارية بين الدولة، والهيئة الإسلامية في النمسا، منذ عام 2011، إذ ينص القانون على الاعتراف ببعض حقوق المسلمين مثل الأعياد، وإن لم ينص عليها صراحة كإجازات، كما ينص أيضًا على حق ذبح الأضاحي، والخدمة الرعوية في المستشفيات والسجون. 
 
في المقابل يتضمن القانون بعض المواد المثيرة للجدل، من حيث أن البعض يراها تحد من حرية السلمين في ممارسة بعض شعائرهم، من بينها مواد متعلقة بمنع الهيئات الإسلامية من الحصول على التمويل من الخارج، والتأكيد على الأولويات الأمنية إذا ما تعارضت مع حرية العقيدة.
 
ويشار إلى أن عدد المسلمين في النمسا يزيد عن 560 ألف مسلم، من أصل 8.58 مليون تعداد سكان البلاد، بحسب آخر الإحصاءات في شهر يناير الماضي.