نافذة مصر - الصحوة نت :

توفي اليوم الاثنين العالم والمفكر الإسلامي الكبير د.عبدالكريم زيدان, المراقب العم للإخوان المسلمين بالعراق بعد حياة حافلة بالعطاء الفكري والتربوي والتأليف والتدريس.

كان فضيلته مقيم في اليمن منذ سنوات يدّرس في جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

فيما يلي سيرته الذاتيه كما كتبها تلميذه: د. سامي الجنابي:


استاذنا العلامة الفقيه الاصولي بقية السلف وذخيرة الخلف وريحانة العراق بل ريحانة العلم اينما حل وارتحل الشيخ الدكتور عبدالكريم زيدان بن بيج العاني من عشيرة المحامدة احدى فروع قبيلة الدليم ولد ببغداد عام 1921 على ماحققه الدكتور حسين الدليمي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في دراسته عن الدكتور عبد الكريم زيدان ومنهاجه في الدعوة.

توفي والده وهو في الثالثة من عمره.

أكمل دراسة الأولية في بغداد. دخل دار المعلمين الابتدائية وبعد تخرجه فيها أصبح معلما في المدارس الابتدائية دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها. عين بعدها مديرا لثانوية النجيبية الدينية. التحق بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة ونال الماجستير بتقدير ممتاز وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1962 بمرتبة الشرف الأولى.

استفاد من بعض المشايخ والأساتذة العراقيين والمصريين، من أمثال الشيخ أمجد الزهاوي، والشيخ عبد القادر الخطيب، والشيخ نجم الدين الواعظ، والشيخ محمد محمود الصواف، والشيخ علي الخفيف، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ حسن مأمون، والشيخ علامة العراق في الحديث السلفي عبد الكريم الصاعقة.

أستاذ الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها في كلية الحقوق بجامعة بغداد سابقا.

وأستاذ الشريعة ورئيس قسم الدين بكلية الآداب بجامعة بغداد سابقا.

وأستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية وعميدها سابقا.

وهو لقب نادر جدا لم يحصل عليه احد في العراق الا الدكتور عبد الكريم زيدان أستاذ متمرس في جامعة بغداد.

له العديد من المؤلفات التي لم يسبق الى مثلها:

1.أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام.

2.المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية.

3.الكفالة والحوالة في الفقه المقارن.

4.أصول الدعوة.

5.الفرد والدولة في الشريعة.

6.المفصل في أحكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية، وهو في 11 مجلدا.

7.الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية.

8.الشرح العراقي للأصول العشرين.

9.نظرات في الشريعة الإسلامية

1.أثر القصود في التصرفات والعقود.

2.اللقطة وأحكامها في الشريعة الإسلامية.

3.أحكام اللقيط في الشريعة الإسلامية.

4.حالة الضرورة في الشريعة الإسلامية.

5.الشريعة الإسلامية والقانون الدولي العام.

6.الاختلاف في الشريعة الإسلامية.

7.عقيدة القضاء والقدر وآثرها في سلوك الفرد.

8.العقوبة في الشريعة الإسلامية.

9.حقوق الأفراد في دار الإسلام.

10.القيود الواردة على الملكية الفردية للمصلحة العامة في الشريعة الإسلامية

11.نظام القضاء في الشريعة الإسلامية.

12.موقف الشريعة الإسلامية من الرق.

13.النية المجردة في الشريعة الإسلامية

المستفاد من القصص القراني في مجلدين

14.مسائل الرضاع في الشريعة الإسلامية.

وقد حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية سنة 1417 هـ / 1997م.

وهي الموسوعة الفقهية عن احكام المراة والبيت المسلم في احد عشر مجلدا، وحدثني احد المحكمين انهم اجمعوا على استحقاقه لهذه المرتبة العلمية والجائزة العالمية.

وكتابه هذا كسائر كتبه يتسم بحسن التبويب والتقسيم ولم اجد فيما قرات عالما له عناية بالتبويب والتقسيم وترتيب المباحث كما وجدته عند استاذنا وكان قد اشرف على رسالتي في اصول الفقه فلم ار مثله في عمق فقهه وغوصه على دررالمعاني الاصولية والفقهية والقدرة على تصور القضايا والتمييز بين المتشابهات العويصة والفرز بينها وترجيح الراجح منه وفق الدليل.

كما ان الله جل في علاه وسعة كرمه وعطائه حباه بذاكرة حديدية يستحضر المعاني والاقوال الفقهية مهما بعد زمانها واذكر انه املى علي في مقدمة البحث بعض العبارات فكتبتها ثم اعدت صياغة البحث وعدلت في العبارة بحسب اجتهادي وبعد مدة طويلة لما قرات البحث عليه قال اين العبارة التي امليتها عليك قلت قد صغتها صياغة جديدة فقال لا اكتبها مرة اخرى واعادها كما هي من حفظه دون زيادة او نقصان.

كان له همة عالية في متابعة شؤون الدعوة الاسلامية في العراق فلايكاد يمر عليه يوم الا ويسال عن البلد واخباره والدعاة واحوالهم ويتفقدهم ويوجه وينصح هذا وهو قد ناف على التسعين من عمره المبارك.

لم يكن حريصا على المناصب ورايته من ازهد الناس في الشهرة والتقرب الى الامراء والرؤساء وابعدهم عن التكلف والرياء.

وقته كان مقسم بين تلاوة القران او مطالعة مايكتبه تلاميذه من الرسائل ومناقشتهم في منزله او التاليف او استقبال العلماء والتلاميذ او التدريس، ولاتمر عليه لحظة بفضل الله من دون عمل صالح.

وله من المكاشفات الربانية والتنوير الالهي اشياء احتفظ بها الان.

وهو في عموم فتاواه وابحاثه لايخرج عن كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ويكاد يحفظ اقواله.

وكان يوصي بكتب شيخ الاسلام ويثني عليها ثناء العالم المحقق ويؤكد في مجالسه على عقيدة السلف وماكتبه شيخ الاسلام ابن تيمية سيما العقيدة الواسطية والتدمرية وكتاب العبودية والفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان وغير ذلك من الكتب.

اسس كلية الدراسات الاسلامية نهاية الستينيات ليتيح العلم الشرعي على منهاج السلف فتخرج من الكلية عشرات الطلاب ولما جاء حزب البعث اغلقها وحاصر الاسلاميين والغى المدارس الدينية وبقي الشيخ في شبه اقامة جبرية.