نافذة مصر
لا لم أتذكر ، فلم أنسها لحظة ، إذ هي في ضميري ، في كياني , ذكريات تمر بي كمشاهد لا تزال حية ، تبعث الحياة ، و تصوغ أشواقها حرية وكرامة وعزة وإشراقا ..

رابعة ومائة يوم تمر فإذا الأحداث تهيج النفس ، بلوعة الفقد ، وكآبة منظر لا يفارق الذاكرة ، منظر التوحش بمنطق الغابة ، ضد بررة كرام ، لم تشفع لهم عند كلاب السلطة المسعورة ، صلوات الليل في الظلمة السوداء ، وسجدات للخالق ذي العظمة والكبرياء ..لم تردعها أو ترهبها استغاثات تشق عنان السماء ..
رابعة صمود الأحرار ، وشرف الأبرار ..رابعة نبع الحرية ومنبع الطهر والنقاء ..
رابعة نفوس تلاقت على سمو ..وارتقت بغاياتها إلى علو ..رابعة مجزرة العصر بحق طلاب الحرية والكرامة , رابعة مذبحة العصر ضد طلاب الحق والعدل ,رابعة إبادة وحشية من سلطة قمعية ضد الإنسانية .
رابعة صلابة الحق في مواجهة بطش الباطل ..رابعة إدانة جيش الخيانة حين قتل بدم بارد
حين وجه رصاصه ليتشفى ممن جاع ليشبعه ، ومرض ليصحه ، وضعف ليقويه ، فإذا هو يخون ، وإذا هو يمارس الغدر في أنكى صوره بحق الأنقى والأتقى .

رابعة مائة يوم ومائة عام وحتى قيام الساعة ستظل يذكرها التاريخ قصة من قصص الخلود ، خلود الحق في معركته مع الباطل وصموده أمام بطشه وجبروته ..
مجزرة رابعة ستسطر حكاية ورواية من فصول عديدة في القصص الدعوي والحركي كما تذكر قصة أصحاب الأخدود ،
قصة الثبات والصمود التي تستمد ثباتها من إيمان لايزعزع ، ويقين لايتزحزح ، إنها قصة الإيمان عبر العصور .
رابعة هي ما تمد في حبل الثبات في المسيرات ، ومواصلة البقاء في الشوارع حتى نرى الخونة على أعواد المشانق ..

لن نتماهى مع واقع يحاولون ترسيخه ، ولن نقبل باستذلال وهوان ..لن نصالح ولن نتسامح مع مردة النفاق خونة الأمة وبائعي الأوطان ، وتجار المنظمات الحقوقية ، ومرتزقة السياسة والقضاء والإعلام ، وبلطجية الأمن .
إنها موتة واحدة فلتكن لله ، فاغتنم عطايا ربك معذرا نفسك ، لعلك لاتجد في كتابك مايثقل من حسناتك إلا وقفتك لله ، فإنها والله حرب على الله ورسوله ، واضحة بينة لاتخفي كرهها للإسلام ، ولا تتكتم سرها في التآمر والتخطيط الماكر ..
فكن على مستوى شرف الموقف .واسأل الله الثبات