واصلت أذرع الانقلاب الإعلامية هجمتها الشرسة على الأزهر الشريف، رغم أن من يقبع على رأس السلطة فيه هو "أحمد الطيب" أحد أهم ادوات الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

فتحت عنوان "لماذا يخشى الأزهر من الحرب على الإرهاب وتجديد الخطاب الدينى" نشرت صحيفة اليوم السابع تقريرا، وصفت فيه الطيب بالخائف من مواجهة التطرف الذي يهرب من الأزمات لساحة الدراويش، في إشارة إلى الخلفية "الصوفية" لشيخ الأزهر.

وركز التقرير كثيرا على مصطلح تجديد الخطاب الديني، الذي كان أول من ألحَّ عليه بزعم تجديده، ومحاربة التطرف، هو عبد الفتاح السيسي، الذي ترجم غضبه تجاه شيخ الأزهر في إحدى ندوات الجيش التثقيفية ضده، قائلاً له: "تعبتني يا فضيلة الإمام"؛ الأمر الذي يتخذه رموز العلمانية المتطرفة سبيلاً للهجوم على الأزهر.

كما اتهمت الصحيفة الأزهر بشكل فج، باحتواء التكفريين واستوطانهم في جنبات أكبر مؤسسة إسلامية في العالم.

وبالطبع لم يغب عن بال الصحيفة إلصاق أي تهمة بجماعة الإخوان المسلمين، زاعمة أن للجماعة رغبة في السيطرة على الأزهر في الوقت الحالي.

وفي السياق أيضا، انتهزت رموز النظام المعادية لكل ما هو إسلامي، انطلاقا من قاعدة عبد الفتاح السيسي التي يسعى من خلالها لتدمير المؤسسات الدينية، وتأميم الخطاب الإسلامي بزعم تجديده، وقامت بشن حملة مسعورة ضد الأزهر، على فضائيات مخابرات السيسي، كما شنت هجوما حادا على شيخ الأزهر وطالبت بعزله، في الوقت الذي اتهمته فيه بأنه أكبر مصدر للإرهاب في العالم، وأنه يقف ضد تطير المناهج التعليمية التي تنشر التطرف بحد زعمهم.

ولعل من أهم المسائل الجدلية التي يحدث بها التحرش بالأزهر، هي "التكفير" التي تطالب بها أذرع النظام الإعلامية  ضد "داعش"؛ حيث يلح عدد من رموز العلمانية من ضمنهم حلمي النمنم، وزير الثقافة الحالي، وجابر عصفور، وزير الثقافة السابق، على الأزهر في أن يصدر بيانًا صريحًا يكفرون فيه كل التيارات الإسلامية، سواء كانت متشددة أو غير متشددة.
 
واعتبر مهاجمو الأزهر أن الأزهر برفضه لتكفير أعضاء داعش والتيارات الإسلامية، يقف ضد تجديد الخطاب الديني؛ الأمر الذي رد عليه الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر؛ حيث نفى وقوف الأزهر الشريف عائقًا أمام تجديد الخطاب الديني، مؤكدًا أن الأزهر هو رمانة الميزان في العالم؛ لأنه يعلم الناس الدين الوسطي.

الطيب يهاجم أيضا
 
وانتقد أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من يطالبون بإلغاء الخطاب الديني، ويرونه جزءًا من الأزمة أو الأزمة نفسها، وليس حلًّا لها، مؤكدًا أنهم لا يفصحون عن مقتضى دعوتهم لتحويل الأزهر إلى متحف من متاحف التاريخ.
 
وقال "الطيب" في مقاله الأسبوعي بجريدة "صوت الأزهر" : "إن البعض لا يفهمون عن تجديد الخطاب الديني، إلَّا العودة فقط إلى ما كان عليه سالف الأمة، وصالح المؤمنين في القرون الثلاثة الأولى، وهؤلاء يحلمون باليوم الذى يضعون فيه أيديهم على مؤسسة الأزهر، ويَجْمدون رسالته وعلومه ودعوته عند حدود التَّعبُّد بمذهب واحد، واعتقاد معين، وأشكال ورسوم يرونها الدين الذى لا دين غيره.
 
وأضاف شيخ الأزهر أن التيار الإصلاحي الوَسَطي هو المؤهل لحمل أمانة التجديد الحقيقي، الذى تتطلع إليه الأمة، وهو وحده القادر على تجديد الدين بعيدًا عن إلغائه أو تشويهه، ولكن شريطة أن يتفادى الصراع الذى يستنزف طاقته من اليمين ومن اليسار، لافتًا إلى أن المطلوب خطاب شمولي لا تتعدد فيه الآراء ولا وجهات النظر، إنما خطاب خال من الصراع ونفى الآخر واحتكار الحقيقة في مذهب، ومصادرتها عن مذهب آخر مماثل، وخط آخر موازٍ ننفتح فيه على الآخرين بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها في تشكيل إطار ثقافي عام يتصالح فيه الجميع.

وأحمد الطيب  مواليد (6 يناير 1946)، الأمام الـ48 للجامع الأزهر منذ 19 مارس 2010، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية، وينتمي الطيب -وهو من محافظة قنا- إلى أسرة صوفية ويرأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل.

كان أحمد الطيب عضو بأمانة السياسات بالحزب الوطني وعندما عين شيخا للأزهر رفض في البداية الأستقالة من الحزب الوطني الديمقراطي بذريعة عدم وجود تعارض بين الأثنين، ولكنه أستقال من الحزب في النهاية.

ويلخص موقف أحمد الطيب من ثورة 25 يناير على أنه « حذرا مشددًا علي الحقوق المشروعة للشعب في العدل والحرية والعيش الكريم وفي الوقت نفسه قلقًا ورافضًا أي عمل يؤدي إلي إراقة الدماء وإشاعة الفوضي في البلاد ». ففي بيان له يوم 29 يناير، وصف الطيب مطالب المتظاهرين بالـ"عادلة" ولكنه حذر من الفوضى ومناشداً الجماهير الالتزام بالهدوء.

ولكن بوضوح ذكر الشيخ أحمد الطيب وذلك بعد خطاب مبارك الثاني متحدثاً عن التظاهر في التحرير أن ( المظاهرات بهذا الشكل حرام شرعاً ) ودعوة للفوضى .

وفي الـ30 من يونيو 2013 ظهر الطيب بجوار عبدالفتاح السيسي مؤيدا وداعما للانقلاب على الرئيس المدني الأول في مصر المنتخب ديمقراطيا "محمد مرسي".