حادثة قطار العياط لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فهل الخطأ هو خطأ عامل التحويلة، أم السائق؟، ولما العياط خصيصًا هي المشهورة بالحوادث وخاصه في مثل هذا الوقت من كل عام ؟ .. هذا ماسنتعرف عليه في التقرير التالي:



حادث العياط الأخير:

قبل أيام قليلة من عيد الأضحي المبارك، خرج علينا الإعلام المصري بحادثة تكررت كثيرًا خلال السنوات الأخيرة سواء كان السبب ورائها الفساد أو الإهمال، وهو ما أودى في النهاية بحياة الكثير من المواطنين.

حيث خرج القطار رقم 80 القاهرة - أسوان، المتجه من القاهرة للصعيد عن مساره في مركز العياط، بسبب اصطدامه بالصداد الخرساني الخاص بسكة التحويلة بمحطة البليدة، وأسفر الحادث عن وقوع عدد من الإصابات والوفيات.

وكان القطار خارجًا من محطة رمسيس متجهًا إلى أسوان، ألا أن السرعة الزائدة للسائق، دفعت لإنقلاب ثلاث عربات من القطار، بعدما خرج عن القضبان بسبب تحويلة عامل المزلقان الخاطئة.

من المسئول عن حوادث القطارات:

لايمر عام بدون حدوث حادثة في قطارات مدينة العياط بالجيزة، فمرة يتسبب في وفاه الأطفال، ومرة يدهس الحيوانات، فما ياتري السبب في حدوث هذه الحوادث؟؟ هل السرعه أم العامل البشري؟!

قال طارق فهمى - نائب رئيس نقابة الكمسارية، إن منطقة العياط "ملبوسة بالجن" وهذا الجن يخرج كل عام ليطهر الهيئة ويبتلع  المخطئين والفاسدين ولا تمر سنة على هذه المنطقة دون وقوع حادثة كبيرة فيها تسفر عن عشرات المصابين.

من ناحية أخرى، قال محمد أحمد سائق قطار إن المنطقة المذكور بها سر غير مفهوم خاصة أن القطار الأخير كان يسير ببطء عندما دخل سكة التخزين ولكن حدث شيء غير مفهوم أدى لسقوط القطار وعلى السكك الحديدية العمل على الإعلان الرسمى عن الأسباب الحقيقية للحادث بدلا من الشائعات عن الحادث.

وقال إن المنطقة المذكور قد يكون بها عيوب فنية فى نظام التحويلة أو نظام الإشارات وهذا هو السبب الرئيسى لتكرار الحوادث فى هذه المنطقة وعلى السكك الحديدية أن تفحص الإشارات ووسائل الأمان بهذه المنطقة وعلى مستوى السكة الحديد ككل.

وقال اللواء مدحت شوشة - رئيس هيئة السكك الحديد في مصر، أنه وقع الحادث رغم تزويد منطقة العياط بنظام التحكم الالكترونى، موضحًا أنه لم يتم التوصل حتى الأن الى السبب الحقيقى وراء هذه الحادثة ولاتزال التحقيقات جارية الأمر الذى يجعلهم غير قادرين على توجية الاتهامات الى نظام عمل القطار أم السائق.

وأشار المهندس هشام عرفات - استشاري الهيئة العامة للطرق والكباري، أن نسبة الخطأ البشرى فى حوادث القطارات تفاقمت بشكل كبير فى الفترة الاخيرة لذلك من الافضل تعميم نظام التحكم الالكترونى فى جميع محافظات مصر ولكن هذا الأمر سيتطلب مالايقل عن 80 مليار دولار الأمر الذى يجعل مصر عاجزة عن تطبيق هذه الألية.

مجلس الشعب وحوادث القطارات:

بعد حادث قطار الصعيد عام 2005، قال الدكتور محمد مرسي - عضو مجلس الشعب آنذاك والحائز علي جائزة أفضل برلماني لدورة 2000-2005، تحدث وقتها بحمية المعارض في الدفاع عن حقوق أهله من مدينة العياط.

وقال الكيروسين أشعل القطار في سبع دقائق، وتفحمت معه أجساد المصريين كما إنصهر حديد الكراسي داخل القطار .

وقال " نحن نريد تقييمًا حقيقيًا لهذه الكارثة، وان هذه السيناريوهات الموضوعه  وان صحت تدل دلاله قاطعه علي الإهمال الجسيم الذي تعاقب عليه الإدارة المختصة من إدارة السكة الحديدية، والوزير المختص ورئيس الوزراء علي تلك الكارثة".

فيما تعالت أصوات عدد من أعضاء مجلس نواب السيسي للمطالبة بسرعة تفعيل نظام  "التحكم الإلكتروني" خاصة بعد أن كشف تقرير أعدته هيئة السكك الحديدية، عن  شهر يناير الماضي بإن 93% من هذه الحوادث سببها أخطاء بشرية، و7% نتيجة عوامل خارجية.

رأى عدد من خبراء النقل والمواصلات، أن نظام التحكم الالكتروني للقطارات سيحد بشكل كبير من تفاقم حوادث القطارات، مؤكدين أن هناك العديد من المناطق تعمل بالفعل بنظام الاشارات الإلكترونية ولكننا بحاجة إلى تعميم النظام.

قال اللواء سعيد طعيمة - رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس نواب السيسي، في تصريح صحفي، أن العنصر البشري بهيئة السكك الحديدية هو المسئول مسؤولية كامله عن حوادث القطارات المتكررة، مؤكدا أهمية إظهار الحقائق والمحاسبة العلانية وعدم الاكتفاء بصرف التعويضات للمتضررين في الحوادث.

وأكد طعيمة أن لجنة النقل تتابع تحقيقات حادث قطار العياط عن كثب؛ نظرا لأهمية إظهار الحقائق للرأي العام والبحث عن حلول عملية لتفادي الحوادث من هذا النوع.

فيما طالب النائب يسرى المغازى - عضو لجنة الإسكان ببرلمان السيسي والقيادى بإئتلاف دعم مصر، بوقفة جادة مع رئيس الهيئة العامة للسكك الحديدية والمسئولين فيها، مشيرًا إلي أن الهيئة بها إهمال جسيم.
واكد المغازي، أن هيئة السكك الحديدية تقوم يوميا بنقل ما لايقل عن 2 مليون مواطن وترك الاهمال والفساد يستشرى فيها سيؤدى الى تداعيات خطيرة على صحة المواطنين وحياتهم.

وأوضح المغازى أنه لامبرر على الإطلاق لوقوع مثل هذه الحوادث، خصوصا مع خطط التطوير والميزانيات التى يتم ضخها في الهيئة على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة ، مؤكدا ان ما يحدث سببه إهمال والتستر عليه جريمة لذلك نحن بحاجة الى وقفة جادة إزاء هذا الامر.

موقف الحكومات المتتالية من حوداث القطارات:

لجأ الرئيس السابق حسني مبارك إلي إقالة الوزير محمد إبراهيم الدميرى عقب حادث قطار العياط 2002، والوزير محمد لطفي منصور عقب حادث العياط 2009، فيما لجأت حكوماته بعد ذلك إلي محاولات التعويض المالية بحوالي 10000 للمتوفين، 5000 للمصابين.

فيما لجأت حكومة قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي إلي صرف مبلغ 10 آلاف جنيه كمساعدة لأسرة كل متوفي، وصرف 3000 جنيه لكل مصاب، فيما برر سبب حوادث القطارات إما الشبورة كما حدث في قطار الصعيد يناير 2016، أو الجن كما حدث في قطار العياط منذ أيام .

أشهر حوادث القطارات في مصر:

قطار العياط 2002:  وكانت أولى حوادث القطارات التي شهدتها العياط في العام 2002، في واحدة من أسوأ الحوادث من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية بل وفي العالم، هي تلك الحادثة المعروفة إعلاميًا "بحادث قطار الصعيد"، حيث اندلعت النيران في إحدي عربات القطار رقم‏832‏ المتوجه القاهرة إلي أسوان‏، ،‏ ثم امتدت بسرعة إلي باقي العربات الأخيرة‏، التي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في مراكزهم وقراهم في صعيد مصر‏، وراح ضحيته أكثر من 350 مسافرا، وهو الرقم الأكبر لحادث قطار آنذاك، وبعدها استقال وزير النقل وقتها محمد إبراهيم الدميرى.

قطار العياط 2009: ، وقع ثاني أسوأ حوادث القطارات بمدينة العياط، التي شهدت سلسلة من الحوادث لم تتوقف بعد، حيث اصطدم وقتها أحد القطارات بآخر، بعد أن تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف، وتسبب ذلك في انقلاب أربع عربات من القطار الأول، وهو الحادث الذي أسفر عن وفاة 30 مواطنا وإصابة 60 آخرين، وعلى إثرها تقدم وزير النقل السابق، محمد لطفي منصور باستقالته من منصبه.

قطار أسيوط 2013: وقع نتيجة اصطدام القطار وأتوبيس معهد النور الأزهري؛ حيث أسفرت الواقعة عن مصرع 52 بينهم 49 طفلًا ومُعلمة وعاملة وسائق الأتوبيس و15 مصابًا، وقرر وقتها هشام قنديل -رئيس الوزراء، صرف تعويض 5000 جنيه و تكفل الحكومة بمبلغ 50 ألف جنيه تعويضًا لكل أسرة متوفي، و12 ألف جنيه لكل مصاب، وذلك مشاركة من وزارات النقل والتنمية المحلية والتأمينات والشؤون الاجتماعية وبنك ناصر الاجتماعي ومشيخة الأزهر ومحافظة أسيوط .

قطار دهشور 2014: وعقب عام فقط من تلك الكارثة، وقع حادث قطار بمنطقة دهشور في الفيوم، اتبعت فيه الحكومة نفس السياسية؛ بعدما اصطدم قطار مُحمل بالبضائع قادمًا من أسوان مع سيارتين إحداهما «ميني باص» والأخرى أتوبيس، وخرج رئيس الوزاراء وقتها حازم الببلاوي معلنًا تخصيص مبلغ 20 ألف جنيه لأسرة كل متوفي، الذين وصل عددهم إلى 27 شخصًا، وسط مطالبات تخرج مع كل حادث بمحاسبة المسئولين وعدم الاكتفاء بالتعويضات.

قطار العياط 2016: ووقعت ثالث حوادث القطارات بالعياط في 31 يناير الماضي، وتحديدًا في السابعة والنصف صباحًا، حيث اصطدم القطار رقم ٩٧٨ "القاهرة – أسيوط"، بسيارة ربع نقل بمزلقان البليدة بمركز العياط بالجيزة، بسبب كثافة الشابورة المائية، وتسبب الحادث في مصرع 7 أشخاص وإصابة 3 آخرين، ووقتها قررت وزارة التضامن الاجتماعى بصرف مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة كل متوفى فضلا عن صرف 2000 جنيه لكل مصاب وتقديم الرعاية لأسرهم.

أسوأ 10 حوادث قطارات في العالم:   

1- قطار "العياط" مصر 2002 - 383 قتيلًا: أبشع حادثة فى تاريخ القطارات فى مصر، حينما احترق قطار العياط يوم 20 فبراير عام 2002، وهو متجه إلى الأقصر، وهو يجر 10 عربات، ووقتها كان العدد الرسمي 383 قتيلًا، بعدما احترقت 7 عربات تمامًا، وكان السبب فى ذلك هو الحمولة الزائدة فى القطار والتى بلغت أكثر من 150 راكبًا.

2- قطار "بالفانو" إيطاليا 1944 - 426 قتيلًا: فى يوم 3 مارس 1944، لقى أكثر من 426 شخصًا مصرعهم على متن قطار لنقل البضائع، حيث تسبب انبعاث البخار بطريقة غير مشروعة فى وفاتهم بالتسمم من غاز أول أكسيد الكربون، عندما توقف القطار فى نفق "ارمي" بجنوب إيطاليا.

3-  قطار "أواش" اثيوبيا 1985 - 428 قتيلًا: خرج قطار انطلق من محطة "أواش" في 14 يناير 1985 وهو فى طريقه إلى "أديس أبابا"، حيث انزلقت 5 عربات فى منحدر شديد، وتحطمت جميعها، لتحصد أرواح 728 شخصًا، ويصاب 1000 شخص، وتمم نقلهم بالطيران لإسعافهم، فى واحدة من أسوأ كوارث القطارات فى افريقيا.

4-  حادثة "توري ديل بييرزو" إسبانيا 1944 - 500 قتيل : وقعت تلك الحادثة الصعبة فى مدينة "توري ديل بييرزو" الإسبانية فى يوم 3 يناير 1944، بمقاطعة ليون في اسبانيا، حيث اصطدم ثلاثة قطارات داخل النفق، مما أسفر عن مقتل 78 شخصًا رسميًا، ولكن العدد الحقيقي وفق أحدث الدراسات 500 شخص.

5- قطار "بيهار" الهند 1981 - 500 قتيل: خرج قطار انطلق من محطة "بيهار" الهندية فى يوم 6 يونيو 1981، وهو فى طريقه بين مدينتي منسي وساهرسا، وسقط فى نهر باجمتى، وكان يقل أكثر من 800 راكب، وانتشلت أكثر من 200 جثة، ولحق بهم 300 آخرون فى عداد المفقودين، ليصل العدد الإجمالى إلى 500 قتيل.

6-  قطار "أوفا" الإتاد السوفيتي 1989 - 575 قتيلًا: انفجر قطار "أوفا" في محطة "كيبشيف" في 4 يونيو 1989، على بعد 31 ميلًا من مدينة "أوفا"، وهو الأسوأ فى التاريخ الروسي للقطارات، وحصد أرواح 575 قتيلًا.

7- قطار "جوادلاجارا" المكسيك 1915 - 600 قتيل: انطلق القطار في 22 يناير 1915 من مدينة "جوادلاجارا" إلى "خاليسكو"، ولكن سائق القطار فقد السيطرة على القطار، وانحرف بقوة عن مساره، بعدما فشل فى اصلاح العطل، ليلقي 600 شخص حتفهم على الفور.

8- انحراف قطار "سانت ميشيل دى مارين" فرنسا 1917- 700 قتيل: وقع هذا الحادث فى 12 ديسمبر 1917، بعدما انحرف قطار "سانت ميشيل دى مارين" عن مساره، وكانت بمثابة كارثة، حيث كان يقل 1000 جندى فرنسي فى طريقهم للحصول على إجازة، بعد القتال ايطاليا فى الحرب العالمية الولى، وقتل أكثر من 700 شخص.

9-  كارثة "تشوريا" رومانيا 1917 - 1600 قتيل: وقعت الحادثة بمدينة تشوريا الرومانية في 13 يناير 1917، بعدما خرج القطار عن مساره وهو فى طريقه من مدينة اياسي إلى برلند، واشتعلت فيه النيران، وراح ضحيته 1600 قتيل.

10-  سريلانكا 2004 - 1700 قتيل: هى أكبر كارثة فى تاريخ القطارات فى العالم، حيث تسبب إعصار "تسونامى" فى مقتل 1700 شخص، بعدما دمرت موجة تسونامى، التى أعقبت زلزال المحيط الهندى فىى عامم 2004، وأهلكت هذا العدد الضخم دفعة واحدة، بطريقة بشعة.

الإعلام وحوادث القطارات:

في عهد الرئيس مرسي، هاجم الإعلام الرئيس مرسي وقالت أنه المتسبب في حادث القطار فقالت رانيا البدوي : اللي اعرفه اللي يمسك رئاسة دولة لازم يبقي قدها ، ولازم تحط أولويات والحكومة لازم تشتغل علي الكوارث الي بتهدد حياتنا، أما لميس الحديدي: "تقيلة عليك الشيلة يا دكتور مرسي متشيلش".

وقال وائل الإبراشي: "حكومة هشام قنديل تمص دماء المصريين ومرسي والإخوان قتلة الأطفال"، فيما هالجم يوسف الحسيني قائلًا: "دم اللي ماتوا في رقبتك يا مرسي"

وإختلف الوضع في عهد قائد الإنقلاب، فقالت رانيا البدوي: "انا مش بحمل الرئيس السيسي ولا حكومته المسئولية لانه لسه ماسك البلد وواخد تركة مايعلم بيها إلا ربنا ولا تقدر تحمل الوزير المسئولية".

فيما دافعت لميس الحديدي قائلة، "الحكومة مالهاش ذنب.. الغلط على الناس.. كلهم كانوا قاعدين في جنب واحد؛ عشان كده (القطر) مال بيهم وأتقلب "

وعلق وائل الإبراشي، على حادث انقلاب قطار العياط بقوله "لن يكون الأخير"، مضيفًا: "الحكومة كعادتها ستبحث عن كبش فداء علشان يشيل الليلة".

بينما علق يوسف الحسيني علي الحادث الذي وقع أمس قائلاً: "حادث مؤسف وراؤه إهمال، ضمن سلسلة حوادث مستمرة ودايمًا قبل العيد"، فيما تجاهل أحمد موسى حادث العياط.