أجرى الحوار "آيه محسن" - أعده للنشر "فارس أحمد"

 

.أكد الكاتب الصحفي قطب العربي رئيس المرصد العربي لحرية الاعلام أن إعلام اﻹخوان لعب دورا مهما في دعم الرئيس محمد مرسي.وأنه نجح حتى اﻵن في إزعاج سلطات الانقلاب لدرجة أن السيسي لا يترك مناسبة دون أن يشير إلى خطورته .


وأوضح العربي في حديث إلى ن"افذة مصر" أن إعلام الاخوان هو الذي أسقط الهيبة عن قائد اﻹنقلاب عبد الفتاح السيسي وكشف زيف ادعاءاته ووهم مشروعاته.


وأضاف العربي ..قناة "مصر25" كانت ضمن أهم 10 قنوات في مصر وقد سبقت في ترتيبها بعض القنوات المشهورة في ذلك الوقت مثل المحور .


وذكر العربى أن .- الحقيقة أن من حسم المعركة في النهاية ليس هو الإعلام ولا الساسة في جبهة الإنقاذ بل من حسمها هو المدفع والدبابة والمدرعة التي نزلت إلى الشارع لتعلن سيطرة الجيش على السلطة.


كما أشاد العربى بنشاط شباب الإخوان على مواقع التواصل الإجتماعي بقوة وسببوا إزعاجا لسلطة الانقلاب وهو ماظهر في أحاديث السيسي المتكررة، وهذا الاعلام هو الذي اسقط هيبة قائد الإنقلاب .


كما وجه العربى تحية لسلة من الإعلاميين من أبناء الجماعة الذين لم يستسلموا حين اغلقت سلطات الإنقلاب قناة وصحيفة الجماعة والقنوات القريبة منها .


 

من هو "قطب العربي" :
يعمل حاليا رئيسا للمرصد العربي لحرية الإعلام ، وقبلها شغل موقع الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة في عهد الرئيس الدكتور محمد مرسي، كما شغل منصب مدير تحرير في جريدة الوطن ، وقبلها مدير تحرير إم بي سي نت ، وقبلها عمل في دولة الإمارات لمدة 8 سنوات بين جريدة الخليج اليومية وقناة العربية، وقبل ذلك كان مساعداً لرئيس تحرير جريدة الشعب حتى إغلاقها بقرار من المخلوع حسني مبارك في مايو عام 2000 ، وقبلها عمل في الإذاعة المصرية معدا للأخبار في الشئون السياسية، كما عملت في صحف النور ومجلة الدعوة وعملت مراسلا لبعض وسائل الإعلام العربية والإسلامية.


متزوج ولديه ولدان أحدهما يعمل في مجال الإعلام والثاني في السنة النهائية بالجامعة .

 

نص الحوار


1- ما هو الهدف الذى جعل جماعة الاخوان المسلمين الاهتمام بالاعلام ؟
اهتمام جماعة الإخوان بالاعلام قديم قدم الجماعة نفسها فقد أصدرت صحيفة يومية منتصف الثلاثينييات وقبلها وبعدها صحفا اسبوعيية، وكان آخر إصداراتها الرسمية هو مجلة الدعوة التي أغلقها الرئيس الراحل انور السادات عام 1981 ضمن ما عرف بقرارات سبتمبر الشهيرة وظلت مغلقة رسميا في مصر ولكنها عادت للظهور من خارج مصر لعدة سنوات تالية.

ولكن هذا الإهتمام بالاعلام لم يتواصل بالقدر الكافي بعد ذلك وهناك اسباب موضوعية لذلك إذ رفضت السلطات المصرية منح الإخوان ترخيص صحفة او مجلة رغم أنهم أنشأوا شركة مساهمة لهذا الغرض منذ خروجهم من السجون منتصف السبعينات، وأقام الإخوان دعوى قضائية ضد ذلك القرار ظلت في المحاكم لعشرات السنوات مات خلالها عدد من مؤسسي الشركة ، كما رفضت السلطات السماح للاخوان باصدار صحف بتراخيص أجنبية بعد ذلك، وحرمت أبناء الإخوان من العمل في المؤسسات الصحفية القومية وكذا في قنوات التليفزيون المصري الرسمي، ولكن الإخوان نجحوا في إختراق هذا الحصار الحكومي عليهم عبر استئجار رخص قائمة في مصر من بعض الأحزاب او شراء مساحات للنشر في بعض الصحف، ومن ذلك صحيفة الدستور في إصدارها الأول، وصحيفة آفاق عربية والأسرة العربية ولواء الإسلام، وحين دخل الإنترنت إلى مصر كان الإخوان مبادرين لإنشاء مواقع إلكترونية كوسيلة جديدة لكسر الحصار الإعلامي الحكومي عليهم فظهرت عشرات المواقع واصبح لكل محافظة موقعها الخاص، وقد اسهم ذلك بالفعل في كسر الحصار الإعلامي وإيصال صوت الإخوان لقطاعات كبيرة من الشعب، وحين ظهر الفيس بوك وتويتر كان الإخوان سباقون إلى ذلك ايضا ويمكن القول إجمالا إن الإخوان الذين حرموا من الإعلام التقليدي نجحوا إلى حد كبير في الإعلام الجديد بل سبقوا الحكومة وأنصارها في ذلك،

حين قامت ثورة يناير فتحت الباب للإخوان لإنشاء إعلام تقليدي ظلوا محرومين منه لعقود سابقة فأنشاوا قناة  "مصر25"  وجريدة "الحرية والعدالة" اليومية، واصبح للإخوان حضور لافت في القنوات الأخرى سواء الرسمية (قنوات ماسبيرو) أو القنوات الخاصة باعتبارهم رقم صعب لايمكن تجاوزه في اي عمل إعلامي.


2- هل استطاعت الجماعه الوقوف امام الإعلام العالمى الذى أُنشئ خصيصا من اجل اهداف الاستعمار ؟
تواجه الجماعة إعلاما دوليا عاتيا يمتلك أحدث التقنيات وأمهر الكفاءات، وينفق عليه بالمليارات، وليس بوسع الجماعة أن تنشئ إعلاما قادرا على مواجهة ذلك الإعلام الدولي ، ولكنها مع ذلك تحاول إيصال صوتها ورسالتها مستفيدة من كل التقنيات الحديثة، ومستفيدة من كونها صاحبة مشروع حضاري يفرض نفسه على الأجندات الإعلامية المختلفة، ويفدع الإعلام الدولي للتواصل مع الإخوان لمعرفة مواقفهم وسياساتهم تجاه القضايا المختلفة.


3- هل كان الاعلام لدى الجماعه هدف دينى ونشر دعوة أم ثقافة سياسية ؟
الحقيقة ان الإعلام الإخواني كان مهتما بالجانب الدعوي أكثر من إهتمامه بالجوانب الياسية والحياتية الأخرى ولكن حين اتيحت الفرصة لاصدار صحيفة يومية منتصف الثلاثينات فقد كانت الصحيفة شاملة شأنها شأن غيرها من الصحف اليومية حتى وإن كانت الجرعة الدينية فيها أعلى بطبيعة الحال، وحين صدرت جريدة الحرية والعدالة الناطقة بلسان حزب الحرية والعدالة وهو الذراع السياسي للجماعة كانت ايضا صحيفة شاملة شان غيرها من الصحف اليومية وهو ما اتصفت به قناة مصر 25 أيضا .


4 - رغم الاقصاء السياسى  للإخوان إلا أنهم نجحوا فى الاتصال المباشر لدى الجمهور، اذكر لنا نبذة عن الاتصال المباشر ومدى نجاحه فى الشارع المصرى ؟
الاتصال المباشر يقصد به التواصل مع الناس مباشرة ،وجها لوجه لشرح قضية معينة أو إقناعهم بشيء معين، وهو أمضى أنواع الإعلام ذلك انه يحقق نتائج فورية، وقد كان الاتصال المباشر هو سلاح الإخوان القوى الذي برعوا فيه في الوقت الذي فشل فيه خصومهم، فانتشار الإخوان في ربوع مصر بين المدن والقرى والنجوع والكفور منحهم فرصة التواصل المباشر مع الناس وإيصال رسالة الإخوان لهم، ولذلك حين أتيحت الفرصة للناس للإختيار الحر بعد ثورة يناير إختاروا الإخوان في أكثر من استحقاق.


5 - هل تم تطوير الاعلام فى الجماعة ليواكب العصر ؟
مواكبة العصر جرت بالفعل من خلال الإعتماد بصورة أكبر على الإعلام الجديد ( الإلكتروني) عبر الإنترنت، حيث أن هناك حوالي 50 مليون مصري يستخدمون الإنترنت حاليا وفقا للاحصاءات الرسمية، وهذا يعظم اهمية الإعلام الالكتروني، حيث هو الإعلام المفضل لجيل الشباب، وقد نجح الإخوان في دخول هذا المجال مبكرا واستطاعوا تطوير نجاحهم فيه، ومن التجارب الشبابية المستقلة الناجحة هي شبكة رصد التي يتابع صفحتها على الفيس بوك حوالي عشرة ملايين متابع رغم ضعف امكانياتها.


6- رغم التضيق الأمنى على من ينتمى للجماعه ويصل إلى حد المنع من الدخول إلى كليه الاعلام، كيف استطاعت الجماعه إخراج كوادر إعلامية ؟
بالفعل منعت سلطات الأمن عبر العقود الماضية شباب الإخوان من العمل في وسائل الإعلام الحكومية سواء الإذاعة والتليفزيون أو الصحف، وكانت كلما عرفت بوجود أحد سارعت بفصله، ومع ذلك استطاع بعض الشباب العمل خفية في تلك المؤسسات ولم تستطع أعين الأمن الوصول إليهم، ومما يجدر ذكره أنني شخصيا حين كنت اعمل في ماسبيرو منذ مطلع 1987حتى عام 1991 كنت أخفي هويتيي حتى لايعرفني رجال الأمن، وبمجرد أن عرفوا بهويتي تم فصلي من العمل وانتقلت ساعتها للعمل في جريدة الشعب، وكانت الصحف الحزبية والخاصة فرصة جديدة لدخول عدد من الكوادر الشبابية الإخوانية التي تمرست على العمل الصحفي، كما تمكن العبض من العمل في بعض القنوات الخاصة التي ظهرت منذ مطلع الالفية الثالثة.


7- استطاع الاخوان عمل رموز دينية ورموز سياسية هل نحجوا على عمل رموز اعلامية ؟
نتيجة الحرمان الأمني للمنتمين للإخوان من العمل في المؤسسات الصحفية والتليفزيية الحكومية التي كانت تحتكر الاعلام حتى مطلع الألفية الثالثة تقريبا لم يبرز الكثير من الأسماء الصحفية والإعلامية اللامعة كما هو اللحال للمنتيمن للتيار اليساري مثلا والذي كانت الفرصة سانحة لهم مبكرا للعمل في الإعلام، ومع ذلك ظهرت بعض الرموز الإعلامية والصحفية الإخوانية مثل الراحل جابر رزق رئيس تحرير مجلة الدعوة والذي مارس العمل الصحفي مبكرا في مجلة الإذاعة والتلفزيون، والأستاذ محمد عبد القدوس إبن مؤسسة أخبار اليوم.


8-- قناة مصر 25 لم تكن بالكفاءة المرجوه رغم الطاقه الاعلامية لدى الاخوان لماذا ؟
إجابتي على السؤالين السابقين هي أن الإعلام الإخواني ليس محايدا، بل منحازا لفكرته، وهذا ليس عيبا، فهو إعلام رسالي صاحب قضية يدافع عنها، شأنه شأن اي إعلام حزبي، أما الإعلام المحايد فهذا غير موجود إلا في اذهان بعض الأكاديميين، فلا يوجد في مصر إعلام محايد، ربما القصد هنا الإعلام المهني الذي يعتمد بصورة رئيسية على القوالب المهنية والأساليب المهنيية المعروفة في نقل الحدث والتعلق عليه وإجراء التحقيقات الصحفية او التقارير التليفزيونية، والإستماع لكل اصحاب وجهات النظر في القضية الواحدة حتى لو كان هناك إنحياز لوجهة نظر في نهاية المطاف يمكن تمريرها من خلال هذه الشكال المهنية ، وهذا الأمر تتفاوت فيه وسائل الإعلام فبعضها يبرع في إظهار نفسه بالمظهر المهني وبعضها يكون دعائيا فجا.


اما قناة مصر 25 فقد كانت ضمن أهم 10 قنوات في مصر وقد سبقت في ترتيبها بعض القنوات المشهورة في ذلك الوقت مثل المحور، ولكن لأنها حسبت على الإخوان مبكرا فقد اثر ذلك إلى حد كبير على مدى انتشارها ووصولها غلى فئات متنوعة من الشعب المصري.


9 --لماذا يعجز إعلام  الإخوان عن ايجاد اعلاميين متميزين فى مجال الاعلام مثل غيرهم ؟
ببساطة بسبب التغييب القسري للمنتين للإخوان عن وسائل الإعلام منذ الستينات وحتى منتصف التسعينات تقريبا، فهذا التغيبب حرم الجماعة أن يكون لديها نجوم إعلامية كثيرة.


10-ما هو دور المرأة فى إعلام الجماعه ومقدار تواجدها ؟
لم يكن للمرأه  دور من قبل في إعلام الجماعة حين كان تركيزه على الجانب الدعوى ، وكان حضور المرأة يقتصر على صفحات مخصصة للمرأة فقط، لكن منذ نهاية التسعينات بدأت بعض الصحفيات في العمل في صحف الشعب وافاق عربية ومجلة لواء الإسلام ، وبعد الثورة تزايد حضور النساء في الاعلام الإخواني فكانت هناك مذيعات في قناة مصر 25 وصحفيات ميدانيات في جريدة الحرية والعدالة وحتى موقع إخوان أون لاين ، والآن تزايد حضور العنصر النسائي في الإعلام الإخواني المهاجر ، ولكنه يظل أقل من نظيره في الإعلام الليبرالي واليساري الخ.


11- لماذا لم يكن هناك اهتمام رئيسى بالتسويق الإعلامى للرئيس مرسي ودعمه من قبل إعلام الجماعة ؟
هذا الكلام غير صحيح فإعلام الإخوان قدم أقصى ما يمكن من دعم للرئيس مرسي، ولكن الرئيس لايعتمد ولا يصح ان يعتمد فقط على إعلام الإخوان الذي هو متواضع قياسا بغيره، ولكن الرئيس يعتمد على إعلام الدولة الممثل في الإذاعة والتليفزيون والصحف القومية والهيئة العامة للاستعلامات، وللأسف هذه الوسائل الإعلامية القومية لم تكن على قدر المسئولية، ولم تكن قادرة على مواجهة الفضائيات الخاصة بحكم تركيبة الإعلام الرسمي وتركيبة من يديرونه من العائلات التي احتكرت العمل في ماسبيرو لعقود طويلة في ظل الحكم العسكري منذ الستينات، وبحكم أن غالبية قيادات ماسبيرو كانت كارهة للرئيس مرسي وتعمل ضده.


12- -كيف تصدى إعلام الجماعه للإعلام الانقلابي فى محاولتهم لاسقاط الرئيس مرسى ؟
بذل الإعلام المناصر للشرعية جهودا كبيرا لمواجهة إعلام الثورة المضادة، ولكن مليارات الدولارات التي ضختها الدول الخليجية لتقوية إعلام الثورة المضادة مكنته من الصمود، والحقيقة أن من حسم المعركة في النهاية ليس هو الإعلام ولا الساسة في جبهة الإنقاذ بل من حسمها هو المدفع والدبابة والمدرعة التي نزلت إلى الشارع لتعلن سيطرة الجيش على السلطة.


13-بعد الانقلاب تم القضاء واعتقال من ينتمى لمنظومه إعلام الإخوان كيف استطاع اعلام الجماعه تكمله المسيرة ؟
أجد من واجبي توجيه التحية لسلة من الإعلاميين من أبناء الجماعة الذين لم يستسلموا حين اغلقت سلطات الإنقلاب قناة وصحيفة الجماعة والقنوات القريبة منها، فقد سارع هؤلاء الأبطال وعلى راسهم الأخ الأسير مسعد البربري فك الله اسره لإنشاء قناة أحرار 25 والتي بدأت البث فعلا من قلب ميدان رابعة العدوية، وظلت كذلك حتى تم استهدافها يوم فض الإعتصام، ولم يستسلم أولئك الأبطال مرة أخرى فسارعوا للخروج من مصر وإطلاق القناة من بيروت وتم تغيير إسمها لاحقا إلى قناة الميدان، حتى أغلقتها السلطات اللبنانية بتحريض من سلطة الإنقلاب، فعمدت الجماعة إلى إطلاق قناة مصر الآن ومن بعدها قناة وطن، وإلى جانبها ظهرت عدة قنوات داعمة للشرعية ورافضة للانقلاب مثل الشرق ومكملين ورابعة التي تحولت لاحقا إلى قناة الثورة، كما نشط شباب الإخوان على مواقع التواصل الإجتماعي بقوة وسببوا إزعاجا لسلطة الانقلاب وهو ماظهر في أحاديث السيسي المتكررة، وهذا الاعلام هو الذي اسقط هيبة قائد الإنقلاب ، وفضح مشروعاته الوهمية الفنكوشية بدءا من جهاز الكفتة وتفريعة قناة السويس والمؤتمر الاقتصادي، والعاصمة الجديدة والمليون وحدة إلخ.