د/ إبراهيم كامل 


الحمد لله القائل في كتابه "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون* نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون " والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو حبيبك -صلى الله عليه وسلم- كان لا يفتُر لسانه عن هذا الدعاء " يا مُقلِّب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك " رواه  الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - وصححه الألباني في صحيح الجامع . ولاينال حُسن الخاتمة إلا من أخلص أقواله وأفعاله كلها لله ولهذا نرى ديدن الصالحين ودأبهم هو الفوز بحسن الخاتمة  وأما دعاء حسن الخاتمة فهو ما أخرجه أحمد والبخاري في تاريخه عن بسر بن أرطاة قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. قال ابن كثير: وهذا حديث حسن وأخرج أحمد والبخاري في الأدب والنسائي والحاكم وصححه عن رفاعة بن رافع الزرقي عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه " اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين " ويشاء العليم القدير حيث كنت استمع لأنشودة فضيلة المرشد " حاسب نفسك حاسب " حيث تدمع لها العين ويرق لها القلب والتي نصح فيها أبناء الدعوة والشرعية بمكارم الأخلاق والتنزه عن الترّهات وحب معالي الأمور وكراهية سفسافها وأن يكون صاحب الدعوة نقيا تقيا لآيأتي لأحد بسوء ولايمشي بين الناس بالنميمة تزول الجبال ولايزول وإن جحد الجاحدون وتآمر المتآمرون.

 وفي نفس اللحظة أتأمل صورة الطيب أردوغان وهو يصلى الفجر في الجماعة الأولى مع مستشاريه بعد سويعات من فشل الانقلاب المفضوح ، فصاحب الأنشودة من أجل مبادئه ودعوته ودينه نال النصيب الأكبر من أحكام الإعدام الجائرة الكافرة في سجون مصر وماأدراك ماسجون مصر وهل ذُكر السجن في القرآن الكريم إلا في مصر وأما الرئيس أردوغان لم ينشغل عن فريضته لأن الله عز وجل اوْلى أن يُشكر على حفظه للعباد والبلاد من سائر الانقلابيين المنافقين والمرجفين فيها
وفي واد سحيق يخرج علينا الداهية " حسان " يلبس مسوك الضأن ليحدث الناس بصوته الذي يخنق المؤمنين ويتمتع به المنافقون  أويكتب لهم مايمليه عليه مخابرات الانقلابيين وأجهزتهم وفي هذه المرة يريد بمبادرته الخبيثة " تهيئة الأجواء " وفي هذا الوقت المدروس بدقة فائقة كي ينشغل أهل الشرعية عن شرعيتهم وأن يتثاقلوا عن دينهم ودولتهم خاصة مع الانهيارات الجارفة التي عصفت بالبلاد والعباد حتى اعترف مترفوهم بذلك فمابالك بفقرائهم وانحاز كثير من الناس للشرعية ولوبخطوات الخجل والندم.

لكني تذكرت بعضا من الأحاديث القدسية مع اختلاف أسانيدها :

"عبادٌ لي يلبسون للناس مُسُوك الضأن، وقلوبهم أمرُّ من الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، يختلون الناس بدينهم، أبي يغترُّون، أم علي يجترئون؟ فبي أقسمت: لألبسنَّهم فتنة تذرُالحليم فيهم حيران" رواه ابن عساكر بسند حسن عن عائشة في الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية.

" إن الله تعالى قال: لقد خلقت خلقاً ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، فبى حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيران، فبى يغترون أم علىّ يجترءون ) أخرجه الترمذي في سننه وذكره الألبانى في ضعيف الجامع الصغير

" أنزل الله في بعض كتابه وأوحى إلى بعض أنبيائه: قل للذين يتفقهون بغير الدين، ويتعلمون لغير العلم، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة، ويلبسون لباس مسوك الكباش، وقلوبهم قلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرّ من الصبر. إياى يخدعون؟ أو بى يستهزءون؟ فبى حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران ) كما في كنز العمال ج10/29045، وفي الاتحافات "ضعيف"

 " إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي فيقول وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده رياء بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك رياء الناس قال لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي قال بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك من أردت به أردت به ذكرك ووجهك قال صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة ) ضعفه الألباني في الترغيب والترهيب .

ولاأحب الرد على هذا الداهية فقد أخذ مايكفيه من أهل الحق والشرعية ولكن لي بعض الوقفات حيث نراه لايتورع عن غيِّه ويبدوا أن قلبه لايزال محترقا على طول أنفاس أهل الحق والشرعية وحسن ثباتهم

الوقفة الأولى : كلاكيت سادس مرة فماذا بعدها أيها المصلح إلا أن تكون المستشار الديني الجديد للقزم ابن اليهودية وإليكم المبادرات والمهاترات التي يخرجها هذا الحاوي من جعبته بحسب أوامر السحرة :

1 - مبادرة حسان لوقف معونة أمريكا فبراير 2012 والمعروفة بمبادرة في حب مصر والتي نُهِب من خلفها ( 60 مليون جنيه ) والحجة على الراوي في جريدة الموجز بتاريخ 1 يونيو 2016 بعنوان تلميذ محمد حسان يكشف حقيقة استيلائه على المبلغ أعلاه (وحتى ينطلي علينا أن العسكر شرفاء لايخضعون لأمريكا)
2 - مبادرة لم الشمل مع القوى السياسية يناير 2013 ونجح بالفعل بلم المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ليردهم إلى حظيرة  الخراب والإفلاس المسماه بجبهة الإنقاذ وتشابه البقر علينا وستر الله مصر وسلَّم رئيسها المفترى عليه ألا وهو فخامة الرئيس الشرعي لمصر الدكتور المهندس محمد مرسي وهذه من أكبر أخطاء فخامته خاصة أنه كان أمينا مع خائنين وعادلا مع ظالمين وصادقا مع كاذبين أفاكين  ومتساهلا متسامحا مع لصوص سارقين وخلوقا مع فاجرين عاهرين وكان عليه أن يقطع رقبة كل من أراد أن يشق عصا المسلمين أويخرجوا على إمام تمت بيعته وحدث ماحدث في قصر الاتحادية بفعل هؤلاء السحرة
3 - مبادرته الخادعة الكاذبة بعد الانقلاب المشئوم وخاصة بعد علمه بفض الاعتصام وسأترك الدكتور صفوت عبدالغني يتكلم لأنه كان ضمن وفد العلماء المشكل وأعلن هذا الكلام بتاريخ 1 فبراير 2014 من باب إبراء الذمة " حيث زادت افتراءات كابتن حسانكو" على تحالف دعم الشرعية وهذيانه في المساجد
والكلام الآن على لسان الدكتور صفوت :
البداية اجتماع حسان مع المقرب إليه جدا ممدوح شاهين وأعلن حسان عن مبادرته بعد اللقاء مع ممدوح شاهين والتي أسقط فيها الشرعية وأهدر فيها كرامة التسعين مليونا من المصريين وتمثلت مبادرته اللئيمة في الآتي :
خروج جميع المعتقلين بعد 3/7/2013 – إطلاق سراح الرئيس مرسي وعدم الملاحقة القانونية له في الداخل والخارج – رفع الحظر عن جميع القنوات التي تم إغلاقها- عودة دستور 2012 – تفعيل مجلس الشورى – تعيين حكومة مؤقتة مع الطرطرو عدلي منصور – حق الإخوان والحرية والعدالة في المشاركة السياسية – إعطاء الحصانة لكل من شارك في الانقلاب من الملاحقة الأمنية داخليا وخارجيا – فض جميع المظاهرات والاعتصامات حتى إجراء انتخابات في موعد أقصاه 90 يوم من تاريخه .
بعد ذلك اجتمع الداهية بوفد تحالف دعم الشرعية وتمسكوا بعودة كل الأمور على ماكانت عليه ومحاسبة القتلة وأول الشروط عودة الرئيس الشرعي الدكتور مرسي وسرعان ماعارض حسان هذا الشرط بحجة رفض المجلس العسكري ( الانقلابي ) هذا الشرط بالذات ثم طالبوا حسان من البداية بعدم الخوض في هذا المضمار لأنهم عسكر لايجدي معهم شيء ولما صمم حسان على مواصلة مشواره طالبوه أن لايقوم العسكر بفض الاعتصام لحين الخروج من الأزمة وإيجاد حل عادل خاصة بعد قتل الأبرياء والدماء التي أُسيلت في مذبحة الحرس والمنصة ورمسيس وغيرها .
وبعد الاجتماع بالمجلس الانقلابي العسكرى كانت خلاصة ماقاله " القزم السيسي "  بنفسه للوفد بمن فيهم حسان الذي لم ينطق أويتفوه بشي أويدافع عن الإسلام المفترى عليه : نوافق على عدم الفض بشروط :
 عدم خروج مسيرات من الاعتصامات – تواجد المعتصمين على الرصيف فقط – فتح الطرق بشكل كامل لحركة السيارات – السماح بالتواجد الأمني داخل الاعتصامات – عدم الإفراج عن المعتقلين ثم قال السيسي بنفسه لحسان ومن معه " ليس هناك بمايسمى بالمشروع الإسلامي وهو شخصيا لن يسمح لأصحاب المشروع الإسلامي أن يتولوا السلطة ولن تعود القنوات الدينية لأنها محرضة لكني سأسمح لقناتك " الرحمة " فقط بالعودة  وهنا انتهى كلام الدكتور صفوت بعد تلخيص شديد غير مخل ( موقع عربي 21 ).
4-خروج حسان على الشعب يناير 2014 بأحقية المجلس العسكري ( الانقلابي ) فيما فعله وأن الجيش السد المنيع لمصر وأن القزم السيسي إمام متغلب والذي يريد تدمير الجيش يريد الخراب لمصر... الخ
5-مبادرته في قبراير 2015 باستعداده للذهاب لسيناء للقضاء على الإرهاب ووضع ثلاث محاور ( دعوية / تنموية/ أمنية ) لكن كان رد الأجهزة الأمنية أكثر صدمة لواحد من أهم أوراقها حيث كانت الرسالة " مبادرتك مرفوضة ولن يسمح لك بالتدخل أوزيارة سيناء .
6-مبادرة تنقية الأجواء بتاريخ أغسطس 2016 في الذكرى الثالثة لفض الاعتصام بالقوة وقتل الساجدين والراكعين السلميين على أن يقوم بدفع الدية الأثرياء من دول الخليج ووالله مابقيت قطرة حياء في وجه هذا الداهية " يقتلون القتيل ويمشون في جنازته " ولقد أسقطكم الله تعالى من أعين الناس زيادة في المهانة ألاتستحيون من الله تعالى ... ألاتخافون الله عز وجل ... هل أنتم من طائفة الدهريين القائلين " ومايهلكنا إلا الدهر " وقالوا " إن هي إلا أرحام تُدفع وأرض تبلع " لايؤمنون بيوم البعث ولابيوم الوقوف بين يدي الله تعالى ؟ سنكمل معك ياكابتن حسانكو الشوط الثاني في المقالة الأخرى ولعل الله أن يهديك بين الشوطين ويهدينا إلى سواء السبيل لكن هذه كلمات ستقلق مضجعكم ( لااستسلام – لاتفاوض – لامساومة)

فإما أن نعيش أحرارا أونموت كراما وحتى يُظهر الله هذا الدين بعز عزيز أوبذل ذليل

 والله أكبر ولله الحمد
 
 
 

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي نافذة مصر