د/ إبراهيم كامل
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
 

الحمد لله عالم السر والجهر، وقاصم الجبابرة بالعز والقهر أحمده على نِعَم لا تُحصى عددًا، وما أقضي بالحمد حقًّا، وأشكره ولم يزل للشكر مستحقا فهوأحقُّ مَنْ شُكِر وأوْلى مَنْ حُمِد، وأكرم مَنْ تفضَّل وأرحم مَنْ قُصِد أقرُّ بأنه مالك المُلْك يؤتي المُلْكَ مَنْ يشاء وينزع المُلْكَ ممَّن يشاء والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وبعد
يقول الله تعالى "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ " فبذلك فلتفرحوا " بالتاء ; وهي قراءة يزيد بن القعقاع ويعقوب وغيرهما .
كل مسلم سليم العقيدة صحيح العبادة محب لإخوانه المسلمين في كل مكان حق له أن يفرح برحمة الله تعالى وبقدرته وقوته وحفظه للشعب التركي المسلم الذي لولا الله تعالى ثم هذا الشعب الذي اتحد لمصلحة بلده بغض النظر إلى أي حزب ينتمي لطٌمست معالم الدين في هذه البلد العجيب الطيب أهلها فقد سترهم الله تعالى بدعوة مطرود من بلده أوبدعوة لاجئ أوبابتهال شيخ من داخل غزة الأبية لأن تركيا هي الحاضن الأكبر لكل مظلوم أومكلوم أومشرد
كل مسلم مخلص لدينه ويغار عليه قد انخرط في البكاء الشديد عندما علم بالانقلاب العسكري الغاشم ( وماأدراك ماالعسكر ) خاصة عندما يستمع إلى شماتة الانقلابيين في مصر السجينة في حوار مع الكاتبة التعيسة الفاجرة الكويتية المسماه بفجر السعيد -  بضم الفاء وهي الأوْلى من فتحها – عندما تتحدث بشماتة " هتحصل مرسي ياأردوغان ... خدوا مرسي وهاتوا أردوغان ... وهنسمع بعد شوية تسلم الأيادي وبشرة خير بالتركية " ولكن الله سلَّم سبحانه وتعالى حتى أفْرح الله تعالى عباده الصالحين وأضحكهم وسبحان القائل في كتابه " وأنه هو أضْحك وأبكى " فاستشعرت اليوم الآخر ومايحدث فيه للمؤمنين حيث سيضحكون ويفرحون وأما المكذبون الانقلابيون  سيغتمون ويبكون . قال الحسن : أضحك الله أهل الجنة في الجنة ، وأبكى أهل النار في النار . وقيل : أضحك من شاء في الدنيا بأن سره وأبكى من شاء بأن غمه وقيل لعمر : هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال : نعم ! والإيمان والله أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي " انظر تفسير القرطبي للآية " . وبينما كنت أُعيد سماع الحوار بعد فشل الانقلاب الدقيق المحسوب بالثانية والتي صُرِف عليه مايزيد على 3 تريليون  لنفس التعيسة المذكورة وشماتتي فيها وفي أمثالها من كلاب الإعلام الانقلابي والقلم بيدي اليمنى والأخرى تحمل ورقة لأكتب لنفسي رسالة بعنوان " ماذا لوكنت مكانها ؟ " لكنني استشعرت صرخة قوية زلْزَلَتْ  بها مابقي من جسدي الذي كاد أن تتفكك أوصالة عند سماعي لخبر الانقلاب الفاشل - لولا تثبيت الله لعباده -  وسرعان ماتناسيتُ صيحتها وشرعتُ في الكتابة فإذا بها تصيح صيحة هي أكبر من أختها وتقول أنا أمك مصر السجينة المغتصبة ألاتسمعني .. ألايسمعني أبنائي وأنا الحرة رغم القيد في يدي .. وأنا العفيفة الطاهرة رغم اغتصابي .. وأنا المكرمة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. ثلاث سنوات حالكة السواد وأنا خلف سجون الفراعنة السيسيين  يشاركني الحبس الأحرار من أبنائي البارين بأمهم والذي يتزايد عددهم كل ساعة كلهم قدموا دماءهم وأنفسهم وأموالهم وأبناءهم من أجلي فأنا المسلمة الحرة الأبية ... ألايستيقظ المخدرون من أبنائي وبناتي ... أنا مصر  أمكم جميعا مسلمون وأقباط فقد ولدتكم من بطني وأرضعتكم من نيلي وأفطمتكم على عشقي وأطعمتكم من ثمري وكسَوتكم بلوني وزرعت فيكم النخوة والرجولة والغيرة على الدين والعِرض والأرض ودربتكم على العزيمة والإرادة والدفاع عني عبر القرون الماضية والرياح العاتية ... أنا مصر الذي أكرمها الله ومنَّ عليَّ بنيلها الذي هو من أنهار الجنة وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنهار الجنة حديثا واضحاً بينا، ففي إسرائه صلى الله عليه وسلم " رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل، ما هذه الأنهار؟ قال: أما النهران الباطنان: فنهران في الجنة وأما الظاهران: فالنيل والفرات " رواه مسلم  . أصيح في أبنائي المغيبين السذج الذين لايزالون مصدقين لكلاب العسكر ... ألايسمعونني ألايصدقونني بأن زبانية العسكر ومن معهم من أذرع الانقلاب قد داسوا على شرفي واغتصبوني أنا وبناتي العفيفات الطاهرات الحافظات لكتاب الله تعالى وسجنوا الأحرار الأبرار من العلماء والمهنيين والطلاب ... ألم يسجنوا ولدي الحر الذي اخترتموه رئيسا لكم فهو حافظ لكتاب الله يحمل الدكتوراة ويخشى الله وأراد أن يتحرر من تبعية اللئام من دول الغرب الذين يعملون لحساب الصهيونية العالمية وكلاب العسكر هم المنفذون الحقيقيون لأجندة هؤلاء الفجرة الكفرة ... ألايفكر هؤلاء أن يعودوا لرشدهم ويلتفوا حول شرعيتهم يدا واحدة ليأخذوا حقهم بقوتهم كما فعل إخوانهم الأتراك بالأمس ولم ترهبهم دبابات الانقلابيين ولاطائراتهم ولامدافعهم فقد استمعوا لنداء رئيسهم وخرجوا عن بكرة أبيهم حاملين أكفانهم على أيديهم ... ألم يقرأ هؤلاء المغيبون قول الشاعر عبدالله التميمي 
أخبرني متى تغضبْ ؟؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قتلت شهامتنا .. إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ ؟؟
ثم صاحت صيحة الثَّكلى وقالت بصوت كله حُرقة " ياميلة بختي يااولادي " وكأنني أستشعر تسابق المعتقلين الأحرار يكفكفون دمعها ويواسونها ويطلقون بسمات الأمل لها وبصوت واحد قالوا أنت أرض سيف الدين قطز ونور الدين محمود وصلاح الدين والعز بن عبدالسلام والمجدد الإمام حسن البنا ... ثم قالت لهم أما علمتم مالذي حدث بالأمس حيث تغيرت عقيدة الجيش كله إلا مارحم ربي واتخذوا المسجد هدفا لرصاصهم وقنابلهم ولم يتجرءوا أن يفعلوا ذلك مع كنيسة وإلاقامت القيامة على هؤلاء المجرمين الانقلابيين فقلت لها ياأماه لقد اقترب النصر لامحالة رغم الفوارق الشاسعة بين الحال في تركيا وبين حالك وبهدوء أذكرها لك
أولها : مصر إسلامية وتركيا علمانية بحكم الدستور لكنهم يقبلون على الإسلام بشغف شديد والحرية مطلقة بينما في مصر الويل كل الويل لمن صلى وصام وكان المسجد ديدنه فسجنوا الشيوخ وأطلقوا الزناة والسكارى والسرَقة والخونة 
ثانيها : دور المسجد في تركيا كان له النصيب الأكبر لنصرة أهل الحق بقيادة أردوغان حيث فُتحت كل المساجد وارتفع الأذان والتكبير والتهليل وتحفيز الناس للخروج دفاعا عن الحرية والديمفراطية والناس في المساجد بين راكع وساجد ومتحرك وساكن وشاك همه لله بأن لايمكن لالانقلابيين أبدا فهزم الله الانقلابيين وأما في مصر لم يكن المسجد سوى آلة وماكينة تفريخ لكلاب العسكر المسعورة وخاصة حزب الضلالة والزور ومن والاهم من كبار المنافقين السلوليين  .  
 ثالثها : ياأماه ماسقط الانقلاب في تركيا إلا من خلال نزاهة وزير الدفاع ورئيس الأركان والشرطة والقوات الخاصة وغيرهم من الشرفاء وكذلك أحزاب المعارضة الذين أثبتوا إخلاصهم لبلدهم رغم الاختلاف الكلي في وجهات النظر مع الحزب الحاكم والشرفاء من القادة العسكريين  رغم تصويب المسدسات إلى رءوسهم لكنهم كانوا رجالا فلم يبيعوا دينهم بدنياهم ولم يبيعوا بلدهم ولوبتريليولات العالم كله  بينما في مصر كان المجلس العسكري كالكلب المسعور يجري خلف فتات المال وباعوا دينهم – هذا إن كان لهم دين من الأصل – وكان هذا المجلس  مهيمنا على الجيش متسلطا عليه ومن اعترض طريقهم لايزالون في غيابت السجن وتسابقت كل الأذرع من الشرطة والقضاء والحرس الجمهوري والإعلام لتشويه الإسلام والمسلمين وهذا هو حقيقة الوضع حيث لم يفكر أي ذراع من هذه الأذرع في الوقوف جنبا لجنب مع فخامة الرئيس محمد مرسي ولم يذكروا له محمدة واحدة من إنجازاته العظيمة في الداخل والخارج كل همهم كروشهم وأن لايصل أحد إلى ملفاتهم السوداء التي كانت كفيلة بإعدامهم جميعا وعطلوا كل الدوائر وصنعوا الأزمات لدرجة أنهم كانوا يرمون بالبنزين والجاز في الصحراء حتى لاتصل إلى محطات البنزين  ولقد كان الرئيس مرسي حقا قويا فأرهب خونة الخارج ووضع يده على عش الدبابير في الداخل وهيجهم خوفا ولذلك سارعوا لتكوين جبهة الخراب التي حلت على مصر وأهلها وكان أكثرهم خوفا وهلعا كلاب المجلس العسكري فهم الحيتان الحقيقيون المسيطرون على البلد ومن يعترض طريقهم قتلوه وحرقوه كما رأينا ولازلنا نرى إجرامهم .
رابعها : إعلامية في قناة صغيرة كان يهمها مصلحة بلدها والوصول إلى رئيسها الشرعي لمعرفة الأحداث وكان لحديث الرئيس الطيب أردوغان عبر التليفون له الأثر البالغ في إفشال الانقلاب ودحره للأبد رغم وابل القنابل التي كانت تحيط بالفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس ورغم التنكيل الذي كان ينتظر المذيعة أيضا بينما نرى الفاجرات تتشابه قلوبهم وألسنتهم طعنا في الدين وطعنا في الشرفاء وتجميل الوجه القبيح للانقلاب الغاشم ووأْد لأول حكم مدني ديمقراطي اختاره الشعب  .
خامسها : قوات الجيش بدءا من القزم السيسي ومن معه هم أولا وأخرا من حثالة الناس وهم بشر ولايملكون قوة شمشونية أوخارقة للعادة ورأينا لأول مرة في التاريخ القديم والحديث أن قوات الشرطة في تركيا هي التي تلقي القبض على الانقلابيين من كلاب العسكر ولووقفت الشرطة بجوار رئيسها الشرعي فخامة الرئيس محمد مرسي لتغير الحال وتبدل ولفهم الشعب حقيقة وخداع العسكر عبر عقود من الأزمنة والعجيب أن من اختارهم الرئيس هم أول من عضوا يده التي امتدت لهم بالخير والعطاء وكانوا كلابا مسعورة لاتعرف شفقة ولارحمة وميدان رابعة والنهضة ورمسيس وغيرهم هم شهود عدول على إجرام الانقلابيين في مصر لكن الشعب التركي أثبت أنه أقوى من الدبابات والمدافع والطائرات فانهارت قوى الغادرين .
سادسها : أن الشعب التركي جرب الحرية والديمقراطية الحقيقية الذين يتنعمون بها في ظل حكم حزب العدالة وبين حكم العسكر الغاشم الذي لم يرحم شيخا ولاطفلا ولاترى للإسلام أثرا سوى السجود والركوع لأتاتورك الملعون فانتفض هذا الجيل رافضا العودة لحكم العسكر بينما كلاب العسكر وأذرعته استغلوا سذاجة البسطاء من المصريين وسطحيتهم فلاهدف لهم في الحياة سوى الأكل والشرب والمهانة لأنهم تحت وطأة وبيادة العسكر منذ عقود طويلة من الزمن والآن نرى المجرمين من العسكر شروهم جميعا بثمن بخس ودراهم معدودة وضحوا بالمنافقين الذين ساندوهم .
وهنا استوقفتني أمنا مصر قائلة لي يابني سأذكر لك قصة للتاريخ فقط حيث كان للدم المصري مكانة حتى وإن ماتوا خارج موطني ففي عام 1920 إبان اشتعال الثورة في البلاد سنة 1919 كان مجموعة من الطلاب المصريين في منحة تعليمية حيث ركبوا القطار من إيطاليا لكن اصطدم القطار ومات أحد عشر طالبا وجيء بهم إلى مصر فاستُقبلت جثثهم استقبالا رهيبا واشتركت في جنازتهم جميع طوائف البلاد المسلم والقبطي وكتب فيهم الشاعر أحمد شوقي قصيدة رثاء قال في مطلعها
ألا في سبيلِ الله ذاكَ الدمُ الغالي
وللمجدِ ما أبقى من المثل العالي
وبعضُ المنايا هِمّة ٌ من ورائِها
حياة ٌ لأَقوامٍ، ودُنيا لأَجيال
أعينيَّ، جودا بالدموع على دمٍ
كريمِ المُصَفَّى من شبابٍ وآمال
ثم ختم القصيدة بروائع شعره قائلا
لئن فات مصرا أن يموتوا بأرضها  
لقد ظفروا بالبعث من تربها الغالي
فقلت ياأماه لوكان شوقي حيا لكان ضمن المعتقلين لرثائه شهداء الحرس والنهضة ورابعة وغيرها ولوكان حيا لهجي كلاب العسكر لكني أريد أن أبشرك ياأماه بأنه لابد للفجر أن يبزغ وللباطل أن يُدمغ وللحق أن يحكم وهنيئا لك ابناؤك من أهل الشرعية الذين لم يهدأ لهم بال ولايقِر لهم جفن ولايتلذذون بنوم حتى يعود الحق لأهله وأن يطلقوا سراحك وأن يطلقوا صوتك الذي كممه الطغاة من كلاب العسكر وماالنصر إلا من عند الله .أماه هؤلاء الانقلابيون يعيشون في ذعر وهلع وخوف خاصة بعد سقوط الانقلاب في تركيا حيث كان أمل العالم الغربي الانقلابي معقودا عليهم لكن الله تعالى سلم ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وليس بيننا بين غد إلا سويعات يسيرة هي إعداد للنصر القريب لأنهم الآن فقدوا الثقة  بأنفسهم ولايأمن بعضهم بعضا فهم يترنحون منذ زمن لكن سقوط الانقلاب في تركيا عاجلهم بالإعدام القريب وماأظن ذكرى رابعة والنهضة ستمر بسلام عليهم ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
 

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع