حنان السيد :


شئ من الألم يعتصرنى . ويمزق أحشائي .عندما أصحوا يوما مفزعة على صرخات وأنين المرضى وهم يحرقون أحياء رائحة الشواء تخرج من أجسامهم .

صرخات تدمى القلوب . استغاثات من يمسك بيدك ويقول لك بعينه لا تتركنى هنا سوف أحرق حيا .

صوت أقدام الجنود تأتى خلفى أجرى وابحث عن مكان أختبئ فيه أختبئ ؛لأرى بأم عينى قتل عمد فى القلب رؤس تقلع من أجسامها أجسام تتطاير ؛ فتيات تغتصب دماء تسيل وتسيل

أبحث عن منفذ لأتنفس أصرخ أمسك بيد إخوتى أسحب وأسحب من أستطيع . وفى لحظه أصحوا ودموعي منهمرة وصرخاتى تعلو أقوى من صرخاتهم وفى أذنى ( لا تتركينا )

أصحوا على صوت الأذان الله اكبر الله اكبر يرتاح قلبى بسماع الأذان ويطمئن عندما أدرك أن الله اأكبر منهم جميعا ؛ وهكذا الحال كل يوم منذ مذبحة رابعة لا ينتهى ولا ينقطع كيف لى لا أتركك

أبحث عن معنى الكلمه لأجد لها معانى كثيرة وتفسيرات أكثر .لا تتركينا فلا تتركى طريقنا استمرى حتى تكملى مشوارا بدأناه بأيدينا ، تسأل نفسك وكيف لا اتركك وما هى الطرق الكثيرة


طرق ؛ لا تخرج عن سلمية الثورة ومنهجها ؛ ولا تتعدى الحدود لتقلب المسار ليكون عكس المستهدف .لو نظر الثائر الحر إلى نفسه لوجد عنده امكانيات وأدوات كثيرة لإسقاط الانقلاب

ومن أهم هذه الادوات الكلمة

قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -: «بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)

إن الكلمة ؛لها أعظم الأثر فى حياة الإنسان فهى تغير مجرى حياته وتغير تاريخ أمة .إذا خرجت بإخلاص وهدف وفى وقتها ، فهى سلاح من سلاح المقاومة ،أن تكون قوى الكلمة ثابت الخطى

لا تتراجع عن موقفك ؛ تعرف كيف ومتى ولمن تلقى الكلمة؛ ولمن تكتبها فلا يستهبن أحد بأى كلمة مكتوبة أو مسموعة ؛ فهى أقوى سلاح لمحاربة عدوك ؛ وهى مفتاح من مفاتيح معركة الوعى

. من كان لديه ملكة الكلمة ؛ إلقاء كانت أو كتابة فهى سلاح بين يديه ؛ وأحيانا كثيرة تكون واقعها وسهامها أكبر من حد السيف ؛

فالكلمة هى رسالة إلى القلب والعقل ، وسبيل الوصول إلى الإقناع والتفاهم ؛وهكذا الكلمة ؛ يجب أن تكون لإعلاء كلمة الله ؛وراية الحق ؛ فهى نوع من أنواع الجهاد

كما جاء فى الحديث (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أحمد وأصحاب السنن ؛ فالمسلم ؛الحق؛ إذا رأي باطلا فمن حق الإسلام عليه أن ينكر ذلك الباطل بقدر استطاعته.

المقاومة بالفن ؛من أجمل ؛ وأرق ؛ أنواع؛المقاومة؛ فهى ان أتقنت كان لها الأثر الكبير فى النفوس؛ فهى أقوى من ألف كلمة فالفن . يلامس القلوب ؛ويدغدغ المشاعر؛ ويهيج النفوس ويحركها

والأناشيد الثورية وأناشيد المقاومة لها أثر كبير على تهييج كيان الانسان وتحريك القوة لديه .ومن ثم تحديد هدفه فعلى المقاوم بالفن سواء ؛ منشد أو شاعر أو مبدع أو رسام أن يحدد هدفه

ويعرف كيف يحرك الجمهور فهو يتلاعب بصوته مع الكلمات وقوة أدائه ،فتكون النتيجة أروع ما تكون

الثبات ؛على الحق من أقوى ؛ أنواع سلاح ؛ المقاومة ؛ فمهما كانت لديك جميع الأسلحة ولديها القوة على محاربة عدوك وليس لديك قوة الثبات فلا قوة لديك


إن أهل الحق في كل زمان ومكان هم أعظم الناس صبراًَ على أقوالهم ومواقفهم ومعتقداتهم، وإن أصابهم فى سبيل الله ما أصابهم فهم أصحاب عقيدة وتربية نشؤوا عليها وقوة إبمانهم ترسخ الثبات


فى قلوبهم يقين فى نصر الله ؛ ووعدة وثبات على الحق ؛ فهم يدركون مدى الحرب على الإسلام وأنهم جنود لله وأنهم يحملون لواء الاسلام ؛ولأن القلوب تتقلب، فقد كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يسأل ربه الثبات على الحق:

"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فدائما يلجأ الإنسان إلى الله بأن يربط على قلبه ؛ ويثبته فما يتعرض له الثائر يفوق طاقة البشر ولكن الاستعانة . بالله . والصبر . والاحتساب .والتضحيه

وقبلهما ؛الفهم < الصحيح ؛لدوره فى المجتمع يجعله قوى شجاع فارس ثابت كالجبال لا تهزه الرياح صامد فى وجه التحديات والصعوبات


قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: أما أهل السنة والحديث فما يعلم أحدٌ من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده، بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك، وإن امتحنوا بأنواع المحن،

وفتنوا بأنواع الفتن. إن ثباتك على الحق يجعل منك قائدا لغيرك فهو ينظر إليك أنك قدوة لهم فيسير على نفس الدرب وأن تقوم بدورك فى نشر التفاؤل واليقين فى نصر الله

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله واصفاً شيخه ابن تيمية رحمه الله: وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحاً وقوة ويقينا وطمأنينة.

وليعلم الثائر الحر؛ أن وعد الله حق ؛ وقد وعدنا ؛بالنصر والتمكين ؛ فى الدنيا والفوز بالجنة فى الآخرة ؛ فكن على ثقة ويقين من نصر الله ؛ حتى إن كنت وحدك ؛فقف مثل الأسد يدافع عن عرينه لآخر نفس.

 


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع