خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي

صدر تقرير رئيس وزراء بريطانيا عن جماعة الاخوان المسلمين في ظل ظروف حرجة تمر بها الأمة الاسلامية عامة وجماعة الإخوان المسلمين خاصة.
فقد جاءت كلمات التقرير مطاطة وتحمل أوجه كثيرة ، كما أنها إفتراضية وتفتقد إلي الدليل ، وتستخدم بعض أسانيد القياس والاحتمالات والاستنتاجات .
لم يبني التقرير علي وقائع وأدلة قطعية، لذا فقد جاءت نتيجته غير محددة وواضحة، إلا أنه مرضي لبعض الدول التي كانت تسعي لأن يكون لبريطانيا موقفاً مؤلماً تجاه جماعة الاخوان ...
وحيث أن التقرير  يفتقد الموضوعية ولا يستند علي أدلة واقعية فقد بدى بألوانه الرمادية حتي ينظر إليه من أراد بزاويته المناسبة لهواءه أو ما يصبو إليه..
ولذلك فإنك تجد حكومات بعض الدول في حالة فرح داخلي لإظهار الإخوان المسلمين لهم صلة ( وان قيل أنها غير مباشرة) بالإرهاب .
وتجد دولاً أخري تنظر علي التقرير أنه والعدم سواء.
أما مؤيدو جماعة الاخوان فينظرون علي التقرير بمدي تعمق أحدهم في تحليله دون الآخر لعدم وضوح نتيجته النهائية.
وكثيرٌ من الإخوان المسلمين يرون أن هذا التقرير جاء إصداره في وقت غير مناسب ، ويخدم دولة العسكر وحكومته الانقلابية، بالاضافة إلي أنه يضع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين موضع الشبهة والإتهام بلا دليل، ويؤهل أطرافاً معادية لهم بإستغلاله في غير طريقه الصحيح.

وإننا سنعرض بعضاً من بنود التقرير مع تعليقنا بين قوسين.
فمما جاء في التقرير:
-  الإخوان جماعة سرية عابرة للحدود لها صلات في المملكة المتحدة وداخل وخارج العالم الإسلامي.
( لفظ "عابرة" لا يصح أن يذكر في تقرير دولي لا يستند ألي أدلة دول أخرى).

-  النصوص المؤسسة للإخوان تحدثت عن التطهير الفردي وهدفهم النهائي هو الوصول للخلافة الإسلامية!!
( فما الذي يعيب جماعة بحجم الاخوان أن يكون لها أهداف محددة ما دامت وسائلها لا تتعارض مع القوانيين والمواثيق الدولي؟).

-  الإخوان يرون المجتمعات الغربية منحلة وغير أخلاقية، وهي رؤية نابعة عما يمكن اعتباره مشروعا سياسيا.
(جملة إعتبارية، استنتاجية).

-  بعض قطاعات الإخوان لديها صلات غامضة بالعنف، واعتمد الكثيرون على فكر الإخوان وتنظيمهم كمعبر للتطرف.
(كلام إفتراضي يفتقد الدليل).

-  يعارض الإخوان "القاعدة" لكنهم لم يدينوا استغلال جماعات عنيفة لأفكار سيد قطب، أهم رموز الإخوان الفكرية.
(وهذا يتعارض مع بيانات الإخوان الصادرة والتي ترفض فيه العنف ومن ينتهجه).

-  دعم أفراد مرتبطون بالإخوان في بريطانيا حركة حماس - إخوان فلسطين- والتفجيرات الانتحارية في "إسرائيل".
(جملة لا يفهمها إلا من وضعها في التقرير).
 - أكد بعض قادة الإخوان على السلمية في مصر، لكن قادة آخرين لم يرفضوا وهو ما ظهر في بيانات الإخوان الأخيرة.
(ويكأن تقييم الاخوان جاء فقط في فترة الانقلاب العسكري الذي يستخدم العنف كل لحظة ضد الاخوان).

 - هناك جوانب من فكر الإخوان وأنشطتهم تتعارض مع القيم الديموقراطية وسيادة القانون والحرية والمساواة.
(كلام يفتقد للدليل الذي لابد أن يرفق).

- الحكومة سترفض منح تأشيرات لأي عضو في الإخوان ثبت إدلاؤهم بتصريحات "متطرفة".
( لا تعليق) !!!

- الحكومة ستبقي جماعة الإخوان في بريطانيا وخارجها قيد المراقبة للتحقق من أن أنشطتها تتوافق والقوانين.
( هذه نقطة طبيعية لتقرير جاء غير منصف لجماعة منتشرة في أكثر من ثمانين دولة).

وأخيراً:
إننا نوقن أن الغرب لن يأتي إلا بما يخدم مصالحه الدولية وأهوائه الشخصية، فهذا التقرير ليس مستغرباً عند كثير من العقلاء والمحللين السياسيين الذين يدركون البعد السياسي في مثل هذه التقارير التي تقيم الجماعات الاسلامية في الفترة الحالية بغير إنصاف ولا برهان.