بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
 
 
أنت حبيب الله (والله، لا يلقي الله حبيبه في النار) صحيح الجامع
كيف له سبحانه أن يعذبك وقد جعل سبحانه وتعالى الملائكة تستغفر لك وتدعوا لك
كيف يهينك وقد كرمك وفضلك على سائر المخلوقات فيباهي بك الملائكة ويفرح بتوبتك ويضحك لصنيعك ويعجب لفعلك ويستبشر بك وأنت عنده أغلى ما في الوجود
فهو وكيلك الذي يكره ما تكرهه ويريد لك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة
إنه بالغ الكرم معك، عطاياه عديدة، وهداياه متنوعة، وكنوزه كثيرة لا تنفد
فمن أجلك أنت يفرق بين ميزان الحسنات وميزان السيئات
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [الأنعام]
ويقول ﷺ (فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) البخاري
يجازي على القليل بالكثير وعلى الكلمة بغفران الذنوب يقول ﷺ:
(من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حُطت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) متفق عليه.
وقال ﷺ )مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بالله رَبّاً وَبالإسْلاَمِ دِيناً وَبمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ) مسلم
الكون كله دائم التسبيح )يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ( ويرضى منك أنت بالقليل
قال ﷺ:(إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة، أو يشرب الشربة، فيحمد الله عليها)مسلم
بل إنه سبحانه وتعالى يعلي من شأن هذا الحمد كما قال ﷺ (ما أنعم الله على عبد نعمة، فحمد الله عليها، إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة) صحيح الجامع الصغير
وانظر إلى كرمه العجيب مع آخر رجل يدخل الجنة
قال ﷺ: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجًا منها، وآخر أهل الجنة دخولا الجنة. رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى! فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو أن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي، أو تضحك بي وأنت الملك)
وضحك ﷺ حتى بدت نواجذه، فكان يقول: (ذلك أدنى أهل الجنة منزلة) متفق عليه.
ارحم بك من الأم بصبيها الذي ضاع منها فظلت  تسعى ملهوفة مضطربة حتى وجدته، فأخذته وضمته إلى صدرها بشدة، فتساءل ﷺ قائلا لأصحابه: (أترون هذه طارحة ولدها في النار)؟! قالوا: لا والله. قال (الله أرحم بعباده من هذه على ولدها) البخاري ومسلم.
رحمة خشي جبريل عليه السلام أن تطال فرعون عند غرقه، قال ﷺ: (لما أغرق الله فرعون، قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، قال جبريل: يا محمد! فلو رأيتني وأنا آخذ من ماء البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة) صحيح الجامع(5206).
يقول د/ مجدي الهلالي:
(شهادة لا تنفع في هذا الوقت، وقت الغرغرة ونزع الروح، ورؤية الملائكة، ومع ذلك فإن جبريل عليه السلام كان له موقف عجيب انطلق من إدراكه لمدى سعة الرحمة الإلهية، وانطلق كذلك من بغضه الشديد لفرعون وأفعاله الطاغية، وكبره وإصراره على الكفر رغم ما رأى من آيات مبصرة).
رحمان رحيم رؤوف بك يغفر ويعفوا ويحلم ويستر، ينير طريق المؤمنين
(هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)[الأحزاب]