بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان
 
علاقة مميزة بينك وبين الله تعالى أسمى من أي علاقة أخرى في الوجود
إنها علاقة الرب جل وعلا الرحمن الرحيم بالعبد الضعيف الصغير الحجم المحدود القوة القصير الأجل قليل المعرفة الذي أوجده من العدم ونفخ فيه من روحه وخلقه بيديه واسجد له ملائكته
علاقة الخالق بالمخلوق الذي اصطنعه على عينه واختصه لنفسه.
تكفل برزقك، يحبك ويريد لك الخير والراحة لا العنت والمشقة.
جعل الملائكة تتقرب إليه سبحانه بالاستغفار والدعاء لك
(والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض)
(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ،ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم(
علاقة يسميها الشهيد سيد قطب رحمه الله (خصوصية العناية الربانية) الظلال5/3028
علاقة قائمة على الحب والتكريم والتفضيل (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)
يباهي بك الملائكة خرج ﷺ يومًا على حلقة من أصحابه فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا. قال: «آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟» قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: «أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة» مسلم(2701)
ويقول ﷺ: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثًا غبرًا» صحيح الجامع(1867).
يضحك لصنيعك ويعجب لفعلك ويستبشر بك ويحبك فيغفر لك ويدخلك الجنة
فيقول ﷺ: «ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل، فإما أن يُقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟, والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن، فيقوم من الليل، فيقول: يذر شهوته ويذكرني، ولو شاء رقد، والذي كان في سفر، وكان معه ركب، فسهروا، ثم هجعوا، فقام من السحر في ضراء وسراء» حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(624).
ويقول ﷺ: «يعجب ربك من راعي غنم، في رأس شظية بجبل، يؤذن للصلاة، ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة» صحيح الجامع الصغير (8102).
يفرح بتوبتك وهو غني عنك «والله، لله أشد فرحًا بتوبة عبده من رجل كان في سفر، في فلاة من الأرض فأوى إلى ظل شجرة فنام تحتها، واستيقظ فلم يجد راحلته، فأتى شرفًا فصعد عليه، فلم ير شيئًا، ثم أتى آخر، فأشرف فلم ير شيئًا، فقال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأكون فيه حتى أموت، فذهب، فإذا براحلته تجر خطامها، فالله أشد فرحًا بتوبة عبده من هذا براحلته» مسلم.
وفي رواية ( ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح) مسلم.
أنت عند الله أغلى ما في الوجود فمن أزهق روحا خلقها الله بيده ونفخ فيها من روحه أو أسرف فسادا في الأرض كأنما أهلك العالم بأسره (أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
قال ﷺ: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق» صحيح الجامع (5077).
يكره ما تكرهه أنت ففي الحديث القدسي: «وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته، ولا بد له منه» البخاري(6502).
مراده سبحانه أن يدخلك الجنة (وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) (وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ) يريد أن يدخل عباده الجنان ولا يريد أن يُدخل أحدًا من منهم النار (وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) ويمهل الغافلين علهم ينتبهون من غفلتهم فلا يدخل النار إلا من يأبى ويصر على ألا يدخل الجنة قال ﷺ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّة إلاَّ مَنْ أَبَى» البخاري(6737). نعم، هذه هي الحقيقة التي يغفل عنها البشر «كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله» صحيح الجامع  
 
يتبع إن شاء الله