شعبان عبد الرحمن
 
منذ عام 2008م تنطلق حركة نشطة لتيار كبير برعاية من يمسكون بمقاليد السياسة وإدارة المجتمع الغربي، ويتحالف داخل هذا التيار كبار الساسة ومراكز الدراسات المعتبرة وكبرى المؤسسات العسكرية، ويخدّم على ذلك آلة إعلامية ضخمة.. إنها سياسة غربية متكاملة تنظر إلى الإسلام بعداء صريح وتتعامل مع المسلم ـ أي مسلم ـ على أنه واقع في دائرة الإرهاب.
 
 بهذه النظرة استضافت الأكاديمية الجوية الأمريكية بـ «كولورادو» مؤتمرا في فبراير 2008م شاركت في تنظيمه «الجمعية الأمريكية» بجامعة كولورادو، وتمت الدعوة فيه بكل صراحة إلى «تحويل سكان كوكب الأرض المسلمين إلى المسيحية كطريق وحيد لمحاربة الإرهاب»!
 
تلك الدعوات صدرت على لسان ثلاثة كانوا نجوم المؤتمر، وهم «وليد شوبياط» الذي تحول من الإسلام إلى النصرانية، وكمال سليم وهو قس نصراني، وزكريا عناني الذي يصف نفسه بأنه «إرهابي» مسلم سابق، وغني عن البيان  فهؤلاء الثلاثة ومعهم وفاء سلطان (أمريكية من أصل سوري) وإرشاد مانجي (أمريكية من أصل باكستاني) وغيرهم... قد تم دمجهم بالكامل ضمن العديد من المؤسسات البحثية والفكرية الأمريكية، وأبرزها معهد  American Enterprise Institute (A.E.I   ) وهي مؤسسة تمثل اليمين المتهصهين ذي الصلة الوثيقة مع الكيان الصهيوني. و بصفتهم مسلمين سابقين يعرف هؤلاء أنفسهم للجماهير على أنهم خبراء في الإرهاب ، بل ويقدمون ما يزعمون أنه أسرار وخبايا ذلك الإرهاب المكذوب!
 
وقد قدم هؤلاء العديد من الكتب والدراسات التي حظيت بدعاية كبيرة وتوزع على أوسع نطاق داخل الولايات المتحدة وفي الغرب عموماً وتعمل كلها على شحن عقل القارئ الغربي بفكرة واحدة مفادها «إرهابية الإسلام»!! مثل كتاب «المشكلة في الإسلام» لـ«إرشاد مانجي» والتي تصب فيه هجوماً هابطاً ضد الإسلام لتحريمه الشذوذ الجنسي، وكتاب وليد شويباط «لماذا نريد أن نقتلكم» .
 
 هذا المؤتمر لم يكن الأول من نوعه ــ ولن يكون الأخير ــ للدعوة إلى تنصير المسلمين أو تغيير القرآن أو حتى إلغاء الإسلام من على وجه الأرض، فقد سبقته مؤتمرات عدة داخل الولايات المتحدة، ففي مارس 2007م تابعنا مؤتمر «القمة الإصلاحية» ـ لاحظ العناوين البراقة ـ الذي عقد برعاية عدد من كبار المحافظين الجدد (اليمين الصهيوني) الموالي لـ«إسرائيل» وتم خلاله بحث سبل إعادة «صياغة الإسلام» أو «علمنة الإسلام» و«الحاجة إلى نقد القرآن»، وعلى هامش هذا المؤتمر عقدت قمة استخباراتية شارك فيها قادة مخابرات صهاينة وغربيون حول الموضوع نفسه.
 
وقبل ذلك تابعنا إصدار مؤسسات أمريكية لما يسمى بـ«الفرقان الحق» وهو كتاب زعموا أنه بديل عن القرآن الكريم كما تابعنا في الفترة من 22 ـ 26 أكتوبر 2007م  تنظيم أسبوع ما يسمى بـ«التوعية بالفاشية الإسلامية» في أكثر من 200 جامعة وكلية أمريكية... وهكذا تدور رحي الحرب ضد الإسلام بطريقة ممنهجة .. بينما نحن نغط في نوم عميق !
 
إنني أسرد هذه الوقائع والفعاليات الدائرة - وهي بالطبع امتداد للحروب الصليبية قديما -  ضد الإسلام منذ سنوات لأنها باتت ماثلة علي أرض الواقع في بلادنا .. فقد انتقلت رحي الحرب ضد الأسلام من ساحات المؤتمرات ومراكز الأبحاث الغربية إلي داخل بلادنا حيث تخوض الحرب ضد الإسلام تلك المنظومة من الحكومات العلمانية المنتقاة والمتحكمة في دواليب الحكم .
 
ألا تتابع ما يفعله الانقلاب العسكري في مصر ضد الهوية الإسلامية .. ألا تري ما يجري علي أرض العراق ضد هويته الإسلامية السنية ..؟.
 
 سرح نظرك ودقق فكرك في خريطة الأرض ستكتشف بسهولة أن الدائر اليوم هو رحي حرب قاسية ضد الإسلام والهوية الأسلامية هدفها بالعربي الفصيح  إلحاقنا بالغرب الصليبي عقيدة وهوية وهوي !
 
لكن الله أكبر .