محمد يونس سالم :

يقول الله تعالى في سورة  الرعد ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ *2*) 

 

الله ربى

 

يقول الإمام الطحاوى (إن الله واحد لا شريك له ، ولا شيء مثله ، ولا شيء يعجزه ، ولا إله غيره ‏.‏  قديم بلا ابتداء ، دائم بلا انتهاء ، لا يفنى ولا يبيد ، ولا يكون إلا ما يريد ‏.‏لا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأفهام ، ولا يشبه الأنام ، حي لا يموت ، قيوم لا ينام ‏.‏ خالق بلا حاجة ، رازق بلا مؤنة ، مميت بلا مخافة ، باعث بلا مشقة ‏.‏ ما زال بصفاته قديما قبل خلقه ، لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفاته ، وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا . ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ‏.‏ له معنى الربوبية ولا مربوب ، ومعنى الخالقية ولا مخلوق ‏.‏)

 

إن الله المدبر لهذا الكون المصرف له العليم به ، العليم بحالنا وأحوالنا العليم بما يفعل الظالمون المفسدون الباغون . انه الله فلا تحزن على شيء حدث  ولا شيء سيحدث لأنه من تدبيره وتصريفه فأنت تعمل لكي تؤجر  فهل أنت مطمئن بعدل الله ؟ فهل أنت مطمئن بقدر الله ؟ فإذا كنت مطمئن بعدله وقدرته وقدره فلا يضيرك ولا يخذلك أي شيء فاهدأ واستقر واطمئن فأنت إلهك المدبر المصرف لهذا الكون وهو خير الماكرين . يقول الشيخ كشك  رحمه الله ( إن الذي أنزل هذا الكتاب المعجز هو الله الذي رفع السموات بغير عمد هو الله ، إن الأثر يدل على المؤثر وان النظام يدل على إله عليم مريد قدير منزه عن العبث متصف بالحكمة والمشيئة )  يا أخي عليك في هذه المرحلة الفارقة من أمتنا أن تتعرف على إله الكون معرفة العارف بالله المطمئن بقدره وتدبيره الواثق بنصره وعدله .  أخى تعرف على الله  (الذي أزال الكرب عن أيوب وألان الحديد لداود وسخر الريح لسليمان، وفلق البحر لموسى، ورفع إليه عيسى، ونجّا هوداً وأهلك قومه، ونجّا صالحاً من الظالمين فأصبح قومه في دارهم جاثمين، وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، وفداء إسماعيل بذبح عظيم، وجعل عيسى وأمه آية للعالمين. الله الذي أغرق فرعون وقومه ونجّاه ببدنه ليكون لمن خلقه آية، وخسف بقارون وداره الأرض، ونجّا يوسف من غيابت الجب وجعله على خزائن الأرض، ونصر نوحاً على القوم الكافرين ونجّاه وأهله من الكرب العظيم. الله الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى، ورفع وخفض، وأعز وأذل، وأعطى ومنع. هدى نوحاً وأضل ابنه، واختار إبراهيم وأبعد أباه، وأنقذ لوطاً وأهلك امرأته، ولعن فرعون وهدى زوجته، واصطفى محمد ومقت عمه وجعل من أنصار دعوته أبناء ألد خصومه، كخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، فسبحانه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته )كتاب  الله أهل الثناء والمجد  = ويقول الإمام بن القيم في الجواب الكافي (وروح لا إله إلا الله وسرها: إفراد الرب جل ثناؤه وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، بل كان ما كان يحب غيره فإنما هو تبعاً لمحبته وكونه وسيلة إلى زيادة محبته ولا يُخاف سواه، ولا يُرجي سواه، ولا يتوكل إلا عليه ولا يُرغب إلا إليه، ولا يُرهب إلا منه، ولا يُحلف إلا باسمه، ولا يُنذر إلا له، ولا يُتاب إلا إليه، ولا يُطاع إلا بأمره، ولا يُحتسب إلا له، ولا يُستعان في الشدائد إلا به، ولا يُلتجأ إلا إليه، ولا يُسجد إلا له، ولا "يُذبح إلا له وباسمه، يجتمع ذلك في حرف واحد هو أن لا يعبد بجميع أنواع العبادات إلا هو فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة، ومحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها كما قال تعالى "وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ" (المعارج ، آية : 13). فيكون قائماً بشاهدته في باطنه وظاهره وفي قلبه وقالبه)

مُنبّهات

 

أخي سر على بركة الله وكن مع الله ولا تحزن فأنت لك رب ناصر المستضعفين وقاهر المتجبّرين .

 

أخي اطمئن بموعود الله وجهز نفسك لأيام وليالي تذب فيها عن الدين .

 

أخي كن مجاهدا لنفسك واجعل نفسك من المحسنين لأن الله مطلع على سريرتك وخبايا نفسك .

 

أخي إن الطريق طويل والزاد قليل والراحلة فقدت فأنت تمشى على قدمك والليل مظلم والصحب فارقك والأهل ودعك فنادي وقل يا الله ...... يجيب  ::: يجيب المضطر إذا دعاه فاختلى بنفسك وحاسبها على تقصيرها وقل  يا الله .

 

أخي أنت تعبد رب كريم غافر ناصر عباده المؤمنين ولكن لا تتعجل واطمئن بقدر الله ولا تبالي بكيد الكائدين ورجف المرجفين ونميمة المنافقين فسر أنت على الطريق وشاهد بأم عينك النور القادم والبرهان الساطع لسيادة هذا الدين والنصر والتمكين فاسعد أنك على الطريق رغم الشوك وقلة المعين والصديق فإذا أهمك  هم أو أصابك كرب فقل يا الله فدائما مستجيب حتى لو أخّر الرد ولو بعد حين لحكمة يعلمها هو لا  أنت . فاهدأ واثبت على الطريق .سدد الله خطاك وجعلك من أهل الدين والتمكين .  

 

أخوكم / محمد يونس سالم