هشام المنصور

استيقظت الناشطة الكبيرة والثائرة النابغة وطلت علينا بعد ثبات عميق، ولعلها استيقظت عندما سمعت أن مصر استيقظت بعد مؤتمر الفانكوش في شرم الشيخ، خرجت علينا إسراء عبدالفتاح في مقالة بعنوان لماذا لا نعتذر؟ ويا ليتها سكتت فقد قررت الثائرة أنها تشكر المجلس العسكري على دعمه لسهرة 30 سونيا وقررت أن السهرة نجحت بفضل هذا المجلس سئ السمعة لأنه خلصهم من كابوس الإخوان.

والعجيب أن الاخوان الذين تصفهم المذكورة وتنعتهم بالارهابيين طوال مقالتها لم يحبسوها أو يحولوها لمحكمة عسكرية أو يقتلوها أو يغتصبوها كما فعل المجلس الذي تكن له بالعرفان ببنات عصرها.

ثم تعيد التاريخ لتعاقب الشعب الذي اختار الانتخابات أولاً وتقرر أن ذلك كان صفقة بين الإخوان والعسكر وليذهب الشعب إلى الجحيم، ثم تكذب وتتحرى الكذب بالقول أن لجنة تعديل الدستور تشكلت من  قيادات الجماعة الارهابية ونسيت ان عضواً واحداً من الاخوان كان ممثلاً في تلك اللجنة، ثم تكذب وتعيد تلك الاسطوانات التي كانت تديرها المخابرات من مكتب عباس بالأخونة وأن معسكر الثورة التي تمتلك هي مفاتيحه قادوا حملة ضد أخونة الدستور فأين كان هذا المعسكر من دستور الانقلاب وقوانين بيع مصر وقوانين تقييد الحريات كل هذا لم تنعته الناشطة بالارهاب أو عسكرة الدولة.

ثم تكذب مرة أخرى وتقرر أن الأيام أثبتت أن الدستور كان يجب أن يكون أولاً ولو فكرت لعلمت عكس ما قالت فعندما أصبح الدستور أولاً بعد الانقلاب تم تعيين لجنة صياغته من الراقصين والراقصات وتم استبعاد أي اسلامي على الرغم من حقهم في المجتمع ليصدر دستور للراقصات وليس لدولة محترمة، فلم تكونوا أيها العملاء (كما تحبين أن تنعتين) على حق بل كنتم على باطل ولو اختار الشعب اختياركم لوقع الانقلاب بصورة ناعمة منذ مارس 2011.

الجميل أن الناشطة تفرق بين المجلس العسكري السابق والحالي لتنعت الأول بكل نقيصه وتشكر الثاني في كل مناسبة، وهي تبكي وصول الإخوان للحكم، ومثل تلك الناشطة لا تعرف سوى الديمقراطية التي توافق على آرائها ذات البعد الثالث، أو تأتي بمن تختاره من حكام.

ومن المضحك في نهاية أكاذيبها تدعو المجلس العسكري وتشدد على السابق بالاعتذار عن نتيجة استفتاء 19 مارس.

من المؤكد أن مثل إسراء ومن على شاكلتها ليسوا من الغباء أو العمي حتى أنهم يعتبرون اختيارات الشعب جريمة في حين أن تزوير إرادة الشعب خطأ بسيط يمكن التجاوز عنه، وتسب وتلعن في الاخوان الذين لم يسجن أحد في عصرهم ولم تغتصب الفتيات ولم يقتل الآلاف كما فعل العسكر (السابق والحالي) أيها الثائرة الميمونة، ولكن مثل هؤلاء الذين يرددون دائماً أنهم ثوريون ولكنها الثورية التي تقف عن سب الإخوان ولا تتعدها.

لقد أثبتت الأيام من وجهة نظر الكاتب صحة مواقف الإخوان سواء كان موقفهم من الانتخابات أولاً حتى لا يتم تشكيل لجنة الدستور بأوامر المجلس العسكري الذي كان يخطط لقتل الثورة ومعاقبة الثوار الحقيقيين وعلى رأسهم الإخوان، وما يدلل على ذلك ما حدث بعد الانقلاب، ولقد أثبتت الأيام أيضاً أن المجلس العسكري مول الكثير من الحركات لمواجهة الاخوان في الانتخابات ولكنهم فشلوا وارجعوا إذا شئتم إلى تصريحات سيف اليزل.

أما السؤال لماذا لم يعتذر من ارتضى بأن يرتمي في أحضان العسكر من أجل تحطيم إرادة الشعب، وحتى بعدما علموا بالمؤامرة فهم يتشفون بوجود الإخوان في السجون ويرقص على أشلائهم، والإجابة ببساطة لأنهم فقدوا انسانيتهم وعقلهم عمداً مع سبق الإصرار، كما أنهم شركاء في الخطيئة ولقد تلوثت أيديهم بالدماء، والشعب لا ينتظر اعتذارهم لأنهم أصبحوا في مزبلة التاريخ مع القتلة والمجرمين.