حازم سعيد :

لحظات كثيرة أبكتنا خلال العام ونصف الماضيين – من عمر الانقلاب الدموي الغاشم - لأجل شهداء وقتلى وضحايا ، ومن تلك اللحظات تلك التي شاهدنا فيها صور شباب الوايت نايتس الذين هم في مقتبل حياتهم  وفي عمر الزهور، ليقطفها الحمق الانقلابي العسكري الخسيس بسبب مباراة كرة قدم !

 

عاد لينتقم

الشرطة الحمقاء بهذا النموذج من الأداء تؤكد ما قلناه مراراً أنها عادت لتتغول وتنتقم ، ورغم أن الثورة الأولى قامت بسبب انتهاكاتهم وجرائمهم ضمن مجموعة أسباب أخرى ، إلا أنهم لم يتعظوا واعتبروه جناية في حقهم أن تنادي الثورة بإزاحتهم عن غيهم والمطالبة بأن يتعاملوا مع المواطنين بلغة الكرامة وحقوق الإنسان ، فعادت الشرطة الغبية بكل أجنحتها لتنتقم .

وليست تنتقم فقط من الثورة والثوار ، وإنما تنتقم من كل المصريين ، وبكل أنواع التغول ، وفي كل الأقسام والمديريات ( حتى بتوع المرور ) .

إنه الغرور بالقوة والتي لا تدعمك أبداً طول الخط ولا تسغفك دائماً ، بل يوشك أن تكون أحد أهم المعاول التي تهدم كيانك فوق رأسك .

 

حماقة الداخلية وبلطجتها

وحين لا تدرك الداخلية الآثار السلبية المترتبة على جرائمها وجناياتها فإنها بذلك ترتكب أقصى الحماقات ، حماقات تلو حماقات بدأتها بالانحياز المطلق للانقلاب العسكري الخسيس ورضاها بأن تكون أداته وعصاته الغليظة ، وتكمل سلسلتها بمذبحة الوايت نايتس .

أول الأثار أن القمع لا يولد إلا العنف ، والكبت لا يولد إلا انفجاراً ، وحين تضيق السبل على كل المعبرين عن رأيهم ، حتى من يهتف ويشجع فريق رياضي ، وحين تقمعه لدرجة أن تقتله بالرصاص ، فأنت تولد الثارات والعداوات ، وتولد الراغبين من الانتقام .

ويا للعجب فأغلب أولياء أمور القتلى هم من أفراد دعموا أو أيدوا أو ساندوا الانقلاب ليتحولوا بذلك وفي طرفة عين - ليس فقط خندق رافضي الانقلاب - بل إلى أعلاه حيث فئة الموتورين وأصحاب الثارات والراغبين في الانتقام .

 

نجاسة الإعلاميين

وكما هي الداخلية ، يظهر لنا على طول الخط أناس ينطقون بلساننا ويتزيون بزينا ، ليثبتوا أن من البشر فريقاً متلوناً خسيساً يملكون قلوباً من حجارة ، هم كالأنعام أو أضل سبيلاً .

من أمثال شوبير الذي يقول أنهم لابد أن يمروا على جثث هؤلاء الشباب ، ومن أمثال الخسيس التافه أحمد موسى الذي يقول اضرب في سويداء القلب  ، ومن أمثال الرويبضة عمرو أديب الذي يقول أنه قام بعمل سيناريو الفوضى والتدمير من قبل فلا ينبغي لنا أن نكرره لأههم هيخلوا ( عاليها واطيها ) .

 

قيمة الحياة عند الانقلابيين

وهذه الدناءة والخسة التي يتعاملون بها ( سواءاً المنفذون من الانقلابيين أو أدواتهم من الشرطة والإعلام ) تثبت أن الحياة والروح والإنسانية عند هؤلاء قد وصلت إلى رقم سالب تحت الصفر ، الروح التي كرمها الله سبحانه ، والدم الذي نهانا عز وجل عن سفكه إلا في حله كالقصاص والحدود أصبح عند هؤلاء هدراً .. دم من ؟ إنه دم كل المصريين .

ولم تعد الحياة المنعدمة القيمة عند هؤلاء هي أرواح الثوار المعترضين وفقط ، بل امتدت لتشمل مشجعي كرة القدم ، وأصبحت أرواح المصريين في بلدهم عند هؤلاء تساوي صفراً .

مثل ذلك مثل الثلاثة إعلاميين بالجزيرة ، وتفكر وتدبر قيمة الحياة وقيمة كونك مصرياً عند الانقلابيين ! لقد أخلوا سبيل الاسترالي ، فلما تنازل المصري الكندي عن جنسيته المصرية أخلوا سبيله هو الآخر ، وتركوا المصري نهباً لجنسيته المصرية المتواضعة والتي لا تعني عندهم شيئاً .

 

الحياة والموت

أخرج بكم يا أحباب من إطار الحديث المباشر عن المذبحة ودناءة الانقلابيين وإجرامهم إلى حديث آخر أتدبره في مثل هذه المواقف عن الحياة والموت هو أقرب للتذكرة والنصيحة لكل منا ، فالأحداث تثبت أن بينك وبين الموت زفير واحد يخرج ولا يعود وفي أي لحظة ومن غير أن تتوقع ولا تحتسب .

فماذا أنت فاعل حين ترى ملائكة الموت وهم يقبضون روحك ، أو وأنت توضع في الحفرة مع ضمة القبر وسؤال الملكين ، أو وأنت تستيقظ من نومتك الطويلة لهول نفخ في الصور ترتعد منه الفرائس ، أو وأنت تحشر في عرقك بحسب عملك في حرٍ شديد وشمس ملهبة ، أو وأنت ترد على الحوض ولا تعرف أترد عنه أم تقبل وتشرب من يد الحبيب صلى الله عليه وسلم ، أو وأنت تعرض على الصحف وتطايرها بحسب اليمين أو الشمال ، أو وأنت توقف للعرض على الكريم الجبار وهول الموازين ، أو وأنت تعرض على الصراط فلا تدري كيف ستمر على هذا الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف والطريق عليه مظلمة معتمة لا ينيرها إلا عملك وتتخطف الكلايب من حولها أصحاب التخليط في الأعمال لتوقعهم وتقتص منهم ببئر جنهم بحسب أعمالهم وأهوالهم .... يا الله

ماذا أعددت لكل هذا أيها العبد المسكين ؟ إن ما ينتظرك من أهوال تبدأ بالموت الذي هو أقرب إليك من شهيقك وزفيرك تحتاج منك إلى تروٍ وتدبر وتفكر وتجديد توبة ونية صالحة للانضمام لقافلة العباد والمجاهدين .. فشمر إلى الله أيها الصاحب في الحياة ولأشمر معك لعل الله يجمعنا في مستقر رحمته كما يجمعنا سوياً في هذه الدروب من الجهاد ...

 

كبسولة :

1. تسريبات الهاشتاج أثبتت أنه غبي متخلف وحرامي كمان ، فهو يدير مصر واقتصادها كما تدار العزبة بالضبط فلا مؤسسات ولا هياكل ولا مستشارين ولا منهج علمي ، ثم إن الأموال المنهوبة من الخليج والتي أعطاها حكامها لمن لا يستحق نهبها الحرامي فلم نر لها أثراً في أي قطاع من قطاعات البلد ، لا معيشة ولا مرافق ولا بنية تحتية ، بل مرض وأوبئة وفقر مدقع وبطالة وأزمات ... ويوشك أن ترتد هذه الأموال التي حولت لدماء وجثث وشهداء وضحايا لتصبح لعنة على منفقيها بالحرام وحارمي شعوبها المستحقين لها منها .

2. لست مع من يقول أن المذبحة صنعت للتغطية على التسريبات ، فالهاشتاج وبطانته يعلمون أن التسريبات لن تنتهي وأظن أن ما هو قادم منها سيكون أصعب وأخطر وموجع إن شاء الله لهؤلاء الفاسدين . ودائماً لا أميل إلى تضخيم عدوي ولا أحب تفسيرات نظرية المؤامرة .. وإن كنت بعد الانقلاب ورابعة لا أستبعد فكرة أبداً .. فقط أعلن عدم اتفاقي معها لكن أن أستبعدها بالكلية فهذا من الضرب بالغيب الذي لا أملكه ، ومن الخطأ الرئيسي الذي يقع فيه من يحلل الحدث .

3. الحادث العنصري الرهيب في الولايات المتحدة بقتل مسلمين أبرياء بدمٍ بارد في جريمة نكراء هل سيصطف لها رؤساء دول وحكومات عرب وأجانب ؟ بالطبع لن يحدث فهو دم مسلم ، أريق على يد صليبيين أو يهود أمريكان ، أما إن كان الفاعل إسلامياً اختلفت معه أو اتفقت فالبشرية كلها بالطبع ستتبرأ وتقف احتجاجاً وتندد على قسوة ذلك الجاني المسلم .. أما حين يكون مجنياً عليك فليس لك أن تصرخ يكفيك الصمت متسعاً ففي الصمت كفاية وغناء . ولمن يشك أنها حرب صليبية صهيونية .. هل تريد أمثلة أكثر !!!

============

[email protected]

 

https://twitter.com/hazemsa3eed

 

https://www.facebook.com/hazem.saeed.752