د فتحى أبو الورد

السياسة العادلة هى موافقة ما جاء به  الشرع ، وهي عدل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  كما يقول ابن القيم

كما أن جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة – كما يقول ابن تيمية - هو أداء الأمانات إلى أهلها ، والحكم بالعدل اللذين أوجبهما قوله تعالى: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "النساء 58 ، 59 . 

فإقامة العدل بين العباد ، وقيام الناس بالقسط  ، هما المقصود الأعظم للشارع في الدنيا .

بل ان  الأمر لا يقتصر على صلاح الدنيا فقط ، بل صلاح الدنيا والآخرة ولذلك فإن السياسة الشرعية فى رأى ابن خلدون : هى سياسة دينية نافعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وذلك أن الخلق ليس المقصود بهم دنياهم فقط ، فإنها كلها عبث وباطل إذ غايتها الموت والفناء، والله يقول : ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ﴾المؤمنون 115 .فالمقصود بهم إنما هو دينهم المفضى بهم إلى السعادة في آخرتهم " صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض" الشورى 53 .
 وكثيرا ما قرأنا مصطلحات  مثل الإمامة العظمى ، والخلافة، وإمارة المؤمنين ، وكلها  ألفاظ مترادفة تعني رئاسة الدولة الإسلامية فى نظر فقهاء السياسة الشرعية المعاصرين مثل الشيخ عبد الوهاب خلاف ، والأستاذ عبد القادر عودة وغيرهم .

فالإمامة رياسة تامة  ، وزعامة عامة ، تتعلق بالخاصة والعامة ، في مهمات الدين والدنيا كما يعرفها الجويني إمام الحرمين .

ويرى الماوردي أن الإمامة أو الرئاسة : موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا .

وجاء تعريفها في الدستور الذي أعده المجلس الإسلامي العالمي في إسلام آباد 10 ديسمبر 1983، باعتبارها المنصب الأهم ، والولاية الأخطر فى حياة المسلمين أنها : أصل تستقر به قواعد الدين ، وتنتظم به مصالح الأمة .

أما عن قوام هذه الرئاسة أو الإمامة فى الفقه السياسى الإسلامى -  قديمه وحديثه - فهو رعاية الرعية، وإقامة الدعوة بالحجة، والانتصاف للمظلومين من الظالمين، واستيفاء الحقوق من الممتنعين، وإيفاؤها على المستحقين ، والنظر في المصالح ، وتدبير شؤون الأمة.

أما عن الإمام أو الخليفة فهو القائم بمنصب الخلافة أو الإمامة ويسمى أيضًا أمير المؤمنين وهو رئيس الدولة الإسلامية الأعلى، أو رئيس السلطة التنفيذية للدولة .     

 وعلى هذا فرئيس  الدولة الإسلامية هو رئيس لدولة موصوفة بوصف الإسلام، أي قائمة على أسسه، ومصبوغة بصبغته، وتطبق أحكامه، وهو الحارس لبقاء صفتها هذه .

وسمى الإمام إماما تشبيهًا بإمام الصلاة في اتباعه والاقتداء به، ولهذا يقال الإمامة الكبرى  ، ويسمى بالإمام الأعظم تمييزا له عن أى إمام آخر كالإمام الذى يؤم الناس في الصلاة .
ويسمى الخليفة لكونه يخلف النبي في أمته، فيقال خليفة بإطلاق ، وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أما مهمته: فهي إقامة الدين ، والقيام بشؤون الدولة في الحدود التي رسمها الإسلام ، لأن الإسلام دين ودولة .

والوقوف على مهمة الإمام ووظيفته أمر مهم جدًا، لما يترتب على ذلك من شروط تشترط في شخص المرشح لرئاسة الدولة الإسلامية .