بقلم : سيد ابراهيم

الخلافة الإسلامية هى عبارة عن اتحاد بلاد المسلمين تحت وحدة سياسية ، واحدة وهذه الوحدة قد تاخذ شكل فيدرالى أو كونفيدرالى أو تعاونى ، والخليفة ليس حاكما "لاهوتيا" لا يخطىء ويحكم باسم الرب بل هو شخص ، يتم اختياره بالبيعة أو بالانتخاب و يجوز عزله و محاسبته والامر مفتوح للاجتهاد الفقهى الواسع.

– كما يقول الناشط المجهول "حكيم مصري" - "والغرب فهم أن هذه الوحدة مصدر شديد للقوة فقام بتقسيم الدولة ، الاسلامية إلى دويلات صغيرة مفتتة وضعيفة وقام بتولية بعض المرضى عليها، ليضمن عدم تجمعها ثانية، والغرب قام بتجميع نفسه تحت وحدات سياسية كبرى "تشبها بالخلافةالاسلامية" فقام الاوروبيون بإنشاء الاتحاد الاوروبى و قام سكان امريكا الشمالية بإنشاء الولايات المتحدة الامريكية مما عزز من قوته" ا.هـ

وهنا نتوقف ، فبعد انتهاء اتفاقية سيكس بيكوا اتجه المستعمر الغربي منذ عقدين من الزمان الاتجاه الى التوجه الي تحويل المنطقة الي دولة الميلشيات والطوائف على حساب الدولة المركزية القوية المسيطرة على رقعة كبيرة من الارض وما عليها من سكان فتكون قوية بل تحويل هذه الدولة الى مجموعة من الطوائف والاعراق المتنوعة وينشر بينها النزعات والاطماع فتنشأ كل مجموعة مليشية مسلحة لحماية نفسها وطائفتها وهكذا تكثر هذه المليشيات فى ظل الدولة الواحدة فتكون دائما على حافة السقوط فى الحرب الاهلية متي رغب المحتل الغربي فى ذلك .

إن النماذج على تكوين هذه الدولة متكررة منذ فترة نموذج ، ولبنان اكبر دليل على ذلك ، فمليشيات حزب الله تعتبر هى التي تسيطر على الدولة اللبنانية ومتحكمه فيها وتمت صناعتها بحجة المقاومة وهى تمنع المقاومة السنية من الاقتراب لمحاربة اسرائيل وكذلك كل الطوائف المسيحية في لبنان لها مليشيات مسلحة حتى اليوم وكل طائفة لها منطقتها الخاصة بها ، والمطلوب الآن أن تتحول كل الدول العربية والاسلامية كي تكون لبنان .

ونموذج لذلك هو ما يحدث في وما العراق منا ببعيد فتكوين دولة الاكراد فى شمال العراق ومحاولة تكرارها الان فى سوريا وتركيا ..وكيف نشأة الميليشيات الشعية هناك رغم انهم يحكمون بأنفسهم وكيف وضع السنه ضعيف لانهم حرموا من تكوين هذه المجموعات المسلحة المعترف بها مثل الشيعية بل كلها تحت مظلة الارهاب الدولى والعربي والاقليمي ومحاربه من كل الاطراف العربية والاقليمية والدولية ..فى الوقت الميليشيات الشيعية معترف بها حتي من المحيط العربي ..وما اليمن منا ببعيد ، فقد رأينا كيف تم تسليم اليمن الى مليشيات شعية طائفية بالطوائ مع الرئيس عبدالله هادي وتواطيء مع قيادات الجيش والشرطة ونظام عبدالله صالح ، وهنا خرجت كل قبائل المناطق تعترض وبالتالي تنشأ كل محافظة فى اليمن ميليشية خاصة بها تحمي مناطقها وابنائها ،وكذلك تكرر المشهد مع الصومال نفس النموذج بل زاد الطين بله باقتطاع اجزاء من ارضه وتم احتلالها من اثيوبيا وواخري من كنيا وتم انشاء دولة باسم جيبوتي ومازال مسلسل تقسيم الصومال مستمر الي اليوم.

واظن ان السودان تم التعامل معه بنظرية التقسيم والان يتعاملوا معه بطريقة دولة المليشيات ، ففى دارفور اكثر من ميلشيا والشرق كذلك والجنوب هناك مليشيا تحرير السودان الشمالي كذلك والمغرب كذلك موضوع على اجندة التقسيم فى قضية الصحراء المغربية وليبيا الان بدأت عمليات انشاء دولة المليشيات كي تدخل بعدها محاولة تقسيم ليبيا الي دويلات متناحرة ومتقاتلة. أما مصر فامرها خطير فمطلوب لها ان تكون واحدة ولكن يتحكم فيها اقلية متغلبه من قبل امريكا ضد اغلبية مطحونه مغلوبه على امرها ، وذلك تحت حماية الجيش والشرطة واجهزة الدولة مع وجود مليشيا لهذه الاقلية الطائفية مسلحة بكل الاسلحة ومدربه بشكل محترف فى لبنان ومع الجيش ايضا حتى اذا انهار الجيش تكون هى صاحبة السيطرة الفعلية والعسكرية على الارض لانها الوحيدة المتماسكة والمدربة والتى عندها دعم امريكي اسرائيلي وانظمة عربية اخري وما مليشيات البلاك بلوك ببعيد واظن ان دورها لم ينتهي بعد بل قد يزيد خاصة مع اقتراب ثورة 25 يناير 2015 من جديد .

إن الاحداث فى مصر غير متوقعة بل كلها مفاجئة ويمكن ان تدخل البلاد فى فوضي عارمة فى لحظة وتنسحب السلطة والجيش والشرطة وتتقدم المليشيات المسلحة بدعم من البلطجية ورجال المخابرات فى الخفاء لكي يتم السيطرة على الوضع فى البلاد كما هو حادث فى اليمن او لبنان او دارفور. إن الامر في مصر محير ومقلق خاصة الجيش فيها ضعيف وغير مؤهل لهذه المواجهات الأهلية الدخلية المتوقعة في ظل الوضع الحالي ، مما يجعل عقده منفرط ، وهنا تبقى كلمتنا هي رسولنا للتنبيه والانتباه واخذ الحذر فى وقت لا ينفع فيه الخذر او الاستعداد او الاعداد.