قلم / حسين رضا 
 
أولاً : استجابة لله ورسوله 
قال الله
#( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير .. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله أولياء ثم لا تنصرون ) .. لا تظلم ولا تناصر ظالما ولو بعاطفتك 
#( فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم ) أتباع الحق ومناصروه قليل عددهم عظيم عند الله شأنهم لعملهم المتواصل في نهي الناس عن الفساد ومقاومة المفسدين 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
# ( سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائره فأمره ونهاه فقتله ) .. صحيح الألباني
# ( سيكون أمراء فسقة جورة فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض ) رواه أحمد والنسائي 
# سأل رجل رسول الله .. أي الجهاد أفضل .. قال .. كلمة حق عند سلطان جائر )صحيح 
ثانياً : تحقيق غاية من غايات الإسلام 
وهى هدم عروش الظالمين ومقاومة ظلمهم ورد طغيانهم ،، فمن المحال أن تقوم شعائر الدين ويمكن له تحت حكم طاغية متسلط يقهر الناس ويظلمهم ويسرق مقدرات الأمة وينشر الفساد،، وكل من قال بغير ذلك إما لهوى في نفسه أو لجبنه عن قول الحق. 
موقف سيدنا ربعي رضي الله عنه لما دخل على رستم قائد جيش الفرس في معركة القادسية فسأله رستم ما جاء بكم إلى هنا.. قال ربعي جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جوْر الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إل سعة الدنيا والآخرة 
هذا غاية الإسلام أن يعبِّد الناس لله تعالى ولن يتحقق ذلك إلا حين تزول سلطوة الطغاة وينكسر سيفهم المسلط على رقاب العباد 
الإسلام جاء ليقيم العدل وينصف المظلوم لا ليحمى عرش الظالم ويحافظ على ملكه ، حتى القائلين بعدم الخروج على الحاكم في زماننا هذا من أهل الهوى من أهل العلم يخصون بها الحاكم الظالم وفقط ، ويبقى السؤال موجها إليهم هل جاء رسول الله ليثبت أركان عرش الظالم أم ليقيم العدل؟! 
ثالثاً : الإعذار إلى الله ودفع النجاة عن أنفسنا 
في سورة الأعراف قص الله علينا قصة أحوال الناس وقت انتشار الفساد ومعصية الله في هذه الآية (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ .. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
وتشمل الآية على معان منها
- إظهار عادة السلبيين من الناس وهى تثبيط أهل الصلاح الساعين إلى هداية الناس 
- إصرار أهل الإيمان على موقفهم معترفين بأن ذلك فرض وواجب أوجبه الله عليهم وهو تبليغ الناس الدعوة وإرشادهم والأخذ بأيديهم فنفذوه ولم يسمعوا للمحبيطين 
- مصير الظالمين الهلاك .. ومصير المصلحين النجاة .. ومصير السلبيين على قول كثير أهل العلم كان الهلاك مع الظالمين وحسابهم على الله 
# روى سيدنا مالك بن دينار وغيره من التابعين بأن الله أوحى إلى جبريل عليه السلام بهلاك قرية فقال يارب فيها عبدك الصالح فلان .. فقال الله .. به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه لمعصيتي قط 
عمه الهلاك رغم كونه صالحا ولكنه لم يكن مصلحا فقد كان سلبيا لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر
رابعاً : دفع غضب الله عن قومنا وبلادنا 
قال الله 
# ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنه أخذه أليم شديد )
# (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لملهكم موعدا)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
# ( إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها ).. أي لا خير فيها فقد أوشك هلاكها 
# ( إن الله ليملي للظالم حتي إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ رسول الله "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظالمة" وهذا دليل على أن الظالم ليس شخص وإنما كل من شهد ظلمه فعاونه أو سكت عنه أو رضي عنه أو أعانه على المظلوم 
# ( إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يده أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده )
# حديث السفينة والفئة التي أرادت أن تخرج فيها خرقا يستقون منه فقال النبي لو تركوهم وما أرادوا لهلكوا جميعا ولو أخذوا على أيديهم لنجّوا جميعا 
# عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب»
خامساً : الحفاظ على ديننا وهويتنا وأخلاقنا
# أهم ما يسعى الظالم إليه هو إبعاد الناس عن الدين وتغيير هويتهم ونزع قدسية الشرع من نفوسهم ويكون ذلك من خلال أهل الهوى المسمون زورا بالعلماء فيخرجون يفتون ويشرعون للناس ماليس من صحيح دين الله حتى يخدعوا العامه ثم بعدها يطلق كلاب الفجور والبغي يشككون في ثوابت الشرع ويتجرأون على علمائه ثم الصحابة ثم علي النبي والقرآن ليدخل الناس في دوامات قال وقالوا حتى لا ينشغل الناس به وبفساده 
يجب أن نعرف ثوابت ديننا الذي أنزله الله من السماء لا الدين التقفيل الأرضي الذي يخرج به أهل الفساد تحت عنوان( الدين الوسطي الجميل)
# الأخلاق وفيها تنويه بأنه يجب ألا يستجيب الثوار وينجرون لمستنقع أخلاق النظام الفاسد حتي تبقي راية طاهرة وصفهم نقي ويتعلم منهم الأجيال القادمة فهم الطغاة هدم منظومة الأخلاق في المجتمع تباعا لهدم الدين في نفوس أبنائه 
سادساً : نصرة لكل مظلوم سوانا 
# عن البراء بن عازب قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصرة المظلوم.
# عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، قلت: يا رسول الله أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال: «ترده عن الظلم»
سابعاً : لأن ضريبة الاستسلام للظلم أضعاف ضريبة مقاومته
في كل تاريخ الدنيا ضريبة الصبر على كل المفسدين والطغاة أضعاف ضريبة مقاومتهم وقس على واقعنا في مصر مثلا كم إنسان مات منذ أول يوم لثورة يناير وقارن هذا باحصائيات غرقي العبارات وقتلى الطرق والقطارات والمفقودين تحت الأنقاض والمشردين في الشوارع والمحجوزين بالمستشفيات مل ذلك ضريبة الفساد الذي تقلبناه حاكما علينا حتى بتنا نبرر أننا قوم لا نستحق إلا المفسد 
ثامناً : حق الجيل القادم 
أن نبني له وطنا لطالما حرمنا نحن من أن نعيش فيه ( وطن له هوية ودين وفيع تعليم وصحة وعمل ووظائف وهواء نقي وشربة ماء نظيفة وحرية واحترام إنسانية و و و و )