حازم سعيد :

الحقير الخائن عبد الفتاح السيسي ظهر على شاشة التليفزيون يخاطب شعبه الساذج ويتسهوك ويتحسوك ويطلب منهم الدعاء لحل مشاكلهم ، فالمريض عليه أن يدعو والفقير عليه أن يدعو والمحتاج عليه أن يدعو .. وقال فيما قاله بشكل تمثيلي باهت ، مخاطباً رب العزة : جايز ميكونش لي خاطر عندك ، فبستحلفك باللي ليهم خاطر عندك تقف معانا .... إلى آخر ذلك من هرتلته وهرطقته ..

 

أولاً : جايز ميكونش لي خاطر عندك :

والذين لهم في فقه الأدب مع الله رب العالمين وفي فقه مخاطبته يعلمون أنه بهذه اللغة الركيكة الجاهلة هو أجهل من حمار الخطاب وأجهل من دابة ..

هو يخاطب الله سبحانه مالك الملك ذي العزة والجبروت وكأنه بشر مثله ، وكأنه يقف مع رئيس يعلوه بدرجة فيتحسوك عليه ، ولا يعلم أنه يخاطب الخالق الجبار القوي العزيز المقتدر الديان القاهر المعز المذل الرافع الخافض القابض الباسط .

والصالحون لهم في فنون مخاطبة الملك سبحانه ، ولهم في فنون دعائه ورجائه ، ولهم في فنون التذلل والتضرع له ، ما يعجز المتأدبين ، ويخضع المخبتين المنيبين .

كلامه ينم على موقف خطير ليس له علاقة بالتضرع ولا التواضع لله ، ترى من وراء كلامه أنه لا يعبء بأنه ليس له خاطر عند الله .. وكأنه يقول له طب خلاص ما دام ليس لي خاطر عندك فاعبء بمن له خاطر ، في مثل هذا الموقف أيها الجاهل الغبي أقول لرب العزة : اللهم لا تعاملني بمعصيتي ولا بخطئي ولكن عاملني برحمتك وعفوك .. أو أقول للملك الحنان المنان : يا ربي يا حنان يا منان اقبلني تائباً منيباً إليك ، اللهم لا تغلق بابك في وجهي ، اللهم إني عبد المخطئ المذنب وأنت الملك الغفار الرحيم ، أو يا ربي يا كريم يا قدير يا رحمن يا رحيم يا حليم لا تعاملني بجهلي وغروري ولكن عاملني بكرمك ورحمتك ....

أما أن أقول له جايز ميكونش لي خاطر عندك فأستحلفك بمن لهم خاطر ، وكأني أرضى بإبعاد الكريم سبحانه لي أمراً واقعاً .. هذا بخلاف أن الملك لا يتحدث إليه هكذا وكأنه بشر مثلي .. حاشا وكلا ومعاذ الله سبحانه .

هذا رجل لا يعرف الله ولا يقدره حق قدره فهانت عليه نفسه فخاطب ربه ومولاه بلغة عاجزة قاصرة جاهلة غير مؤدبة ، وهانت عليه حرمات الله فخان ولي نعمته واختطفه واغتصب ملكاً لا يستحقه ، وسفك في سبيل ذلك دماءاً معصومة محرمة ، وسرق ونهب أموالاً وجاهاً بغير وجهه ، واعتقل المؤمنين وشردهم ، ومد يده لليهود الصهاينة وهادنهم ووادعهم وسالمهم ضد أولياء الله الصالحين .

 

 

ثانياً : السهوكة والتمثيل الركيك :

العجيب هو طريقته في السهوكة التي لم أر مثلها أبداً سوى لعادل إمام أو حسين فهمي في أفلامهم ، هو فعلاً ممثل ، ولكنه ممثل بايخ " دمه تقيل " ، ويا سلام على البحة اللي بتطلع من زوره وهو بيتسهوك ، حاجة تجنن ، كيف يتصور أن هذه البحة وهذه السهوكة وهذا الاستظراف سينطلي على الناس ، لقد بدأ شعبه ومؤيدوه ينفضون من حوله ، ورغم ذلك فما زال يمثل ويمثل ويمثل ..

 

ثالثاً : دلالة هذه المواقف ..

بعد أن انتقده الناس بسبب عدم تقديم التهنئة للمسلمين بدخول شهر رمضان المعظم في حين تحدث عن حرب أكتوبر .. إذا به يظهر في ليلة ستة وعشرين على أنه احتفال بليلة القدر ، ويظهر في مشهد تمثيلي في صلاة العيد ..

هذا يعكس نفسية السفاح المتسهوك ، الذي يحاول أن يستمد لجرائمه أرضية شعبية فيحاول دغدغة الناس بمظهر ديني ، وأنه ناسك يعرف الله ، وهو كما قال عنه رفيقه اللواء عباس ضاحكاً في أحد التسريبات أنه نازي ولا يعرف الله .

الغبي يتلمس رضا شعبي وهو يشعر بمأزقه الرهيب ، وكأنه أدرك أن شعبيته أصبحت في الحضيض ، فيتلمس بالسهوكة وادعاء التدين رضا الناس ، لكنه بإذن الله لاقٍ مصير محتوم هو الطرد والإبعاد والتشريد والتمزيق ..

 

رابعاً : نعم من لهم خواطر عند الله دعوا لك :

وقد لبينا ولبي الصالحون ، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقبلني منهم بحبي لهم ، وأن يقبل ما دعوته ودعوناه في حق السيسي أن يقصم الله ظهره ويقسم ملكه ويخسف به وبداره وبأهله وبماله ، وأن يريه في نفسه وفيهم الأوجاع التي لم تكن فيمن قبله ، وأن يفضحه على رؤوس العالمين ، وأن يهلكه كما أهلك عاداً وثمود ، وأن يخذله في وقت يحتاج فيه للنصير ولا يجده ، وأن يبتليه بالأمراض والأسقام التي لم يعرف البشر مثلها ، وأن يجعل موته وهلاكه عبرة وعظه وآية  ، وأن يعذبه في الدنيا والآخرة ، وأن يمزق شمله ويشتت أمره ، وأن يهلكه هو وشرطته وجيشه وإعلامه وقضائه ومؤيديه أجمعين ..

 

هذا غيض من فيض مما دعا به الصالحون لك أيها السيسي في رمضان ، وكثير منهم عنده مظلمة ضدك ..
وياويل الظالم من دعاء المظلوم ، اسمع يا مدع التدين بعض أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أمثالك من الطغاة الظالمين :
عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال
 : " اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ". أخرجه الحاكم في المستدرك، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (118) .

روى الشيخان وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ: (اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينهما وبين الله حجاب).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى يقول لدعوة المظلوم: (وعزتي لأ نصرنك ولو بعد حين). رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وقال حديث صحيح .

وعنه -رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه). رواه الإمام أحمد وغيره وحسنه الألباني ..

وليس بعد حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث أو كلام .. وأنا أنتظر بكل الثقة في ربي الكريم مصداق هذه الأحاديث فيك أيها السيسي الخائن الجبان .

 

كبسولة :

1. رغم أني كلي ثقة في أنه عر# إلا أني لأسباب التصاقي بالاعتكاف وشرف تلاوة كتاب الله الكريم أجبرت لساني وقلمي على الامتناع عن الكلمة في المقالة مع أني كنت عاهدت نفسي أن تكون لصيقة بذكره دائماً .. ربما أعود قريباً لهذا الحال – مع عدم التحلل بالطبع من شرف تلاوة كتاب الله الكريم - فالسيسي عندي وعند الأمة يساوي عر# والعر# عندنا يساوي السيسي .. تلك متلازمة لا نريد أن نخرج عن إطارها ( متلازمة السيسي العر# ) .

2. ما يقدمه المجاهدون في القسام من إبهار في إلحاق الهزيمة الماحقة باليهود وفي مرمغة أنفهم في التراب هو آية من آيات الله سبحانه ومصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ... ) ، وهو مما يقربنا من ربنا الكريم ويثبتنا على طريق الحق والجهاد .. فالله أكبر ولله الحمد .. ألسنتنا لم تكف عن الدعاء لكم أيها القساميون المجاهدون .. وكلنا ثقة فيكم بعد ربنا الكريم .. ولن تتوقف ألسنتنا عن استنزال نصر ربكم الكريم ومدده لكم ، قلوبنا معكم ومعلقة عندكم في أرض الرباط ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم ..

-----------

[email protected]