لكل مدعٍ من محللي الانقلاب وعبيده إطلالته الخاصة عبر الفضائيات، وهو يسوق دفاعاته الواهية عن الانقلاب واتهاماته الكاذبة لمعارضي ذلك الانقلاب.. كلهم جاؤوا يحملون فكرة واحدة أن "الإخوان" سبب كل المصائب التي حلت وتحل وستحل بمصر، وأن العسكر هم الأمل والمنقذ والنجدة لمصر وشعبها.. وفي سبيل ذلك يحشدون كل حواسهم – لا أقول فكرهم - للتخديم على تلك الفكرة بصورة مضحكة أحياناً.. إنهم يحاولون تغييب الواقع المرير الذي بات الشعب يتجرعه كل يوم.. ويحاولون تجميل الصورة القبيحة التي بات المواطن يتقزز منها.. بعد أن عاد الانقلاب بمصر في كل شيء للوراء عشرات السنين!
هاني رسلان يبدو بصورة مختلفة عن رفاقه.. يبدو بصورة المحلل المهني الأمين الذي لا تغيب عنه شاردة ولا واردة إلا وتوقف أمامها، مشبعاً متابعيه بحديث "سمج" عن المهنية والحرفية والأمانة العلمية، بينما انعدام الأمانة وغياب الضمير المهني ينطلق من بين شدقيه كريح السموم، بينما هو ثابت وواثق من خلف نظارته ووجهه المتجهم لدرجة ربما تجعل متابعه إن لم يكن منتبهاً إليه يصدق كذبه، وقد تفوق هاني رسلان في تلك المهارة على زميله في "الأهرام" عمرو هاشم ربيع.. وكلها مدرسة الكاهن الأكبر .
يوجه اتهاماته للإخوان بالمسؤولية عن كل صغيرة وكبيرة، وكأنه قاضٍ وجلاد ومتواجد في كل الوقائع كشاهد عيان.. فهم وراء كل التفجيرات فور وقوعها، عازفاً على نفس نغمة إعلام العار.. والعالم بات يعتبرهم إرهابيين، وآخرهم البرلمان الكندي، وكله كذب في كذب !
و"السماجة" في الرجل أنه يتوقف أمام تقارير "الجزيرة" التي تسبق تعليقاته ناقداً - ولا ضير في ذلك - ولكن "اللي يفرسك" أنه يلف كلامه بالمهنية والأمانة الصحفية، ثم يتبع "تقعراته" بعبارته المشهورة: "أنا رجل مهني متخصص في التحليل!
إلى متى تظل عقولكم يعشش فيها أن الجماهير يسهل خداعها أو غسل مخها أو قبول تسويق الكذب عليها؟ الجماهير باتت أذكى منكم بكثير.
لن تحصلوا من قادة الانقلاب على شيء سوى "بيادة تفعصكم"، أو "بيادة " فوق رؤوسكم!
-----------------------------------
 (*) كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية
[email protected]    
https://www.facebook.com/shaban.abdelrahman.1?fref=ts
twitter: @shabanpress