كان لافتا هذا العام ترشيح الفيلم الوثائقي "القبعات البيضاء" للتانافس على جائزة أكاديمية السينما الأمريكية "أوسكار" لأفضل فيلم وثائقي قصير.

الفيلم يحكي عن عاملي الإنقاذ المتطوعين في سوريا، المعروفون بأصحاب "الخوذ/القبعات البيضاء"، وهي فرق الدفاع المدني في سوريا التي اتخذت لنفسها شعار "إنقاذ الناس".

يأتي ذلك تمثلا بالآية الكريمة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، كما يقول قائد الدفاع المدني في مدينة حلب بيبرس مشعل، عن هدف تأسيس الفرق.

البداية

تشكلت "القبعات البيضاء"، أو "الخوذ البيضاء" من رحم التنسيقيات المدنية التي ظهرت بعد تفجر الثورة السورية عام 2011، وذلك بعد تخلي منظمات الإغاثة عن مهامها في إسعاف الجرحى، حيث أسس أواخر 2012 نحو مئة مركز في ثماني محافظات سورية.

تتكون من حوالي ثلاثة آلاف متطوع من سورين عاديين ينتمون إلى مشارب مختلفة، وهم غير مسلحين، يخاطرون بحياتهم لمساعدة من يحتاجون.

تعد "القبعات البيضاء" "منظمة حيادية وغير منحازة، ولا تتعهد بالولاء لأي حزب أو جماعة سياسية"، تعمل في مناطق سيطرة المعارضة لأنها ممنوعة من العمل في مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك كما جاء في الموقع الرسمي لفرق الدفاع المدني على شبكة الإنترنت.

تشكلت "الخوذ البيضاء" في حلب وريفها مطلع 2013 في ظل تساقط البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، من طرف بعض الناشطين الذين تطوعوا لأداء عملهم معتمدين في تلك المرحلة على معدات يدوية.

وأكد مسؤول العلاقات العامة في الدفاع المدني أبو البراءين للجزيرة نت أن أبرز أعمال الدفاع المدني اقتصرت وقتها على الإنقاذ والإطفاء والإسعاف.
ويوجد في حلب أكثر من خمسمئة متطوع، كلما سمعوا صوت غارة هرعوا لينقذوا ضحاياها، وفي كل مرة يكون من بينهم ضحية.

المهام والأهداف

تأمل "القبعات البيضاء" وقف القصف والقتال الذي يستهدف المدنيين من أجل السلام والاستقرار، وتتعهد بأنه وبمجرد أن ينتهي القتال، فستلتزم المنظمة بالشروع في مهمة إعادة بناء سوريا "كأمة مستقرة ومزدهرة ومحبة للسلام، التي يمكن فيها تحقيق تطلعات الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".